نظام البثّ الرقمي الجديد يقدّم تجربة الراديو المحسّنة مع ميزات رائعة متعددة الخيارات
سيارات الإسعاف والدفاع المدني يمكنها الاستفادة من تقنية البثّ الرقمي
نرخّص الإذاعات التي تخدم المجتمع.. والطلبات تخضع لـ «دراسة وتمحيص»
الإذاعات المرخّصة تحصل على دعم سنوي من «الثقافة والرياضة»
لم يكن عام 2020 عاماً عادياً، فقد جاء مصحوباً بتحديات لم تعهدها البشرية من قبل فرضها تفشي وباء «كوفيد – 19» الذي حدَّ من القدرة على تنفيذ الأنشطة بالطريقة المعتادة، ورغم ذلك نجحت بعض الجهات في التكيُّف السريع مع الوضع الجديد، وواصلت تقديم برامجها وأنشطتها والتزامها بأداء دورها الاستراتيجي الذي يمليه عليها عملها.
من بين تلك الجهات التي حققت نجاحات رغم الظروف الاستثنائية هي إدارة تراخيص البث الإذاعي في وزارة الثقافة والرياضة، التي واصلت أعمالها، وتكيفت مع الظروف، واستطاعت أداء مهامها كاملة.
«العرب» التقت عائشة عبدالله الكواري -مدير إدارة تراخيص البث الإذاعي في الوزارة- للحديث عن حصيلة عمل الإدارة العام الماضي، والملفات المنتظر العمل عليها الفترة المقبلة، فأكدت إطلاق نظام البث الإذاعي الرقمي DAB خلال شهر فبراير المقبل.
وإلى نص الحوار:
بداية، ما أهم إنجازات 2020؟
سجلت إدارة تراخيص البث الإذاعي في وزارة الثقافة والرياضة العديد من الإنجازات كان على رأسها منح ترخيصين لإنشاء إذاعتين، فقد جرى الإعلان عن إطلاق قناة إذاعية جديدة مخصصة للجالية البنجلاديشية في الدولة على تردد (QFM95.3). وجاءت هذه المبادرة بالتزامن مع جهود الدولة لرفع الوعي لدى كل أفراد المجتمع وشرائحه وذلك باتباعهم إجراءات الوقاية اللازمة والتي هي العامل الأساسي لاحتواء الفيروس والحد من انتشاره، وباشرت الإذاعة بثها بإرسال العديد من الرسائل المهمة ذات العلاقة بالإجراءات الوقائية لمكافحة فيروس كورونا «كوفيد – 19» والتي تصدرها وزارة الصحة والتعليمات والتوجيهات التي تصدر من اللجنة العليا لإدارة الأزمات بهدف رفع الوعي المجتمعي.
وبعد إطلاق بث هذه الإذاعة، يصل عدد الإذاعات التي تم إصدار تراخيص لها من قبل وزارة الثقافة والرياضة إلى تسع قنوات إذاعية متحدثة بعدة لغات: (الهندية- النيبالية- الملبارية- السريلانكية- التاميل- الفلبينية- الفرنسية- الإسبانية- الإنجليزية- والعربية).
وماذا عن إذاعة «أنت أف أم»؟
قامت الوزارة بترخيص هذه الإذاعة خلال شهر ديسمبر الماضي، وهي الإذاعة المحلية التي ينتظر أن تثري الساحة الإعلامية المحلية، سواء من خلال نشرها الثقافة والوعي أو من خلال نقلها الصورة المشرفة عن الوطن والمواطن، ورفع الوعي في المجتمع، وإذاعة «أنت أف أم» حصلت على الترخيص في شهر فبراير من العام الماضي، لكن تعطل إطلاقها بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، وهو ما أخر المشروع إلى نهاية العام وتحديدا قبل يوم واحد من إحياء ذكرى اليوم الوطني.
ما آليات منح التراخيص؟
بداية تخضع الطلبات للدراسة والفحص والتمحيص، إذ أن أي طلب لترخيص إذاعة يصل الإدارة يخضع للدراسة من خلال اللغات التي تساهم في خدمة الدولة والمجتمع، كما كان عليه الوضع بالنسبة لقناة «كيو أف أم» التي كانت أثناء جائحة كورونا، حيث كنا بحاجة إلى نشر الوعي وسط الجالية البنغالية حول الجائحة والإجراءات الاحترازية التي سنتها الدولة لمواجهة الجائحة والتصدي لانتشار العدوى.
