أسدل الستار أمس على الملتقى السنوي الرابع للمؤلفين، الذي دار حول إسهامات المؤلفين والكتاب في تعزيز الهوية العربية الإسلامية، ونظمه الملتقى القطري للمؤلفين عن بُعد، لمدة يومين، وجاء ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، وشارك فيه عدد كبير من الباحثين والمؤلفين في قطر والعالم العربي والإسلامي.
ودعا مشاركون في الملتقى إلى توظيف التقنية الحديثة في خدمة التراث العربي والإسلامي، والعمل على رقمنة التراث، وزيادة المخصصات الثقافية بالمناهج الدراسية، وإثرء المحتوى الرقمي لتطوير اللغة العربية، والتوجه نحو حوسبتها، والاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي، بتطويعها لخدمة المجتمع، وتقديم مبادرات شبابية لتعزيز الهوية الإسلامية، وإجراء مسابقات أدبية ودينية على مستوى الوطن العربي، دعماً للهوية العربية والإسلامية.
وناقش مشاركون خلال أولى جلسات اليوم الثاني من الملتقى، “تفعيل دور التراث العلمي الإسلامي”، وذلك خلال جلسة أدارتها الكاتبة الدكتورة شعاع اليوسف، وفي بدايتها قدمت الدكتورة نماء محمد البنا من مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية ورقة بعنوان “دور علماء المسلمين في النهضة الحديثة للمجتمعات العربية”، أكدت خلالها على أهمية دور العلماء المسلمين في نهضة العالم الغربي.
وناقش الباحث د. بدر بن سالم السناني الأستاذ المساعد في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بسلطنة عمان الاستراتيجيات والتجارب الدولية الرائدة في الحفاظ على التراث العربي الإسلامي. وتحدث عن مكتبة قطر الوطنية كنموذج رائد. مؤكداً أن لدولة قطر الريادة في هذا المجال، حيث أرست استراتيجيات عدة على الصعيدين المحلي والعالمي ترمي إلى الحفاظ على التراث الإسلامي بتوظيفها الفعاليات الثقافية المختلفة.
تراث أدبي
وفي مداخلته التي حملت عنوان “تجسير الصلة بين الشباب العربي وتراثهم الادبي والثقافي” لفت محمد الشبراوي الصحفي بشبكة الجزيرة الإعلامية إلى ما يسمى بالقوى الناعمة الممثلة في هيمنة الفكر الغربي والثقافات الأخرى داخل المجتمعات العربية والإسلامية. وركز على استثمار طاقات الشباب، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي. وأشار إلى أهمية اللغة العربية في تعزيز قيمة الهوية العربية والتراث.
ودارت جلسة التراث الإسلامي والتكنولوجيا حول “الثورة التكنولوجية والتحولات المجتمعية للدول الإسلامية المعاصرة ودورها في الكتابة والتأليف”، وأدارها الدكتور محمد الهاجري. وتساءلت الأستاذة حصة المنصوري، كاتبة وباحثة ومستشار في قطاع تنمية المجتمع في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في ورقتها ما إذا كانت “الثورة المعلوماتية أضعفت اللغة العربية أم عززتها”، وتوقفت عند بعض الظواهر السلبية التي أحدثتها الثورة المعلوماتية بالنسبة للغة العربية، ومنها كتابة المعاني العربية بحروف لاتينية، وهو ما فسره بعض الباحثين، بأنها جاءت نظير ظروف الطلاب العرب الدارسين في بلاد الغرب، حيث لم تكن بأجهزة الهواتف المحمولة مفاتيح باللغة العربية. وقالت إن هذه الظاهرة اتسعت في العالم العربي، رغم ظهور مفاتيح باللغة العربية، عبر الهواتف الذكية.
كما توقفت عند أهداف مكتبة قطر الوطنية، وتوظيفها للتكنولوجيا الحديثة، “والتي ساعدت أيضاً على تنمية المهارات للدارسين، فضلاً عن صقل مهارات الكتابة، بما يحفظ للغة العربية مكانتها من الأخطاء المختلفة، شريطة عدم الاستسهال بالكتابة العامية”.
وقدم الأستاذ دوان موسى الزبيدي، باحث ومدقق لغوي وإعلامي من تركيا، ورقة بعنوان “أنماط التواصل التكنولوجي بين المجتمعات ودوره في تفعيل القيم الإنسانية. أما د. جعفر يايوش، أستاذ اللسانيات الحاسوبية والمعرفية في جامعة عبدالحميد بن باديس – مستغانم في الجزائر، فقدم ورقة بعنوان”التراث الإسلامي والتكنولوجيا.. جدل التراث والحداثة المتجدد.
إنتاج فكري
وجاءت الجلسة قبل الأخيرة، بعنوان “الكتابة والتأليف بين التوثيق والتصنيف والقانون”، وشارك فيها الكاتب القانوني عبد الله المري، من قطر، وتحدث الكاتب القانوني حول موضوع دور القانون في حماية حق المؤلف والحقوق المجاورة في تعزيز الهوية العربية والإسلامية، قائلاً: الأشخاص الذين يحميهم هذا القانون هم الأشخاص المبدعون الذين يزودون المجتمع بجميع الأداب والفنون وغير ذلك، “فحماية حقوق المبدعين يثري المجتمع وينمي الحركة البحثية وعملية الإنتاج الفكري، مما يعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع ومن ثم تعزيز الهوية العربية الإسلامية، وهو ما تتعزز بحماية حقوق المؤلف وحماية الحقوق المجاورة وهذه الحماية موجودة في قوانين وطنية بالإضافة إلى اتفاقيات ومعاهدات دولية مثل اتفاقية بيرن واتفاقية روما لسنة 1961 المتعلقة بالحقوق المجاورة وغيرها من الاتفاقيات التي تتعلق جميعها بالملكية الفكرية”.
وشارك في ذات الجلسة من سلطنة عمان الكاتبة الدكتورة بدرية شحي، ومن الكويت الأستاذ علي ناصر المسعودي، مدير دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، ومن رابطة الأدباء الكويتيين تحدثت الأستاذة جميلة السيد علي، ومن العراق تحدث الأستاذ فاضل عباس الكعبي.