عقدت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الملتقى القطري للمؤلفين ورشة تدريبية افتراضية «عن طريق برنامج Teams» لمنسقي ومعلمي اللغة العربية بعنوان: «الإملاء العربي بين التحديات والإبداع».
قدم الورشة الدكتور عبد الله الهتاري من قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم بجامعة قطر، وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية. نظمت الورشة التدريبية على يومين، خُصص اليوم الأول للنساء في 3 فبراير الحالي، أما ورشة الرجال فقد عقدت يوم أمس الإثنين.
وفي بداية الورشة، تطرق الدكتور عبد الله الهتاري إلى شرح مفهوم الإملاء وطرح نبذة تعريفية عنه، وأشار إلى أهمية الإملاء الذي يعتبر العامل الأساسي لصحة الكتابة وسلامة التعبير، ويُعدّ أداة أساسية من أدوات التواصل الكتابي، ومطلباً ضرورياً من متطلبات العمل العلمي ومقتضيات البحث الأكاديمي، كما يعتبر الإملاء المسؤول الأول عن حفظ التراث العربي الغني ونقله إلى الأجيال.
وقال د. الهتاري: «إن النظام اللغوي للغة العربية يُشكل علاقة تكاملية مع العلوم الأخرى، فاللغة وحدة واحدة، ولا يمكن لأي فرع من فروعها القيام منفرداً بدور فاعل في إكساب المتعلم اللغة العربية الفصيحة».
وتطرق من خلال الورشة إلى الطرائق الإبداعية في تدريس الإملاء، بالإضافة إلى شرح مواصفات القطعة الإملائية ومدى ملاءمتها لمستوى الطالب، ولوقت الدرس، وكيفية تذليل صعوبتها قبل إملائها، وكيفية التأكد من فهم القواعد الإملائية، والمحافظة على عدم السرعة في الإملاء.
وتضمنت الورشة التدريبية طرح التحديات التي تواجه تدريس الإملاء، وتقديم الفروق بين رسم الحروف وصوتها مع تقديم الأمثلة التدريبية، وعرض اختلاف العلماء في قواعد الإملاء.
وأوضح د. عبد الله الهتاري مدى أهمية تحدث المُعلم باللغة العربية الفصيحة بين طلابه حتى يُرسخ استخدامها فيما بينهم، كما أن شيوع التحدث باللهجات العامية يُضعف الأداء اللغوي لديهم، وخصوصاً في الإملاء، فاللغة تُكتسب بكثرة المسموع الفصيح وممارسته.
وذكر د. الهتاري الاختلاف بين الرسم القرآني والرسم الإملائي الذي يحدث في عِدة أشياء، منها الحذف كحذف اللام من الليل، وكتابتها «اليل»، والزيادة مثل زيادة الواو في كلمة «سأوريكم» وأصلها «سأريكم»، وكتابة الهمزة في قوله تعالى «يبدؤا» وأصلها «يبدأ»، لافتاً إلى أن الرسم العثماني «توقيفي»؛ أي أنه وقف على القرآن الكريم فقط، فلا يكتب القرآن إلا به، ولا يكتب به إلا القرآن.
وفي ختام العرض التقديمي، عرض د. الهتاري الأخطاء الإملائية الشائعة وأشهرها شيوعاً في الإملاء، وقدم للمعلمين العديد من الأمثلة والتدريبات الكتابية النصية والسمعية، موضحاً أن شيوع الأخطاء الإملائية في وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وإنترنت وتلفزيون.. إلخ مَثَّلَ -وما زال يمثل- تحدياً كبيراً لمدرسي اللغة العربية، لما يتلقاه الطالب ويتأثر به منها، إذ ترتسم الصورة البصرية للخطأ في ذهنه؛، بل من هذه الأخطاء ما قد يغير المعنى ويخلُّ به.
النظام اللغوي العربي يتكامل مع باقي العلوم
10 فبراير, 2021