ما انفكت دولة قطر تؤمن بدور الشباب في تطوير المجتمع، لذلك سعت إلى تمكينه على جميع الأصعدة، وشهد القطاع الشبابي اهتماما متزايدا خلال الفترة الأخيرة، ترجمته إرادة الشباب من خلال مشاركته الفاعلة في إحداث نقلة نوعية في التسيير الهيكلي للنوادي والمراكز، بعد الاندماج في الممارسة الانتخابية، ممّا حقق إنجازًا جديدا يضاف إلى إنجازات دولة قطر، بعد تحقيقها المركز الثاني عربيا والـ 32 عالميا على ترتيب مؤشر تنمية الشباب العالمي 2020 الصادر عن رابطة الكومنولث، والذي شمل حالة تنمية الشباب في 181 دولة حول العالم.
وقد جاء هذا التقدم في التصنيف كنتيجة طبيعية لما يحقق على أرض الواقع من حراك شبابي مجتمعي، عبرت عنه خطوات استراتيجية، ومنها انتخاب اللجنة الشبابية الاستشارية لوزير الثقافة والرياضة، والتي تمثل صوت الشباب في الاقتراح والمبادرة، والتي تم اختيار أعضائها من خلال انتخابات شارك فيها أكثر من ألفي شاب وفتاة.
وقد تم تصنيف دولة قطر من ضمن الدول ذات المستوى العالي جدا في تنمية الشباب وهو أعلى تصنيف في المؤشر والذي يتضمن 34 دولة.
وعلى المستوى العربي احتلت قطر الترتيب الثاني بعد دولة الكويت التي احتلت الترتيب السابع والعشرين عالميا، وكانت دولة قطر قد حققت بحسب التقرير السابق الصادر في العام 2016 الترتيب الخامس والسبعين عالميا والرابع عربيا بعد كل من مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت.
وبهذا الإنجاز تكون دول قطر قد قفزت 43 مركزا على المستوى العالمي كما قفزت مركزين على المستوى العربي.
وأما على مستوى المؤشرات الفرعية فقد حققت دولة قطر المرتبة 11 في الصحة والرفاه، والمرتبة 19 في السلام والأمن، المرتبة 14 في التوظيف وفرص العمل، والمرتبة 30 في المساواة ووالرياضة
وبهذه المناسبة هنأ سعادة صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة الشباب بهذا الإنجاز الذي يحسب لهم ولدولة قطر معبرا عن فخره واعتزازه بهذه الطاقات الشبابية التي تتقدم بفعلها المجتمعات، قائلاً: يسعدني أن أهنئكم بالتقدم الذي حققتموه في ترتيب مؤشر تنمية الشباب حيث صُنفت دولة قطر بفضله في المرتبة الثانية عربيا والمرتبة 32 عالميا على مؤشر تنمية الشباب العالمي 2020 الصادر عن رابطة الكومنولث، والذي شمل حالة تنمية الشباب في 181 دولة حول العالم، وحققت دولة قطر بهذا التصنيف الجديد قفزة نوعية بـ43 مركزا على المستوى العالمي ومركزين على المستوى العربي.

ويعدّ هذا الإنجاز ثمرة لإيمانكم برسالتكم في مجتمعكم ولمشاركتكم الفاعلة في المراكز الشبابية والأندية الرياضية في مختلف المواقع، ويعكس صدق تطلعكم إلى تحقيق الأفضل للشباب القطري.
إن الأمم تبنى بسواعد وعقول شبابها، وقد برهنتم على أنكم قادرون على تحقيق ذلك، ونأمل أن يستمر عطاؤكم لنيل ما هو أرقى من هذا الإنجاز، وكلنا ثقة في عزيمتكم من أجل خدمة وطنكم الحبيب قطر وتمايز التجربة الشبابية القطرية في العالم.
وبقدر ما يعكس هذا التقدم الكبير في ترتيب دولة قطر بمؤشر تنمية الشباب، مدى الجهود التي بُذلت خلال الفترة الماضية لتطوير العمل الشبابي على مختلف الأصعدة، فإنه يعبّر عن التناغم بين الشباب والقيادة الحكيمة في تحقيق رؤية قطر 2030، التي راهنت على الشباب في رفع كفاءته وتمكينه.
وقد قامت دولة قطر بتطوير الاستراتيجيات الخاصة بالشباب ضمن استراتيجية التنمية الوطنية، وإستراتيجية وزارة الثقافة والرياضة التي عمدت بشكل كبير وواضح على زيادة مستويات تمكين الشباب القطري وتوفير البيئة المحفزة لإطلاق قدراته،
وعملها الدءوب لتعزيز صوت الشباب وإتاحة فرص واسعة لإبداء آرائه سواء من خلال اللجنة الشبابية الاستشارية، أو من خلال المراكز الشبابية.
ودعما لجهود وتطلعات الشباب وإسهاما من وزارة الثقافة والرياضة على إشراكهم في صنع القرار، دعت الشباب إلى قيادة العمل الشبابي بالمراكز الشبابية من خلال تعديل النظم الأساسية لهذه المراكز، والتي أعطت سلطات واسعة للجمعيات العمومية بالمراكز الشبابية وجعلت أمامهم فرصا لاختيار رئيس ونائب رئيس المركز عن طريق الانتخاب المباشر من قبل أعضاء الجمعية العمومية بينما كان في السابق قائما على التعيين. وساهم قانون الرياضة رقم 1/2016 الذي أعطى الصلاحية العليا للجمعية العمومية، والأنظمة الأساسية، في تمكين الشباب في الأندية الرياضية.
وشرعت وزارة الثقافة والرياضة في العمل أيضا على إعداد أول سياسة وطنية للشباب بدولة قطر، والتي ستكون بعد الانتهاء منها الوثيقة المرجعية للعمل الشبابي بدولة قطر، مما من شأنه إحداث طفرات هائلة على مسار تمكين وتنمية الشباب القطري، علاوة على التطوير الهائل في البرامج والمشاريع الشبابية بحيث أصبحت أكثر ملامسة لاحتياجات الشباب الفعلية في مجالات التطوير والتدريب والمشاركة الايجابية في كافة المجالات ورفع الوعي وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية.
كما حرصت دولة قطر على تشجيع وتواجد شبابها على المستوى الدولي والإقليمي وتمثيلها في جميع المحافل الدولية والإقليمية، وذلك في اختيار الدوحة عاصمة الشباب في العالم الإسلامي، ومشاركتهم أيضا في العديد من اللقاءات والمؤتمرات سواء التي تنظمها الأمم المتحدة والمنظمات والمؤسسات التابعة لها، أو على المستوى العربي والخليجي والإسلامي، ورفع التقارير الدولية الخاصة بالتنمية الشبابية في الدولة، إلى جانب عملها، على تأكيد الدور الهام للشباب في كافة الأحداث الهامة والكبرى التي تشهدها الدولة مثل انتخابات مجلس الشورى، ومشاركة الشباب الفاعلة خلال أزمة كورونا «كوفيد – 19».
ويحفز التصنيف الجديد جميع الشباب القطري على مزيد العمل من أجل تقديم تجربة مميزة في التمكين، ويؤكد أن المجتمعات المتقدمة تراهن على شبابها من أجل تحقيق الاستدامة في جميع المجالات.