تنطلق مساء اليوم، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي “شبابنا على المسرح”، الذي ينظمه مركز شؤون المسرح، وذلك تحت رعاية سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة.
وسوف تشهد هذه الدورة، التي تحمل اسم الفنان الراحل موسى عبدالرحمن، عرض أربعة عروض مسرحية، من تأليف وإخراج الطلاب في كل من جامعة قطر الذين يشاركون بعرضين، بينما سيقدم طلاب كلية شمال الأطلنطي عرضاً مسرحيا، ومثلهم طلاب كلية المجتمع.
ويواكب الحفل الختامي وإعلان جوائز المهرجان، احتفال وزارة الثقافة والرياضة ممثلة في مركز شؤون المسرح باليوم العالمي للمسرح الذي يوافق 27 مارس من كل عام، وخلاله سيتم تقديم العرض المسرحي “وادي المجادير”، تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، بالتعاون مع فناني فرقة الدوحة المسرحية، كما سيشهد ذات الاحتفال كلمة اليوم العالمي للمسرح والتي سيقدمها السيد موسى زينل أحد مؤسسي الحراك المسرحي.
وأكد عدد من القائمين على الحركة المسرحية أهمية مهرجان المسرح الجامعي، كونه سيعمل على رفد الساحة الفنية بما في ذلك الساحة المسرحية بالطاقات والمواهب الشبابية، وقالوا لـ الشرق إن عملية الجمود في الفترة الماضية خلقت فجوة بين المسرح والشباب، وعودة المهرجان تعد بمثابة سد لهذه الفجوة.
د. حسن رشيد: عودة المهرجان تحرك المياه الراكدة
أكد الناقد المسرحي الدكتور حسن رشيد، أهمية إقامة مهرجان المسرح الجامعي الذي من خلاله ستشهد الساحة المسرحية طاقات وإبداعات شبابية تقف لأول مرة على خشبة المسرح، معبرا عن سعادته بعودة النوخذة عبدالرحمن المناعي من خلال مسرحيته “وادي المجادير” في اليوم الختامي للمهرجان، وخاصة في الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وهذا ما يدعم الحركة المسرحية ويشجع الشباب على الاستمرار والمواصلة في هذا المجال.
وأشار د. رشيد إلى أنه يدعم الشباب ويقف معهم جنبا إلى جنب، لأنهم يمثلون مستقبل المسرح في الدولة، مشيدا بجهود مركز شؤون المسرح بإقامة الدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي “شبابنا على المسرح”، ومنح الشباب فرصة لإظهار مواهبهم وإبداعاتهم أمام محبي وعشاق المسرح، فيما أشاد باسم الدورة الذي يحمل اسم الفنان الراحل موسى عبدالرحمن أحد أعمدة المسرح القطري، والذي ترك بصمة كبيرة لا تُنسى، لافتا إلى أن هذه الدورة ستكون مختلفة وأن مثل هذه المهرجانات تسهم في تحريك المياه الراكدة.
وتمنى د. رشيد أن يكبر هذا المهرجان وأن يتوسع أكثر، ويشهد مشاركة من كافة الجامعات في الدولة، كما تمنى مشاركة أكبر عدد من الطاقات الشبابية في مجال المسرح والاستفادة من الرواد والخبرات الموجودة.
حمد الرميحي: الأجيال القادمة هم لواء الحركة المسرحية
الكاتب والمخرج المسرحي حمد الرميحي، أوضح أن مشاركة أربعة عروض مسرحية في مهرجان المسرح الجامعي، تعد دعما كبيرا للطاقات الشبابية وللحركة المسرحية في الدولة قائلاً: “أنا سعيد جدا بعودة الدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي، حيث إنني من الأشخاص الذين كنتُ باستمرار أطالب جامعة قطر بضرورة وجود خشبة مسرح فيها، واليوم نشهد عرضين مسرحيين من تأليف وإخراج طلبة جامعة قطر، وهذا أمر مفرح جدا”، لافتا إلى أن الأجيال القادمة هم لواء العملية المسرحية.
وأشاد الرميحي بوجود العنصر النسائي في مهرجان المسرح الجامعي، ووجود مخرجتين قطريتين، مؤكدا أن المسرح الجامعي ضرورة لرفد الحركة المسرحية، إلى جانب ذلك يدعم المسرح من ناحية الممثلين والمخرجين والمؤلفين وهو يختلف عن المسرح المدرسي، لأنه يأتي بشكل أكبر وأوسع، متمنيا زيادة عدد العروض المسرحية في الدورات القادمة، ومشاركة واسعة من قبل الشباب المبدعين من كلا الجنسين.
