دعت مبادرة «قيم وشيم» التابعة للملتقى القطري للمؤلفين إلى ضرورة أن يتحلى الإنسان بالمشورة في أموره وشؤون حياته، حتى يسلك طريق النجاة.
وأكدت المبادرة التي أعدها الأستاذ محمد الشبراوي، وقدمها الإعلامي سالم الجحوشي، أن المشورة بمثابة مرآة للتثبت من الأمر، ومعرفة الصواب، حتى لا يقع المرء في الهلاك
وقال الجحوشي خلال جلسة المبادرة التي بثت عبر قناة الملتقى القطري للمؤلفين في «يوتيوب»: إن الله تعالى دعا المؤمن إلى المشورة، لافتاً إلى أن من استبد برأيه هلك، وأن المرء لا بد له أن يستشير، وقل من يخطئ ممن يستشير، ويتثبت من الأمر.
وأضاف: إن المرء مهما بلغ من الحكمة، معرض للسقوط والزلل والنسيان، وأن الإنسان ما سمي إنساناً إلا من النسيان، منوهاً بأن الإنسان في حاجة إلى من يعينه بالرأي والمشورة، ويسدد رميه بالحجة الصائبة.
وقال الحجوشي خلال الجلسة «إن المشورة هي الشق الثاني من الحكمة، فمن شاور الرجال، شاركها في عقولها، ولا ظهير للعاقل، إلا المشاورة، فهي بمثابة المرآة للرجل، ويري بها ما يغيب عن بصره، يستشف من خلالها ما يغزب عن بصيرته، منوهاً في هذا السياق بقول الشاعر اللبيب:
اقرن برأيك رأي غيرك واستشر ** فالحق لا يخفي على الاثنين
للمرء مرآة تريه وجهه ** ويري قفاه بجمع مرآتين
وأكد أن العاقل أولى الناس بالمشورة، فهو لا يستخف بالمشورة.. ولا يزدري آراء الآخرين، إنما يقوي بها موقفه، ويعزز نتاج عقله وزناد فكره، ويؤمن أن صحة آرائه لا تضمن له العصمة.
وقال: «إن العاقل لا يترفع عن تلمس النجاة من المهاوي والمهالك، مستعيناً بالمشورة الصادقة، من أهل الخبرة، واضعاً نصب عينيه قول ربه جل شأنه: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون».
وحذر الجحوشي من الانفراد بالرأي، والجهل بالحكمة من الشورى، ومن يرى أنه أعلم أهل الأرض، وأغني عن المشورة، وأكبر من أن يرد له قرار، وقال: «إن هذا النوع من البشر يهوي سريعاً ليذوق وبال أمره أو تمهله الأقدار حتى حين، لكونه لم يتمعن أمر ربنا لسيد الخلق وحبيب الحق «وشاورهم في الأمر»، ولا مدحه تبارك وتعالى للمؤمنين بقوله: «وأمرهم شورى بينهم».
ودعا إلى الحرص على الشورى، وعدم التغافل عنها، نظراً لعظيم قدرها بالحرص عليها حرص الغنيمة من كل بر.. والسلامة من كل شر.