نظمت وزارة الثقافة والرياضة مساء أمس حفلاً عبر تقنية الاتصال المرئي أعلنت خلاله أسماء الفائزين بالدورة الثامنة لجائزة الدولة لأدب الطفل، ووجه خلاله سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، كلمة خلال الحفل الذي تم بثه عبر منصة دوحة 360، بالإضافة إلى المنصات الرقمية الأخرى التابعة للوزارة.

وقد تم الإعلان عن فوز 6 أعمال في مجالات الجائزة التي شملت الدراسات الأدبية، والشعر (مناصفة)، والنص المسرحي، والقصة والرواية (مناصفة)، فيما تم حجب مجال أغاني الأطفال لعدم ارتقاء المشاركات للمستوى المطلوب.

وفي هذا السياق، فازت الدكتورة وفاء بنت سالم الشامسي ( سلطنة عمان) عن فئة النص المسرحي، وذلك عن عملها (باي باي بابجي). فيما فاز عن فئة الشعر مناصفة كل من سعيد عبيد ( المغرب)، المشارك بقصيدته “أجنحة وآمال ونجوم”، ومصطفى الغلبان ( فلسطين) عن قصيدته”رحلة إنقاذ العالم”.

أما في مجال الدراسات الأدبية، فقد فاز مصطفى الجيلالي رجوان (المغرب) عن عمله المعنون “أدب الطفل بين التخيل والتداول.. دراسة في بلاغة الخطاب”. وفي فئة القصة والرواية، فاز بها مناصفة كل من لمياء سليمان الخميس (سوريا) عن قصة “هذا الظل لا يشبهني”، ومنصور علي عمايرة (الأردن) عن رواية “نجمات العيد”.

دعم الكتابات العربية
 وفي كلمته للحفل. أكد سعادة الوزير أن الجائزة في دورتها الثامنة استطاعت أن تحقق خطوة إضافية على درب تمكين الأطفال من أدب يستجيب لاحتياجاتهم الذهنية والنفسية والجمالية. مؤكداً أن هذه النسخة “شهدت أعلى نسبة مشاركات قياساً بالدورات السابقة، مما يعكس مصداقية وريادة الجائزة لدى الكُتّاب العرب المختصين بأدب الطفل”.

ولفت إلى أن الجائزة ظلت وفية لأهدافها نحو تثمين الكتابات العربية الجيدة في هذا المجال الأدبي، كما ظلت منفتحة على الطفل العربي مما أكسبها على مر السنوات قيمة أكبر وفائدة أعم. مؤكداً أن أهمية أدب الطفل حمل الكتاب المختصين به مسؤولية مضاعفة في ظل تطور وسائل الاتصال الاجتماعي، وصار شكل الكتاب الورقي في غير موضعه القديم، وأصبحت تحديات الكتابة للأطفال أكبر من ذي قبل، وهى تحديات تجعلنا نستوعب بشكل لافت حجم المتغيرات التي طالت شخصية الطفل العربي، مما يدعونا إلى بث القيم الثابتة في حضارتنا العربية والإسلامية في أدب الطفل، حتى يكون هذا الأدب معبراً عن انتماء الجيل الجديد إلى قضايا مجتمعه، ومتشبثا بقضايا هويته”.

وقال سعادته إن “مهمة أدب الطفل تزاد اتساعا كلما أدركنا حجم ما يواجه الجيل الجديد من قضايا مغايرة عن قضايا الأمس، وطموح يحتاج إلى أدب يحث على الاكتشاف وتوسيع أفق الخيال”. مشيراً إلى أن “الجائزة تؤكد من جديد على رسالة الأدب في خدمة الأجيال القادمة لتنهض المجتمعات من جديد، ويصبح الأطفال حين يكبرون حصانة لمجتمعاتهم وضماناً لمستقبلهم”.
تنوع الأعمال
 من جانبها، قالت الكاتبة مريم ياسين الحمادي، نائب رئيس لجنة مجلس أمناء جائزة الدولة لأدب الطفل، إن الجائزة حازت سمعة أدبية وفكرية لافتة على مستوى الوطن العربي، وتنافس عليها عدد كبير من المبدعين القطريين والعرب، لافتة إلى أن الجائزة سعت لتكون عنوانا إبداعيا ليس على مستوى الوطن العربي ولكن على مستوى العالم، وذلك عبر أعمال أدبية متميزة في مجالاتها المختلفة.
ووصفت الأعمال المقدمة للجائزة بأنها كانت ذات مستوى مميز وتنافسي، وتناولت جوانب جديدة غير مطروقة في دراسات أدب الأطفال مثل بلاغة الخطاب والإحصاء والدراما والنصوص التفاعلية وبُذل فيها جهد كبير تنظيري وتطبيقي وإحصائي.

