يستعد مركز شؤون الموسيقى لإقامة فعالية فنية كبرى على مسرح قطر الوطني بالتعاون مع اليونسكو، وذلك في إطار الاحتفاء بمرور 250 عامًا على ميلاد بيتهوفن، وسيتضمّن الاحتفال عرضًا موسيقيًا دراميًا بنكهة شرقية، يحمل عنوان «وصية بيتهوفن»، تتضافر خلاله العديد من الأشكال الفنية المُختلفة من تمثيل وعزف موسيقي وسينوغرافيا، وذلك للتأكيد على أن الموسيقى هي لغة عالمية يستطيع استيعابها جميع الشعوب، خاصة إذا ما كانت تنتمي إلى مُوسيقيّ شكّل علامة فارقة على مدار قرنين ونصف من الزمن، وهو الأمر الذي يُساهم بدوره في جهود المركز الرامية للوصول إلى قاعدة جماهيرية واسعة، ويعمل على الارتقاء بالذائقة الفنية لدى الجمهور وإثراء مُخيلته الإبداعية. وفي هذا الشأن أوضح الأديب عبد الحميد اليوسف – نائب مدير شؤون الموسيقى للمركز أن الحفل سيشهد تقديم أشكال إبداعية لم يعهدها الجمهور، من خلال عزف موسيقي يحمل روح الموسيقى الشرقية، بما يُعد نموذجًا للانصهار بين الثقافات الموسيقية المُتعدّدة والمُتنوعة، مُشيرًا إلى أن الفعالية تأتي في إطار حرص المركز على التواجد في كافة المُناسبات المحلية، والعالمية. لا سيما أن المركز حاز مؤخرًا على عضوية المجلس الدولي للموسيقى، ما جعل قطر جزءًا أصيلًا من الخريطة العالمية الموسيقية، وسوف يحمل العمل شعار «الفن الحقيق يبقى إلى الأبد»، وهي عبارة قالها بيتهوفن في نهاية حياته وتنطبق تمامًا على موسيقاه التي أكدت على كونه مفكرًا مختلفًا، وهو ما جعله وما زال حتى اليوم واحدًا من أكثر الموسيقيين الذين يستمع العالم إلى ألحانهم. بدوره أكد مدير الفعالية «إيجلي سيروني» أن العرض الموسيقي المُنتظر والمُقرر تقديمه بالتعاون مع أوركسترا قطر الفلهارمونية، يتسم بكونه عرضًا أوركستراليًا متكاملًا، تتضافر خلاله عدة أشكال من الفنون للتأكيد على عالمية الموسيقى، موضحًا أن الفعالية تهدف لإثراء الثقافة الموسيقية من خلال جذب فئات عريضة من الجمهور مع تنوع ميوله الفنية واختلاف أذواقه، وفي هذا الإطار سيتم العمل على صنع شكل موسيقي يرنو إلى العالمية، مع استعراض لقدرات الموسيقيين المحليين وإظهار إلى أي مدى وصلت الموسيقى في قطر، حيث ستفتح الفعالية المجال لمُواصلة التجريب في الحقل الموسيقي بما يسمح بإنتاج صيغ إبداعية جديدة لها قدرة على الثبات مع الانصياع لمُستجدات الواقع الفني، كما أن ذلك سيُساهم في إيصال الموسيقى الشرقية التي ستمثل جانبًا من العمل إلى العالم دون المساس بأصالتها بعد مد جسور التواصل مع الموسيقى الغربية، وهو ما سيتم تقديمه بطريقة مُفاجئة للجمهور.