نظم الملتقى القطري للمؤلفين جلسة خاصة بعنوان «الترجمة بين الواقع والمأمول» بمناسبة اليوم الدولي للترجمة الذي يوافق الثلاثين من سبتمبر الجاري، استضاف فيها السيد رياض المسيبلي، سكرتير لجنة تسيير جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي والباحث في الترجمة، وتم بث الجلسة عبر قناة الملتقى على «اليوتيوب». وأكد المسيبلي أن واقع الترجمة اليوم يدعو إلى الأمل، على الرغم من وجود جوانب تحتاج إلى تحسين وتطوير، فهي جزء من الميزان الثقافي، وما يصيب الثقافة يؤثر عليها إما ازدهارًا أو انهيارًا، لكن حركة الترجمة في العالم العربي قد يصيبها الضعف، بسبب عدم الاهتمام نظرًا لخصوصيتها، التي تعتمد على اتقان اللغة المترجم عنها أو لها واللغة العربية على أقل تقدير، وتعتمد على التواصل خارج الثقافة المحلية والعربية بشكل عام.
وأضاف أن اللغة الإنجليزية مهيمنة على حركة الترجمة في العالم العربي، تليها اللغة الفرنسية ثم الألمانية، وهذه الهيمنة تحجب العالم العربي عن الاطلاع على الثقافات الأخرى، وما تنتجه بقية بلدان العالم من ثقافات، مشيرًا إلى أن لجنة تسيير جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تفاجأت في إحدى دوراتها بحجم الترجمة إلى اللغة البوسنية، وهو ما لم يكن متوقعًا لأنها كانت لغة فرعية في هذه الدورة، وهو ما يدعو إلى التفاؤل، مؤكدًا أن الاهتمام باللغات المهيمنة مطلوب، لكن يجب الانفتاح بشكل أكبر على اللغات الأخرى، خاصة التي تربطنا بها علاقات.
وعبر عن تفاؤله بمستقبل الترجمة بفضل مراكز الترجمة المنتشرة بشكل كبير في البلدان العربية، إذ إن بعضها تجاوزت إصداراته المترجمة الآلاف، وهي جهود كبيرة، لكنها لاتزال في حاجة إلى التطوير والرعاية والاهتمام، خاصة الجهود الفردية، التي يجب أن يحظى القائمون عليها بالتكريم، بالإضافة إلى ضرورة أن يضمها مركز أو مؤسسة على مستوى العالم العربي، وذلك لمنع ترجمة ما ترجم من قبل، وكي تقوم كذلك بالتنسيق بين المترجمين الفرديين، وتفتح آفاقا للترجمة من لغات أخرى جديدة كاليابانية والصينية مثلا.
وأوضح أن أكبر المشاكل التي تواجه الترجمة في العالم العربي هي ترجمة المصطلحات لأن المترجم يجتهد في ترجمة المصطلح حسب مرجعيته وثقافته الخاصة، وهو ما يجعل المصطلح الواحد يترجم بأكثر من كلمة تعبر عنه في اللغة العربية.