دشن الملتقى القطري للمؤلفين حزمة من الإصدارات الجديدة بقاعة بيت الحكمة بوزارة الثقافة والرياضة ليتجاوز بذلك عدد الإصدارات المدشنة لهذه السنة 160 إصدارا متنوعا تشمل مختلف مجالات الثقافة والمعرفة.
ومن الكتب التي تم تدشينها حديثا بالملتقى كتاب «المسؤولية المجتمعية ودورها في تنمية وتحقيق الاستقرار في المجتمعات» للكاتبة الدكتورة هلا السعيد استشارية التوحد ومدير مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة، والكتاب صادر عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر.
وخلال جلسة التدشين التي أدارتها الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى القطري للمؤلفين أعربت الكاتبة الدكتورة هلا السعيد عن شكرها لوزارة الثقافة والرياضة والملتقى القطري للمؤلفين على إتاحة الفرصة للمؤلفين القطريين للتعريف بإبداعاتهم عبر فعاليات الملتقى.
وتحدثت في البداية عن سر الاهتمام والدافع لإنجاز هذا الكتاب وتغير اتجاه الكاتبة من كتب متخصصة تهتم بالتربية الخاصة وذوي الإعاقة إلى كتب تتجه نحو العمل الاجتماعي والعمل الخيري والتطوعي، وهو انضمامها إلى الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية منذ عام 2016 ومن ثم حصولها على لقب سفيرة ومستشار وخبير لذوي الإعاقة بالشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ومن ثم حصولها على الرخصة الدولية للمسؤولية الاجتماعية ومن هنا كان الاهتمام والتعمق بالقراءة حول بالمسؤولية الاجتماعية وتطوير الذات حولها ومحاولة ربط هذا بتخصصها بالعمل مع ذوي الإعاقة.
وأضافت أنها قامت بتصميم منهج خاص لذوي الإعاقة بعنوان (المسؤولية المجتمعية) ضمن مناهج المركز، إلى جانب العديد من المبادرات في مجال المسؤولية المجتمعية حيث تم اختيارها ضمن 100 شخصية عربية الأكثر تأثيرا في مجال المسؤولية المجتمعية لعامي 2019-2020 على التوالي، كما حصلت على شهادة تقدير دولة للمشاركة في جائزة الاستجابة الدولية للجهود الاكثر فاعلية في مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد 19 لعام 2020.
وأشارت إلى أنه مع تزايد الاهتمام بالموضوع أسفر عن فكرة الكتاب ووضع خطة البحث والتفاصيل ومن ثم العنوان ليتم اختيار دار جامعة حمد للنشر «وهي تجربة جديدة لي أن تكون دار النشر قطرية وانا سعيدة بهذه التجربة».
وقدمت الكاتبة الدكتورة هلا السعيد موجزا عن الكتاب، الذي يقع في 391 صفحة وينقسم إلى 12 فصلا، مؤكدة: إن المسؤولية الاجتماعية تعتبر نظرية أخلاقية يقع على عاتقنا جميعا أفرادا ومؤسسات الالتزام بها والعمل لمصلحة المجتمع ككل، للحفاظ على التوازن بين الاقتصاد والنظم البيئية.
وتابعت: إن المسؤولية الاجتماعية ليست وليدة اليوم، بل هي ثقافة أصيلة في الإسلام، حث عليها نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) بقوله: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، مؤكدة أنها في مجتمعنا الإسلامي تعتبر جزءا من ثقافتنا، بل عقيدتنا، لأنها مستمدة من التعاون والتكافل والتراحم بين الناس، وهي قيم إسلامية امرنا عليها الدين في الكتاب والسنة.
وقالت إن المسؤولية تبدأ بالوعي، والارتقاء بالحس الاجتماعي والوطني، ثم التطبيق الذي يصب في البناء وخدمة المجتمع من نواحي عدة. وحينما نربي أبناءنا تربية سليمة صالحة سوية ونربيهم على المسؤولية المجتمعية منذ نعومة أظافرهم فإننا نعد رصيدًا للغد، وذخرًا للمجتمع والوطن، إذ لا يمكن الفصل بين المجتمع والوطن.
وأوضحت أن الكتاب يتناول المسؤولية الاجتماعية، لنشر الوعي لدى أفراد المجتمع كافة فيتحدث عن ماهيتها وأهدافها وأنواعها وكيفية تطبيقها، والمعوقات التي يمكن أن تقف حائلًا دون تطبيقها، ومن ثم إظهار دور دولة قطر بالعمل بالمسؤولية المجتمعية على الصعيد المحلي والدولي، ودور المرأة القطرية ومسؤوليتها المجتمعية مع تسليط الضوء على أخلاقيات العمل، لافتة إلى تخصيص جزء خاص لتسليط الضوء على فئات ذوي الإعاقة، فشمل فصوله أولا التعرف على المسؤولية الاجتماعية، ونشأة وتطور المسؤولية الاجتماعية، ثم المسؤولية الاجتماعية في الإسلام، والخصائص الرئيسة للمسؤولية الاجتماعية، أنواع وأهداف المسؤولية الاجتماعية.
كما تناول الكتاب المرأة ودورها بالمسؤولية الاجتماعية في تربية أبنائها على المسؤولية الاجتماعية، كما سلط الضوء على دور المرأة القطرية وما قامت به من تحمل المسؤولية الاجتماعية وخاصة في وقت الأزمات، واهتمام القيادات القطرية بدعم المرأة في قطر وتحفيزها للنهوض بأعبائها الاجتماعية، والمشاركة في الحياة العامة.
كما سلط الكتاب الضوء على مبادرات لسيدات قطريات بالمسؤولية الاجتماعية المحلية والدولية، والشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية إلى جانب المبادرات العربية التي تخدم المسؤولية الاجتماعية في الوطن العربي، ليختتم الكتاب بمقالات شاركت بها في «الكتاب العربي في المسؤولية المجتمعية».