وقالت مريم الحمادي: إن الجائزة استقبلت قرابة 632 عملاً، وإنه بعد عملية الفرز الأولية تأهل منها 549 عملاً موزعة على 5 مجالات، إلى أن تم الإعلان خلال شهر مارس الماضي عن 15 من المتأهلين في الدورة الثامنة 2019.
وتابعت: إنه “تم توزيع الأعمال على المحكمين وفق آليه تحكيم، اعتمدتها لجنة الجائزة، حيث استعانت اللجنة بكتاب وأدباء وشعراء وملحنين وأساتذة من دولة قطر خلال عملية التحكيم. لافتة إلى أن أعمال لجنة التحكيم تمت بنزاهة وشفافية.

وأكدت أن اللغة الموظفة بالأعمال تم توظيفها بطريقة علمية، والتزمت الأعمال المقدمة بالشروط الموضوعة للجائزة. لافتة إلى ما أفادت به لجنة مجلس أمناء الجائزة بأن المشاركات اتسمت بالتنوع على مستوى الشكل، ففي حين ذهبت بعض الأعمال بعيداً في التخيل وخلق عوالم فانتازية أغنت الحكايات وأثثتها بالغرائبية، ركنت الأخرى إلى الواقع وخاطبت الطفل منطلقة من عوالمه المألوفة.

وقالت:”إن هذا التنوع كان حاضراً على مستوى المضمون أيضاً، حيث حضرت قضايا الانتماء للوطن، وقيم الأسرة، والعلاقات الإنسانية، والحث على الاهتمام بالبيئة، وكان لافتاً أن كثيراً من الأعمال عالجت تلك المواضيع دون مباشرة، فانحازت للأسلوب الفني على حساب الخطاب”.
الفائزون بمجالات الجائزة: قطر وجهة للمبدعين العرب
 وصف الفائزون والمتأهلون للقائمة النهائية بالجائزة، قطر بأنها تدعم المبدعين العرب، وتعكس مدى إسهام قطر في تشجيع ورعاية المبدعين في الوطن العربي.
وقالوا – خلال تقنية الاتصال المرئي- إن قطر أصبحت تمثل منبراً راقياً ومعرفياً كبيراً لتشجيع الطاقات الإبداعية المتنوعة، مما جعلها محطة مهمة لاستقطاب المبدعين العرب لتقديم أعمالهم.
وعرض الفائزون لأعمالهم التي حازت مجالات الجائزة المختلفة. مؤكدين أنها ترتقي بالطفل العربي، وتعمل على تنمية لغة الخطاب الموجه إليه على مستوى الشكل والمضمون.

وتحدث الكاتب منصور عمايرة. مؤكداً أن عمله “نجمات العيد” يتناول مجموعة من الأطفال الذين ينشدون الفرح والشعور بالسعادة بين الناس، ما يجعلها رواية تدور حول أحداث متعددة للتعرف على أمور حياتية متنوعة.

ووصف الكاتب مصطفى الجيلالي الخطاب الموجه للأطفال عبر مشاركته بأنه بليغ، وأنه حرص على تقديمها للطفل على هذا النحو.

قيمة الجائزة
يبلغ إجمالي قيمة الجائزة مليون ريال، موزعة على خمسة مجالات، ويُمنح الفائز في كل مجال من مجالاتها جائزة مالية قيمتها 200 ألف ريال. وقد تزامن إعلان الفائزين بهذه الدورة مع اليوم العالمي للطفل، المقرر له عالمياً 20 نوفمبر من كل عام.

وتسعى الجائزة إلى ترسيخ مفهوم الهوية والانتماء في إطار الالتزام بمنظومة القيم العربية الإنسانية، وتعمل على تنمية الوعي الثقافي والحضاري، فضلاً عن تنمية قدرات الطفل الثقافية وخلق الوعي الأدبي لديه.