قدم الأستاذ صلاح إبراهيم المناعي مدير مركز نوماس، ورشة تحت عنوان «الغوص عن اللؤلؤ» في مركز «الدانة للفتيات» التابع لوزارة الثقافة والرياضة، حيث استهدفت الورشة الفتيات المنتسبات للمركز من جميع الفئات العمرية.
وتهدف الورشة إلى ربط وتعريف الجيل الحالي بمهنة الغوص على اللؤلؤ، وتعريفهم بالعادات والممارسات في استقبال العائدين من رحلة الغوص، بالإضافة إلى إكساب المشاركات خبرات عن المهن القديمة التي يمارسها المجتمع القطري.
وتناول المناعي في بداية الورشة أهمية الغوص في دول الخليج وتحديداً بدولة قطر، مؤكداً أن «الهدف من رحلات الغوص قديماً هو استخراج اللؤلؤ الذي يوجد داخل المحارة، وقال: لا يوجد تاريخ محدد عن بداية الغوص بالخليج، فهناك ما يؤكد أنها قد بدأت قبل الإسلام أو قبل أربعة آلاف سنة، حيث كان الناس يخرجون في عدة قوارب، ويأخذون الأذن من أمير البحر، وهو السردال الذي له علم ودراية بالبحر، وأماكن تجمع المحار والمسير».
وأضاف مدير مركز نوماس أن «رحلات الغوص كانت تبدأ في موسم الصيف من بداية شهر يونيو وتنتهي في نهاية شهر أكتوبر، وتستمر الرحلة على مدى أشهر الصيف الأربعة، يقضيها آباؤنا في الغوص بحثاً عن فلق المحار، والانتقال من موقع غوص إلى آخر».
وتابع أن «هذا الانتقال يأخذ وقتاً طويلاً، خاصة أن القوارب كانت بدائية وتقليدية، تعتمد على سيرها من خلال المجاديف، وأيضاً الغوص قديماً كان تقليدياً دون أية وسائل اتصال، أو تكنولوجيا، أو معينات للغوص من نظارة وغيرها، ورغم ذلك استطاعوا أن يميزوا بين المحارة والحصا والغوص لفترة طويلة، غير الأمراض التي قد تصيبهم أحياناً، فالرحلة كانت شاقة وخطرة عليهم، وهم يبحثون عن لقمة العيش، وهنا نقف على صبر وتحمل المرأة شريكة الرجل، فكانت تتحمل العبء الأكبر والمسؤولية، في ظل غياب الزوج في ذلك الوقت».
وذكر المناعي أن «الله أنعم على قطر بمغاصات اللؤلؤ، وكانت تسمى بدانة الخليج، حيث يأتي الناس إليها من الكويت والسعودية والبحرين وساحل عمان، وذلك لكثرة أماكن الهيرات الغنية بالمحار، والتي تقع في الساحل الشرقي من قطر قرب جزيرة حالول».
كما تناول من خلال الورشة أنواع وأحجام اللؤلؤ، موضحاً أن أكبرها وأجودها هي الدانة أو الحصباء، إضافة إلى أنواع أخرى عديدة.
وقدم المناعي، من خلال الورشة، عرضاً توضيحياً من مركز نوماس حول كيفية تدريب الأبناء وتجربتهم على رحلات الغوص قديماً، حيث أكد أنها تعتمد على العمل الجماعي، والإصرار، والصبر، والثبات، منوهاً في ذلك بأن مثل هذه الدورات مهمة تستعرض بعض التجارب التي عاشها الآباء والأجداد قديماً، وهم يمتهنون هذه المهنة المهمة في حياتهم.