يعكف مركز شؤون المسرح منذ أشهر على إعادة ترتيب سياساته، وهيكلة مشاريعه وخططه القادمة. يأتي ذلك في مرحلة لم يشهدها تاريخ المسرح القطري، بعد توقف النشاط المسرحي بسبب جائحة كورونا. وإدراكا منها بأن النوم يقتل يقظة المسرحيين كما قال شكسبير، ارتأت وزارة الثقافة والرياضة وضع رؤية جديدة تعيد الى المسرح القطري ألقه، وتجدد لدى المسرحيين شغفهم بهذا الفن.
حول الرؤية والأهداف، قال مدير مركز شؤون المسرح الشاعر عبدالرحيم الصديقي : استثمرنا مرحلة التوقف القسرية التي فرضتها الجائحة، لإعداد مجموعة من المشاريع الجديدة سعيا لخدمة الحركة المسرحية. مضيفا: من أهم عناصر هذه الخطة إنشاء منصة الكترونية تحت اسم “مسرح قطر”، وفيها إطلالة تاريخية على المسرح القطري منذ سبعينيات القرن الماضي من خلال أرشفة نصوص مسرحية وبوسترات وكتيبات وفيديوهات ومقالات صحفية، يتم نقلها على أجهزة الكمبيوتر.
وأشار الصديقي إلى أن هذا الإرث الطويل يتضمن ما يقرب من 350 مسرحية تم نقلها عن طريق الفيديو، بالإضافة إلى نقل النصوص المسرحية وتحميلها إلكترونيا.. لافتا إلى أن هذا المشروع الضخم سيكون متاحا للباحثين والدارسين والإعلاميين إلى جانب دور النشر والنقاد.
وقال مدير مركز شؤون المسرح إن المنصة الإلكترونية تحتوي على مسرحيات للكبار والأطفال مع مراعاة حقوق التأليف، إلى جانب صور من تاريخ المسرح القطري، وخدمات أخرى من بينها حوارات مع رواد المسرح القطري، بهدف توثيق حياتهم الفنية، مع تقديم مقتطفات من أعمالهم. كما تتضمن المنصة مشروع “بودكاست” لنجوم المسرح القطري الذين رحلوا عن عالمنا، وستكون هذه المنصة متاحة عبر تطبيق “آبل” و”اندرويد”، وسيتم إطلاق المرحلة الأولى من هذا المشروع الفريد من نوعه بداية العام القادم.
وأضاف الصديقي: يعمل المركز حاليا من الساعة السابعة صباحا إلى السابعة مساء، على فترتين: فترة الدوام الرسمي لموظفي المركز، فيما تبدأ الفترة الثانية في الثانية ظهرا، حيث يقوم موظفون متعاونون مع المركز بعملية الأرشفة، تحت إشراف الفنانة القديرة هدية سعيد، ونهدف من خلال هذا المشروع الضخم إلى تحويل الأرشيف من ورقي إلى رقمي عن طريق تطبيق “مسرح قطر”.
وتابع: هناك أيضا خطة لتنظيم ثلاث ورش سيقدمها مبدعون قطريون من رواد المسرح القطري، في حرفية الكتابة، والإخراج، والتمثيل، وسيتم الإعلان عن هذه الورش قريباً. وهناك رغبة شديدة لتقديم أعمال مسرحية جديدة في الربع الأخير من العام الجاري.
وحول الموسم المسرحي القادم قال: وضعنا ميزانية لعدد من العروض المسرحية للكبار والصغار، إلى جانب استمرار مهرجان المسرح الجامعي، ونحرص على تطوير هذا الحدث بإضافة صروح جامعية أخرى. كما أن مسرح الدمى سيستمر بالتوازي مع بقية المشاريع، وهناك توجه لاكتشاف المواهب الجديدة في مجال التمثيل. إلى جانب مشروع بطاقة فنان وهو عبارة عن تجميع رسمي لمعلومات لجميع من ينتمي للمهن التمثيلية في الدولة، من أجل تنظيم المهنة، وسيكون ذلك أيضا ضمن التطبيق الإلكتروني، ونتمنى من الفنانين التعاون معنا.
وأشار الصديقي إلى أن من بين الشروط أن يكون المشتغل في مجال المسرح قدم ما لا يقل عن خمسة أعمال مسرحية، مضيفا: هذه الشروط تطبق حتى على المسرحيات التي تدعمها الوزارة، من باب تشجيع الهواة حتى ينضموا إلى الفرق المسرحية خصوصا أننا سننتهي قريبا من إعادة هيكلة الفرق المسرحية من خلال انتخابات شفافة ونزيهة، نواكب فيها توجهات الدولة، ولاقت التجربة استحسان المسرحيين والمشتغلين في هذا المجال. وقال الصديقي إن توجه المركز في المرحلة القادمة يتمثل في إشراك المسرحيين بمختلف القرارات والمشاريع، مؤكدا أن التواصل مع المسرحيين مستمر لعرض الأفكار ومناقشتها.
وكشف الصديقي عن نية وزارة الثقافة والرياضة في إنشاء مسارح داخل الفرق المسرحية، والفرق على علم بهذه الخطوة، وتم تخصيص ميزانية خاصة بهذا المشروع. مضيفا: سنحاول تفعيل مسرح الجاليات حيث التقينا بالجالية التونسية، والسودانية، وفي صدد الاجتماع بجاليات أخرى. مشيرا إلى أن هناك توجها لإقامة مهرجان مسرحي، لكن الرؤية أن يكون النشاط المسرحي طوال العام، معربا عن أمله في ألا تتوقف الشركات الخاصة عن تقديم الأعمال.