نظم الملتقى القطري للمؤلفين، عبر قناته على اليوتيوب، الجلسة الثالثة والعشرين من مبادرة «مرقاة قطر للخطابة»، التي تأتي ضمن أنشطة الدوحة عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي 2021 بمشاركة عدد من الخطباء. واشتد التنافس بين الخطباء للوصول إلى التصفيات.
وشارك في الجلسة، مريم السبيعي وأدت خطبة حول «اليوم العالمي للتطوع»، مع تعديلات أدخلتها وفق طلب من لجنة التحكيم، وسمر منيب بخطبة: «اعتذار إلى العربية»، وإبراهيم الدرعمي بخطبته الموسومة بـ «من أنا»، فيما قدم أحمد عذاب، خطبة نقدية.
وقدم محكمو الخطب، عددا من الملاحظات للمشاركين، سواء من حيث الأداء الصوتي، أو الوقفات، فضلا عن تعزيز الخطب بالشواهد من قرآن كريم وشعر، ثم سلامة اللغة.
كما دعا المحكمون المشاركين إلى تجنب الحشو والإتيان بألفاظ سهلة ذات معان واضحة، مع وجوب الثقة في النفس.
وتأتي «مبادرة مرقاة قطر» في إطار مشروع دعم اللغة العربية، وتعد أول منصة عربية للخطابة لإحياء التراث العربي والنهوض به من خلال جلسات تدريبية للارتقاء بهذا الفن الأصيل نحو الطلاقة والجزالة.
وفي كلمة المرقاة للحلقة الثالثة والعشرين قال الأستاذ محمد الشبراوي إن الأمور التي يواجهها الخطيب لا تنتهي، فالمرء ما عاش يتطور من نفسه، ويضيف إلى رصيده، ويتجاوز أخطاءه، ويتدارك هفواته، ويحسّن نفسه مشيراً إلى أن كل شخص يريد أن يؤثر في الناس ويتحدث إليهم لابد أن يستخدم ما لديه الآن، وأن يطوّر نفسه، واستشهد قائلا بما سئل عنه المهلب ابن أبي صفرة: بما فقت الناس؟ وفيهم من هو أعلم منك؟ قال ذاك علم أهمل، وهذا علم استعمل، فالفكرة أنه لابد من تجديد المعارف وتطويرها والإضافة إليها، والأهم استخدام ما عنده وتوسيعه في حين أن البقاء في المكان لن يغير من الأمر شيئاً، والسكوت لن يضيف إلى صاحبه، ودعا الخطباء إلى استثمار مهاراتهم الخطابية، والاستفادة من مهارات الآخرين وخبرتهم، فالإنسان العاقل الواعي لا يقف عند حد ولا يكتفي بما عنده، ولا يخجل من خطئه؛ بل يتعلم منه، ومن أراد ألا يخطئ فلن يتحرك من مكانه، واستشهد ببعض علماء النحو الذين أخطأوا وتعلموا من أخطائهم مشيراً إلى أن كل الكبار يبدأون صغاراً مؤكداً أن منصة المرقاة متاحة للجميع ليقدم كل خطيب ما لديه.