سلمان المري :التجربة تصقل إبداعات الشباب وإبداعاتهم
أوضح الفنان والمخرج المسرحي سلمان المري، أن عودة مهرجان المسرح الجامعي تعد رافدا أساسيا للحراك المسرحي، قائلاً: “وجود مهرجان المسرح الجامعي أعاد بنا إلى الحياة من جديد، حيث إننا فقدنا مثل هذه المهرجانات بدءا من المهرجان المدرسي، مرورا بالمهرجان الشبابي، وصولاً إلى المهرجان الجامعي، الذي سينطلق اليوم وسيشهد أربعة عروض مسرحية قائمة على أيدي الشباب من حيث التمثيل والإخراج والتأليف وحتى الديكور، وهذا بحد ذاته يمثل لنا السعادة الحقيقية أن نشهد هذه الطاقات الشبابية تحرك اليوم المسرح بمفردها”، مؤكدا على أهمية عودة المسرح المدرسي والشبابي، لأن ذلك يشكل تجربة مثرية لمحبي الفن والمسرح.
وقال المري: “أنا سعيد جدا بوجود هذه الكوكبة من الشباب، فهذه الفئة بحاجة إلى من يحتويها لذا من الضروري أن تكون لهم مظلة لتوجيههم وإرشادهم، ومن الضروري جدا المحافظة على هذه الطاقات والمواهب الفنية”، لافتا إلى أن المسرح يجب أن يستمر ولا يتوقف فهو يمثل حياتنا اليومية، والنشاط المسرحي مثل لياقة اللاعب إن توقف عن ممارسة اللعب لا يمكن أن يستمر فيما بعد، موضحا أن هناك أسماء كثيرة رحلت، متمنيا النجاح والتوفيق للفرق الأربعة المشاركة في المهرجان.
سالم المنصوري: المهرجان يشجع المواهب والطاقات الشبابية
قال الفنان والمخرج المسرحي سالم المنصوري: إن مهرجان المسرح الجامعي يشجع المواهب والطاقات الشبابية، كما يعد رافدا للحركة المسرحية المحلية، لافتا إلى أن المهرجان يتنافس على الأعمال الجيدة وأيضا على الطاقات الإبداعية الشبابية الذين يشكلون نواة المستقبل.
وتمنى المنصوري استمرارية المهرجان لتشجيع الشباب والمواهب الفنية، مؤكدا أن الشباب متحمسون ويملكون العديد من القدرات والإمكانيات إلا أنهم بحاجة إلى الدعم والتشجيع، والمهرجان جاء لتشجيعهم وتوجيههم أيضا، موضحا أن هناك شغفا لمشاهدة العروض المسرحية التي تناقش العديد من القضايا في المجتمع والوطن العربي.
وعبر المنصوري عن سعادته بوجود المواهب الشبابية في التمثيل والإخراج والتأليف وحتى الديكور، لافتا إلى أن ذلك يدل على أن الحركة المسرحية في قطر تسير بخطوات ناجحة.
“مع مرتبة الشرف” تعكس قضايا الشباب
يشهد افتتاح المهرجان، عرض مسرحية “مع مرتبة الشرف” لطلاب جامعة قطر، وتدور فكرة المسرحية في إطار فنتازي يعتمد على المبالغة المقصودة في كافة عناصر العرض، ويتحدث عن مشاكل الشباب باستعراض وجهة نظرهم في العديد من القضايا.
والمسرحية من إخراج عبدالله الملا، وتأليف تميم البورشيد، وبطولة كل من عبدالله الملا، ومحمد علي الملا، ومحمد يوسف، ومنذر ثاني ونايف اليافعي، وإدارة إنتاج فيصل العذبة، وديكور وأزياء جاسم عاشير، وإضاءة محمد الملا، وموسيقى منذر ثاني.
وأعرب عبدالله الملا مخرج “مع مرتبة الشرف” عن سعادته بالمشاركة في تلك الفعالية التي رأى أنها تحمل فائدة كبيرة لطلاب الجامعات، مؤكداً أن المهرجانات الشبابية تمثل اللبنة الأولى لبناء الأجيال القادمة إذ تتنافس من خلاله الفرق الشبابية لإثبات مواهبها فيقدمون بطاقة تعارفهم، ومن خلال الاحتكاك الفني يتعلم الجميع، وقال: “سيطرح عرضنا العديد من القضايا التي تمس الشباب، ونأمل مواصلة تقديمه بعد المهرجان لإيصال رسالتنا إلى أكبر شريحة ممكنة”.
من جانبه قال تميم البورشيد، مؤلف المسرحية: “المهرجان الجامعي يعتبر المنصة التي نستطيع من خلالها إبراز مواهبنا وطرح موضوعات تخص الشباب وتتعلق بنا”، لافتاً إلى انه لاحظ تطورا كبيرا في النسخة الثانية من المهرجان عن سابقتها، وذلك من جميع النواحي الفنية والتنظيمية، وتمنى أن يستمر الحراك الشبابي على مدار العام.
وقال الفنان محمد الملا إن المهرجان يعد متنفسا للطاقات الشبابية المسرحية، خصوصاً أن أزمة كورونا كانت قد حرمتهم من المشاركة العام الماضي، وأضاف: “ها نحن نعود بالنسخة الثانية من المهرجان الجامعي، في ظل حرص وزارة الثقافة والرياضة ومركز شؤون المسرح على إثراء الساحة الفني، وإتاحة الفرصة للشباب للتعبير عن مواهبهم”.