خصصت مبادرة مرقاة قطر للخطابة التي يقيمها أسبوعيا الملتقى القطري للمؤلفين ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021 جلسة جديدة عن جولة للخطيب الحافظ حيث تبارى خلالها المشاركون في تقديم خطب تم إعدادها وحفظها مسبقا.
من جانبه، قال د. أحمد الجنابي، الخبير اللغويّ والمشرف على المبادرة، إن اختيار الموضوع للخطبة المحفوظة جاء بعنوان: (مَنْ أنا) ليحدثنا الخطباء عن أنفسهم، فالهدف العام لهذه الخطبة هو التعارف من جهة، والهدف الخاص هو التعبير عن الذات بكل فخر واعتزاز ورضا نفسي، حيث يتكلم الخطيب عن نفسه بما أنجزه لما في ذلك من تحفيز للمتلقين، واستزادة للمتحدث نفسه، وتعتمد مرقاة قطر على هذا النوع من الخطابة على شاهد من قول طرفة بن العبد في معلقته: إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني… عنيت فلم أكسل ولم أتبلد. مشيرًا إلى ضرورة أن تتضمن كل خطبة عناصرها الأساسية من مقدمة وعرض وخاتمة، وحدد لكل خطيب ثلاث دقائق فقط تفعيلا للقاعدة اللغوية: خير الكلام ما قلّ ودلّ، مع الاهتمام بمواضع همزتي الوصل والقطع في النطق.
وشهدت الجلسة قراءة لخطبة قس بن ساعدة أشهر خطباء العرب قبل الإسلام في إطار احياء الخطب التاريخية.

وبدوره، أكد الكاتب محمد الشبراوي المشرف المشارك على مبادرة مرقاة قطر للخطابة أهمية أن يجمع الخطيب بين الحفظ خاصة للمتون ومواطن الاستدلال من آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأبيات شعرية وخطب وكلمات نثرية مع الإدراك الواعي والفهم حتى لا يحبس لسانه إذا تعرض للسهو والنسيان، مؤكدا أن العرب اهتموا بالحفظ والفهم.
وتبارى الخطباء تحت عنوان: من أنا؟ كل من أحمد الساعي، مريم السبيعي، راشد يوسف، أحمد عذاب، حيث تحدث كل منهم عن نفسه وأهم إنجازاته الحياتية في قوالب لغوية شيقة، ليختار المحكمون وهم الأساتذة كل من سلمان الشيخ، محمد الشبراوي، جهاد جرادات، خالد الأحمد، وتم الإعلان عن فوز اثنين من المشاركين: وهما أحمد الساعي، مريم السبيعي.
كما قدم د. محمد خالد جابر العثرات اللغوية -قدم- التقييم والتوجيه وتصويب الأخطاء اللغوية وتصحيح بعض مخارج الحروف من أجل السلامة والصحة اللغويتين.
أعلن الملتقى القطري للمؤلفين، عن إطلاقه مبادرة بعنوان /مرقاة قطر للخطابة/ تستهدف إحياء التراث العربيّ في هذا المجال.

وتأتي مبادرة مرقاة قطر في إطار مشروع دعم اللغة العربية، وتعد أول منصة عربية للخطابة، لإحياء التراث العربي، والنهوض به من خلال جلسات تدريبية للارتقاء بهذا الفن الأصيل نحو الطلاقة والجزالة، مستعينة بألفاظ التراث وأدواته للخطيب المفوه واللسن والمنطق وغيرها من المصطلحات الخطابية.