احتفت مجلة «الجسرة الثقافية»، الصادرة عن نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، بالذكرى الخامسة لرحيل موسيقار قطر والخليج الراحل عبد العزيز ناصرالعبيدان «رحمه الله»، فخصصت ملفا شاملا في عددها رقم «58» لربيع وصيف 2021 بعنوان: «حافظ إرث قطر الموسيقي»، اشتمل على حوار مع الأديب والدبلوماسي والشاعر د. حسن النعمة حول شخصية الراحل الإنسانية والإبداعية، ومقال نقدي للكاتب القطري إبراهيم المطوع بعنوان: «نقاء الثيمات وخلود النغم»، وعرض لسيرة الموسيقار بقلمه، وكتاب رؤية فنية، وكتاب رحلة الحب والوفاء، ومقال عن معرض مقتنيات الموسيقار بقاعة نادي الجسرة.
الأستاذ إبراهيم خليل الجيدة، رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، استهل الملف بكلمة جاء فيها: يوم الثاني والعشرون من شهر يوليو الحالي من عام 2021 وكل عام هو ذكرى حضور موسيقار الوطن والخليج عبد العزيز ناصر أحمد العبيدان المتصل، وليس عنوان غياب.
فكيف يغيب الذي ترك عطر أنغامه الفواحة على شرفات العقول والقلوب والوجدان!. وكيف يغيب الذي أعمر أرواحنا بطيب الكلمات ونبل الألحان وسمو الدلالات والمعاني! وكيف يغيب الذي استطاع أن يصوغ لنا ذاكرة موسيقية ولحنية فريدة تميزنا، ويستطيع كل من يصغي إليها أن يقول: إن هذه النغمة قطرية، وهذه الألحان ترفرف كالحمائم على أغصان الدوحة، وهذا «الصّوت» العاشق هو صوت قطري يحمل البشارات بالعودة الميمونة بالخير والمحبة والرزق الوفير.
لذلك أصالة عن نفسي وباسم زملائي الأفاضل في مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، أؤكد أننا نحتفي بحضور موسيقارنا الكبير.. والثاني والعشرون من يوليو.. يتوج هذا الاحتفاء، لنستعيد بعده هذا الحضور بروح جديدة وعزم جديد وإلى الأبد بإذن الله.
فبالنسبة لنا عبد العزيز ناصر رمز وعلامة ومثقف شامل، رمز لعبقريتنا.. عبقرية قطر المكان والزمان والإنسان في قدرتها على تحويل كل تفاصيلها إلى ألحان وأنغام خالدة تبقى إلى الأبد.
من موسيقى نشيدنا الوطني حتى كل عاشق وولهان ومسير، وهو علامة من علامات عصرنا وجيلنا، ونموذج للمثقف الشامل الذي استوعب عصره وواقعه الاجتماعي والثقافي، واستطاع أن يعبر عنه بأكثر الطرق عبقرية، وبواسطة أكثر الفنون دقة وحساسية (الموسيقى).
أعد الملف الزميل محمد الربيع محمد صالح، وحاور الأديب والدبلوماسي د. حسن النعمة الذي قال حول شخصية الموسيقار عبد العزيز ناصر الإبداعية والإنسانية: استطاع عبد العزيز أن يستوعب عصره، في مطلع عصر التطور والعلم، فكان خير مستجيب لنداء الروح الفنية، فقد كان يمتلك إحساسا بما كان وبالحاضر وتصورا لما يكون، وكان يتمتع بحس فكري ووطني فأبدع في ألحانه وفي التغني بتراث وطنه وأمته.
وجاء في مقال الكاتب إبراهيم المطوع: لقد استطاع الموسيقار عبدالعزيز ناصر أن يخط لنفسه أسلوباً خاصاً ورؤيةً فنيةً خاصة في التعامل مع الأغنية الخليجية والعربية، فقد ساهم في نهضة هذه الأغنية، وقدم لها إضافات هامة على صعيد الأفكار والألحان المبتكرة، وفي هذه الأعمال تستوقفنا جمله التوزيعية، واللوازم الموسيقية، وتوظيفه الجيد لمختلف الآلات، وكذلك اختياره الدقيق للمؤدين.
واتسم العدد «58» بالتنوع والشمول، فتصدر غلافه حوار مع الأديب والمفكر ووزير الثقافة المغربي الأسبق بنسالم حميش بعنوان: «أنا رائد الرواية الفلسفية»، أجرته فدوى البشيري، وجاء في جانب منه: الحداثة، كما أراها، إبداع متجدد لحلقات القيم النيرة المضافة، وكتعبير حيّ عن الوجود والحضور الفاعلين في حقول الإبداع والسؤال، بعيدا عن مسالك التقليد والاتباع. أقول بهذا مع اقتناعي التجريبي المعاش أن الحداثة ليست ما يقوم وينحصر في الزمن المعاصر وحده، بل هي أيضا من أرقى محاصيل التألقات والإشراقات الإبداعية العابرة للأزمنة والأمكنة.
وكتب الأديب والناقد د. صبري حافظ «ذكريات شخصية مع توفيق الحكيم – من ضبابية الرؤية إلى ضبابية الوعي»، واشتمل العدد على حوارت مع الناقد والروائي والمترجم بوشعيب الساوري والكاتبة اللبنانية غريد الشيخ، وكتبت د. أحلام معمري عن الموسوعة الجزائرية، وبلقاسم مارس عن «مدنين – بوابة تونس الشرقية»، وكتب الأديب إبراهيم السعافين من الأردن رؤية إبداعية بعنوان: «الشعر قرين حياتي»، وحسام عبد القادر عن كندا.. جنة ونار.. قسوة وحنية، وتحت عنوان: «الجسرة تنقب في الحفريات الثقافية» كتب أحمد فضل شبلول عن «محفوظ قبل نوبل – ماذا كان يقول؟»، وكتب الزميل طه عبد الرحمن عن «مكتبة قطر الوطنية أيقونة المعرفة الإنسانية»، إلى جانب موضوعات أخرى عن التانغو في الرواية العربية والعامية في الرواية، واختتم العدد بمرصد من مكتبات العالم.