وسط أجواء مزجت الموسيقى الشرقية بمجالات الإبداع المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، شهد مسرح قطر الوطني مساء أمس إعلان نتائج النسخة الأولى لجائزة الدوحة للكتابة الدرامية، حيث وجه سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، كلمة مسجلة لحضور الحفل، الذي تم بثه عبر منصة دوحة 360، والمنصات الرقمية الأخرى لوزارة الثقافة والرياضة.

وقد أعلنت لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية – والتي تمنحها وزارة الثقافة والرياضة – أسماء الفائزين بفئات الجائزة الثلاث والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 300 ألف دولار، بواقع 100 ألف دولار لكل فئة، بالإضافة إلى شهادة ودرع الجائزة ، وتمت – خلال الحفل- استضافة المتأهلين الخمسة للقائمة النهائية للجائزة عن كل فئة عبر تقنية الاتصال المرئي، حيث تم إبلاغ الفائزين بالنتائج وسط أجواء مفعمة بالسعادة والتقدير للدوحة، وإطلاقها لهذه الجائزة، بكل ما تحمله من أهداف للارتقاء بالكتابة الدرامية، ومن ثم الارتقاء بذائقة المتلقي، كونها الجائزة الأولى في هذا المجال على المستوى العربي. وحصد الكاتب الجزائري بوري مصطفى عن عمله “ذكريات من الزمن القادم” الجائزة عن فئة النص المسرحي، فيما حصدها عن فئة السيناريو التلفزيوني الكاتب الأردني حلمي الأسمر عن عمله “العشب الأسمر”، بينما حصدها عن فئة السيناريو السينمائي الكاتب المغربي عمر قرطاح عن عمله “البحث عن جولييت”.


وفي كلمته للحفل، أكد سعادة صلاح بن غانم العلي أن وزارة الثقافة والرياضة سبق لها الإعلان قبل سنتين عن فتح باب الترشيح للجائزة في دورتها الأولى استجابة لتوصيات المشاركين في ملتقى الدراما من الباحثين والكُتّاب في مجالات المسرح والتلفزيون والسينما، لافتاً إلى أن الجائزة تستهدف دعم كُتّاب الدراما والارتقاء بإبداعهم ليكونوا فاعلين في تغيير المجتمع وتقدّمه واعترافاً منها بمنجزاتهم وتعزيزاً لإبداعهم، “فالتحديات التي يواجهها المثقف العربي تتطلب منه تطويراً لخطابه الفكري والجمالي”.

وتوقف عند بعض هذه التحديات الثقافية، ومنها تطوير الكتابة الدرامية لتكون متميزة فتستفيد من الماضي وتعمل لأجل الحاضر وعينها على مستقبل الأجيال القادمة، وكذلك رفع كفاءة الإنسان في طريقة تفكيره وعمله وذائقته الجمالية وصلته بالزمن وبيئته التي يعيش فيها، فضلاً عن تطوير نظرة المجتمع إلى علاقات أفراده بعضهم ببعض.

وأعرب عن سعادته بالسعي إلى تحريك سواكن الكُتّاب من الجيل الجديد بالخصوص بمدى تفاعل كتّاب الدراما مع الجائزة، حتى أن المشاركات فاقت كل التوقعات، “وهذه علامة على استمرار النبض الحيّ في أمتنا”. مؤكداً أن “هذا التفاعل يؤكد أن رهانكم كان في محله وأن الجائزة فتحت نافذة جديدة منتظرة للطاقات الإبداعية في مجال الدراما بمختلف فروعها حتى تكون الدوحة حاضنة للكتابة الدرامية الجديدة التي تتنفس الحرية وتسعى إلى تحقيق قيم الإنسان العليا”.

وتوجه بالشكر إلى لجنة أمناء الجائزة، “الذين كانوا أمناء على صدقيّة الجائزة وقدموا جهوداً جبارة في سبيل تحقيق أهدافها”. كما توجه بالشكر لكل المحكمين الذين تولوا تقييم الأعمال المرشحة وفق معايير دقيقة وفي كنف المسؤولية والشفافية والحيادية.


