دشّن الدكتور جاسم سلطان المدير العام لمركز الوجدان الحضاري إصداره الجديد «النسق القرآني ومشروع الإنسان» الصادر عن دار لوسيل للنشر والتوزيع. وقال الدكتور سلطان بهذه المناسبة: إن هذا الكتاب جاء نتيجة معاناة، فعندما يُستدعى الإسلام تُستدعى صور مختلفة له، والبعض يتناوله كإطار متعلق بدولة معينة، وأحياناً يتم استدعاؤه عند الحديث عن جماعات العنف والتطرف. ودعا المؤلف -خلال حفل التدشين- المسلمين والعرب إلى تجاوز فكرة المؤامرة، وكونهم مستهدفين؛ لأن هذه الفكرة تجعلنا في موقع دفاعي. وقال: «إن القرآن الكريم ركّز على القضايا الكبرى التي لا يمكن فهم جزئياتها إلا بالنظر إلى الصورة الشاملة»، وأشاد بجهود الذين يعملون على تبسيط الأفكار للمجتمع، ودعاهم إلى تعديل التصور السلبي عن الإسلام. وأضاف: أن الكتاب يوضح بعض المفاهيم والأفكار المتعلقة بالدين الإسلامي بناء على القرآن الكريم في صورته المتكاملة؛ لأنه ليس هناك نص قرآني يفرق بين الجنس والعرق والبلد، لافتاً إلى أن القيم العليا والمبادئ التي جاءت في النص القرآني تسهّل التفريق بين مستوى الكلام عن الحرب والتعايش ومستوى الكلام عن الدعوة. وأوضح أن النسق العام في القرآن يمكّننا من بناء صورة متكاملة لما يحويه في أربع مساحات مهمة، المساحة الأولى هي مستوى العمق الذي يشتمل على اللبنات الكبرى التي تشكل الدين، أهمها إقامة القسط وهو سبب نزول الرسالات، ويشمل كل البشر في مختلف أنحاء العالم، وهو ما توضحه الآية القرآنية «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، لافتاً إلى أن المساحة الثانية هي التعايش، حيث وضع القرآن نسقاً يحدد طريقة التعايش عبر قاعدتين كبيرتين أساسيتين وهما البر والقسط، بينما يركز الركن الثالث الأساسي على احترام التعاقدات. وأكد أن الإسلام دين واقعي، حيث تناول الحروب التي كانت بسبب الاختلافات، كل المستويات الأربعة متكاملة تشكل نسقاً يمكّن الإنسان من رؤية الإسلام كوحدة غير متجزئة، لافتاً إلى أنه تعمد أن يكون الكتاب صغير الحجم موجزاً؛ لكيلا يتشتت فهم القارئ للتشريعات، ويساعده على فهم الصورة في شكلها العام، فمن يرغب في معرفة نسق القرآن والمشروع الإنساني الذي يدعو له الكتاب سيكون هذا الكتيب دليله ومرشده.