قالت الدكتورة منى المسلماني، المدير الطبي لمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية، إن قطر نجحت في توفير لقاح كورونا «كوفيد-19»، وكانت من أوائل الدول التي قامت بتوفيره من خلال عدة شحنات تم استلام الشحنة الأولى منها، وتم العمل بالتطعيم منذ الأربعاء الماضي، منوهة بأن النتائج حتى الآن تبشّر بالخير.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، مساء أمس، حضرها السيد خالد العبيدان، نائب رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد كبير من الأعضاء.

حول آليات توزيع اللقاح، أضافت: أعتقد أن هذا يعتمد على الاتفاقيات التي تقوم بتوقيعها كل دولة مع الشركة المصنّعة لتأمين حاجتها من اللقاحات، لذلك، ومنذ اليوم الأول عملت وزارة الصحة العامة مع عدد من شركات الأدوية، وتم توقيع اتفاق مع شركتين هما فايزر وموديرنا، وحصلنا على الموافقة على استخدامه في الحالات الطارئة، بهدف عودة الحياة إلى طبيعتها، وأن الفيروس ألقى بظلاله على كافة مناحي الحياة، وجعل كبار السن يحيون في عزلة، كما أن الحياة تعطلت، لذا اتجهت دولة قطر لهذا الاتجاه في توفير اللقاح وبهذه السرعة، كأحد الحلول لعودة الحياة إلى طبيعتها، إلى جانب تطبيق الإجراءات الاحترازية، لافتة إلى أن الحصول على اللقاح اختياري وليس إجبارياً، ولكني أشجع الجمهور على الحصول عليه لحماية المجتمع. 

وأكدت أن لقاح كورونا «كوفيد-19» (فايزر – بايونتك) لا يوجد ما يمنع إعطاءه للسيدات الحوامل أو المرضعات، ولكن عدم وجود دراسات ومعلومات وافية عن مدى تأثير اللقاح على السيدات الحوامل، جاء بسبب أنهن لم يكنّ ضمن المتطوعين، كما الأطفال ممن هم في عمر أقل من 16 سنة، فلا يعطى اللقاح لهذه الفئات.

وقالت د. منى المسلماني: اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» هو أحد الأدوات لمواجهة هذا الفيروس، ولعودة الحياة إلى طبيعتها، إلى جانب الالتزام بالإجراءات الاحترازية، بهدف كسر سلسلة الوباء والحد من تفشيه. 

وتطرقت خلال الجلسة النقاشية إلى تجربتها كأحد الكوادر الطبية العاملة في الصفوف الأمامية في مواجهة الفيروس عقب حصولها على اللقاح، وأكدت أنها من المشجعين والداعمين للحصول على اللقاح سواء على مستوى الكوادر الطبية أو أفراد المجتمع، لافتة إلى أنها لم تشعر بأي أعراض تذكر، والزملاء في الكادر الطبي كذلك. 

وتحدثت عن السلالة الجديدة لـ «كوفيد-19»، لافتة إلى أنه لا توجد معلومات وافية عن السلالة المتحورة من «كوفيد-19»، سوى أن السلالة الجديدة سريعة الانتشار بنسبة قد تصل إلى 65 % مقارنة بالسلالة الحالية.

وأضافت: المعلومات الأولية تشير إلى أن اللقاح المضاد للفيروس من «فايزر-بايونتيك» قادر على التأثير على السلالة الجديدة من الفيروس، وأن الشركة تعكف حالياً على إعداد تجارب إكلينيكية حول هذا الخصوص. 

وحول جدوى اللقاح، قالت الدكتورة المسلماني: يعطى على جرعتين بينهما 21 يوماً، بينما لقاح موديرنا يعطى على جرعتين، إلا أن المدة ما بين الجرعة الأولى والثانية شهر كامل، حتى تبدأ الأجسام المضادة بعملها، لافتة إلى الفرق ما بين فيروس الإنفلونزا الموسمية و»كوفيد-19»، هو أن الأولى تتحور من عام لآخر، لذلك تقوم وزارات الصحة العامة بإرسال تحديثات حول الإنفلونزا الموسمية؛ لتطوير لقاح يتناسب مع التحورات الجديدة للفيروس، ولكن فيروس كورونا يختلف بيولوجياً، ولا توجد معلومات حول المدة الزمنية التي يمنحها اللقاح المضاد لـ «كوفيد-19» للشخص الذي حصل على التطعيم.

وأوضحت أن الدولة عقدت اتفاقية مع أكثر شركتين شهرة؛ بسبب نشرهما مراحل إعداد اللقاح، والتجارب السريرية بعكس اللقاحات الأخرى مثل اللقاح الصيني، واللقاح الروسي لم نشهد أي معلومات نشرت في مجلات علمية، لذا تم التعاقد مع هاتين الشركتين؛ لضمان فاعلية وأمان اللقاح التي تصل إلى 95 % في فايزر، وتقريباً ذات النسبة مع لقاح موديرنا، كما أنه إلى الآن لا تزال المعلومات مجهولة حول فاعلية اللقاح في الحد من انتشار الفيروس، لذا نحتاج أن نقوم بالإجراءات الاحترازية، وتحصين أعداد كبيرة من السكان في المجتمع.

ونصحت الدكتورة المسلماني في ختام حديثها بضرورة الحصول على اللقاح، حيث يعتبر إحدى أدوات التصدي للوباء، ولعودة الحياة إلى طبيعتها، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية لسلامة جميع أفراد المجتمع.