تفاصيل مشروع «DAB»
وماذا عن نشاط إدارة تراخيص البث الإذاعي خلال الجائحة؟
العمل لم يتوقف والنشاط استمر وفق الإجراءات الاحترازية، لكنه شهد بعض التعطيل في عدة مشاريع كان مقرراً العمل عليها خلال عام 2020 مثل مشروع «داب DAB» الذي عرف بعض التأخير، إذ أعلنت إدارة البث الإذاعي في وزارة الثقافة والرياضة تفاصيل نظام البث الإذاعي الرقمي DAB، الذي جاء في إطار مواكبة ثورة التكنولوجيا، والتي تشمل البث الإذاعي. ويأتي إطلاق النظام الجديد في ظل البحث عن وسائل أفضل للبث الإذاعي تعتمد على تقليل المصروفات المالية، فضلاً عن الرغبة في حدوث التطور لمواكبة هذا التطور الإذاعي، بعدما كان الاعتماد سابقاً مركزاً على تقنيتي AM وFM. وقد تطور نظام البث الرقمي DAB من خلال أجهزة يتم تركيبها في السيارات، بالإضافة إلى سماعها عن طريق الأجهزة المحمولة عن طريق تقنية DAB، ويعمل هذا المشروع على استقطاب الطلب على تصاريح قنوات إذاعية بتقنية، ويقدم نظام البث الإذاعي هذا خدماته للجهات الحكومية ومختلف مؤسسات المجتمع، حيث يمكن لسيارات الإسعاف والدفاع المدني الاستفادة من تقنية البث الإذاعي الرقمي DAB، وسيقدم النظام خدمات إذاعية متنوعة من خلال قدرات الأقمار الصناعية على حمل عدد كبير من القنوات الإذاعية المتخصصة، وتسهيل وصول المعلومات الثقافية والتوعوية.
ماذا عن المزايا الأخرى لنظام البث الرقمي هذا؟
يقدم الراديو الرقمي DAB للسائق تجربة الراديو المحسنة مع ميزات جديدة ومثيرة ومتعددة الخيارات من خلال المزيد من القنوات والمحتوى التي تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات الإذاعية، وسهولة البحث عن المحطات الإذاعية بالاسم وليس بالتردد، وجودة الصوت والوضوح، ووقف وإرجاع التسجيل من البث الإذاعي الحي. ومن المميزات الإضافية في النظام أنه يتضمن رسومات الشاشة في السيارة والمعلومات التي يمكن عرضها مثل غلاف الألبوم الفني وعناوين الأغاني وأسماء الفنانين والأخبار ونتائج المباريات الرياضية وأكثر من هذا بكثير. كما يقدم الراديو الرقمي حركة التاريخ ومعلومات السفر عن طريق السماح لنظام TPEG لعرض أسعار الوقود، ومواقع محطات الوقود وتدفق المعلومات المرورية. كما يوفر نظام DAB أيضاً للسائقين إعلانات الطوارئ على وجه التحديد في الأنفاق ويجري تطوير هذا الاستخدام في بلدان مثل سويسرا والنرويج.
وتعمل الوزارة على هذا المشروع بالتنسيق مع الإذاعة الوطنية، حيث من المقرر أن يتم إطلاق هذا المشروع رسمياً خلال الشهر الثاني من العام الجاري 2021، والعمل في هذا البرنامج مكتمل بنسبة 90 % وباقي بعض التفاصيل الصغيرة التي سيتم الانتهاء منها قريباً.
توليفة إذاعية ممتازة
وماذا بشأن تقييم المستوى الإعلامي الذي تقدمه الإذاعات والقنوات الخاصة في الدولة؟
الإذاعات التي تنشط في الدولة تشكل توليفة ممتازة، حيث إنها تمس جميع المجالات: تثقيفية، تراثية، اجتماعية، وترفيهية، وتبث رسائل توعوية إيجابية تساهم في ترقية المجتمع والنهوض به في شتى المجالات. وتخدم وسائل الإعلام المحلية المجتمع القطري بشكل ملحوظ، وتحصل على دعم سنوي من وزارة الثقافة والرياضة، وذلك في ضمن اتفاق بين الوزارة ووسائل الإعلام الخاصة لتغطية نشاطات وفعاليات الوزارة.
وما الخدمات التي توفرها إدارة تراخيص البث الإذاعي؟
الإدارة تقوم بإصدار التراخيص اللازمة الخاصة بتراخيص البث التلفزيوني (قناة) والإذاعي (ترخيص قناة -إذاعية/ إذاعية رقمية DAB- تليفزيونية- إذاعية تليفزيونية- تليفزيونية أرضية) للأفراد والمؤسسات والشركات. ويتم ذلك عبر البوابة الإلكترونية لوزارة الثقافة والرياضة، وقد منحت الإدارة أربعة تراخيص لإنشاء أربع إذاعات عام 2017، ومنحت نفس العدد من التراخيص في عام 2018، وحصلت إذاعتان على الترخيص العام الماضي.