استضاف المُلتقى القطري للمؤلفين الدكتورة مريم إبراهيم الحمادي، رئيس قسم العلوم الإنسانية بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر في جلسة حوارية بعنوان «دور المرأة في الحفاظ على الهوية الثقافية القطرية»، وحاورها خلال الجلسة الدكتور علي عفيفي علي غازي، الباحث في التاريخ. حيث أكدت الحمادي على أن المرأة القطرية لها دور مُهم وفعّال وكبير في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي القطري، بدراسته وتقديمه بوسائل مُتعدّدة، باعتباره جزءًا من الهوية الوطنية، وقدّمته بالشكل الجميل للأجيال، فالمُفردات والعادات والتقاليد والقيم والموروث والأهازيج والألعاب وغيرها تمثل جوانب تراثية تلعب المرأة الدور الأكبر في الحفاظ عليها، هذا بالإضافة للمُبادرات المُجتمعية التي تستهدف المجتمع من خلال المهرجانات والفعاليات التراثية التي تسهم في إحياء التراث، وأشارت إلى أن معظم القائمين على هذه الفعاليات هن من النساء، فمنهن المدرّسات والموظفات في الثقافة والفنون، والحي الثقافي، ومتاحف قطر.
ومن جانب آخر أشارت إلى أن الهوية القطرية تتميز بثباتها ورسوخها، وقدرتها على الانفتاح على مُتغيرات العولمة، ويتضح ذلك من استلهام معظم المباني الحديثة من التراث المعماري القطري، بما يعكس خصوصية لهوية قطر، وتؤكد الحرص على الحفاظ على هذا الإرث. وفي ختام اللقاء أكدت على أن المرأة القطرية كانت فاعلة في المجتمع عبر التاريخ، خاصة في فترة الغوص على اللؤلؤ، وسمّي المجتمع القطري بالمجتمع النسوي، أي المُجتمع المعتمد بالدرجة الكبيرة على النساء وأدوارهن المتعددة، وقد أسهم ذلك في تشكيل شخصية المرأة القطرية وكيانها ومسؤوليتها في المحافظة على العادات والتقاليد، وتربية الأبناء، وغرس القيم السليمة، وتعليمهم مبادئ وسلوكيات وعادات وأعراف المجتمع، والتي تعكس هويته وشخصيته الخاصة.