قدم برنامج «سابق أحلامك مع حمد» الذي ينظمه قسم البرامج الشبابية بالملتقى القطري للمؤلفين، ورشتين تدريبيتين على مدار اليومين الماضيين، قدمهما الكاتب مختار خواجة، وهي الفعالية الأحدث للملتقى التي تأتي ضمن جهوده في تحفيز الكتّاب الشباب على المبادرة وللمُشاركة الفعالة في الساحة الثقافية.
في بداية الورشة الأولى التي جاءت بعنوان «أساسيات وأركان الكتابة القصصية»، قال الكاتب مختار خواجة إنه قرر المشاركة في هذه المبادرة، لأنني كنت أحلم ذات يوم أن أكتب قصصا قصيرة، اليوم هو دوري لأقدم لمن يرغبون في خوض هذا المجال جزءًا ولو بسيطاً، وطرح خواجة عدة أسئلة أولها «هل أرغب في كتابة القصة القصيرة؟.. فلابد أن يوجه كل شخص هذا السؤال لنفسه»، وسأل المشاركين أيضا هل جرّب أحدكم كتابة موضوع تعبير يروي شيئاً ما أو سلسلة أحداث؟، هل فكرت يوماً ما فيما تكتبه ونوعه؟.
وبتعمقه في تلك الأسئلة وحول التعريف بالقصة القصيرة قال خواجة إن بعض الباحثين يعرف القصة القصيرة بأنها سرد نثري خيالي، ولكنه في العادة مقبول عقليا، يجسد تغییرات في علائق بشرية، والمؤلف يستمد مادته من تجربته في الحياة ومن ملاحظته لها، غير أنه ينتخب هذه المادة ويصوغها على وفق مقاصده التي تتضمن التسلية وكشف التجربة البشرية.
وأشار إلى أن القصة القصيرة في أحد التعريفات تتناول قطاعا أو شريحة أو موقفا من الحياة، يبرز فيها الكاتب شخصية رئيسة وكل ما يتصل بها من سمات وملامح.
واستعرض خواجة خلال حديثه في هذا الجانب نظرة تاريخية موجزة عن القصة القصيرة، ومما استعرضه أن بدايات القصة القصيرة كانت في ثنايا الأساطير والقصص المطولة وكذلك أحاجي الأطفال ليناموا كلها تمثل نماذج أولية للقصة القصيرة في حياة كل الشعوب، وكذلك العرب لم يعرفوا القصة القصيرة في الجاهلية، لافتاً إلى أن تطورها الحاسم ظهر على يد الفرنسي جي دي موباسان والروسي انطوان تشيكوف.. داعياً لقراءة قصته المستكينة.
وفي الورشة الثانية التي جاءت بعنوان «تقنيات ومفاتيح صناعة الحبكة»، استعرض خواجة نموذجا للحبكة المفككة، إذ قال: «أهو هو؟.. جلس على الإنترنت، في غرفته الصغيرة في زاوية بمنزله المنزوي أقصى شمال العالم، حيث الدفء كلمة فقدتها قواميس الحوارات اليومية، بحكم الطقس البارد، لربما كان الدفء العائلي بالنسبة له هو الشيء الوحيد الماثل للعيان، لكن حتى هذا الدفء منقوص حتى عن ذلك المستوى المأمول، ولكن ما المستوى المأمول؟ وما المنقوص منه؟، كلها تفاصيل لا تعنيه، وهو الذي خرج من مدينته المتمددة على ذلك النهر العريق، في أيام هوس القتل، وبالكاد استطاع إخراج عائلته الصغيرة، لكن كيف للمدينة المتمددة على دجلة أن تخرج من الدواخل؟.