د. مرزوق بشير: منح الجائزة كل عامين لكل المبدعين العرب

أكد د. مرزوق بشير، رئيس لجنة أمناء جائزة الدوحة للكتابة الدرامية، أن الجائزة فتحت أبوابها للكُتّاب العرب داخل وخارج الوطن العربي دون استثناء، “ولتحقيق غايتها فلقد وُضع عدد من الشروط، منها أن يكون النص أصلياً بين جودة المحتوى والابتكار والإبداع في الأفكار والتقنيات.

وأكد خلال الحفل، أن لجنة أمناء الجائزة راعت اختيارها للجان التحكيم على أساس الخبرة والتنوع المنهجي والجغرافي ودون تدخل من أي طرف، مؤكداً أن الجائزة لن تتوقف فقط عند تقديم الجوائز المالية، ولكنها ساعية إلى إثراء مجالات الدراما المختلفة عن طريق الملتقيات الدورية المنتظمة لكُتّاب الدراما ونقادها، وإقامة ورش متخصصة في كافة مجالات الدراما، وسوف تسعى من خلال موقعها الإلكتروني ومع المنابر المختصة لنشر أعمال الملتقى، وستعمل على تعزيز وتشجيع الدراسات الميدانية والنظرية والنقدية وتوظيف نتائجها في بناء النصوص الدرامية، وسوف تنظر في إيلاء الاهتمام بدراما الطفل والتجارب الجديدة “. وبالنيابة عن سعادة الوزير، أعلن د. مرزوق بشير عن أن الجائزة سوف تُمنح كل عامين، وذلك لإتاحة أكبر قدر من المشاركة بمجالاتها المتنوعة وإعطاء المبدعين متسعاً من الوقت لإنجاز كتاباتهم.


تكريم الفنان عبدالرحمن المناعي

خلال الحفل، تم الإعلان عن تكريم الفنان الكبير عبدالرحمن المناعي، وذلك تقديراً لجهوده وعطائه في المجال الفني، ومساهماته في مجال المسرح المحلي. وتم بث مقطع فيديو يبرز مسيرة وعطاء المناعي وإسهاماته الفنية العديدة.
كما تم بث مقطع فيديو – خلال الحفل- كرم فيه وزير الثقافة والرياضة الفنان عبدالرحمن المناعي، وخلال التكريم، خاطب سعادة الوزير الفنان المناعي قائلاً: لقد قدمت لبلادك الكثير، فقد أبدعت في الغناء والمسرح، وغيرهما من المجالات”، متمنياً له دوام التوفيق واستمرار العطاء والإبداع، “فنحن نفتخر بك وبأمثالك”. ومن جانبه، قال الفنان عبدالرحمن المناعي: “لقد تم تكريمي كثيراً”. غير أنه أعرب عن سعادته بهذا التكريم الخاص في ختام جائزة الدوحة للكتابة الدرامية في نسختها الأولى.. وتابع: “كل ما قدمته هو نسبة ضئيلة مما تستحقه دولة قطر منا جميعاً، فأنا أفتخر بالانتماء لوطني، والانتماء لهذه الأرض الطيبة”.

فاطمة الرميحي: المنافسة بين المتأهلين اتسمت بالقوة

وصفت السيدة فاطمة الرميحي، عضو لجنة أمناء الجائزة والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، الجائزة بأنها “تلعب دوراً مهماً في صناعة السينما العربية، ووصفت المنافسة بين المتأهلين بأنها “كانت قوية للغاية، فقد تم تقديم نصوص رائعة، وهو ما يؤهل الجائزة بفئتها الخاصة بالسيناريو السينمائي إلى العمل على المساهمة في صناعة السينما العربية”. وقالت خلال الحفل : إن الجائزة تفتح آفاقاً جديدة للإبداع العربي في مجالات الدراما بأنواعها التي تتوجه إليها الجائزة، مثمنة دور وزارة الثقافة والرياضة في هذا السياق.

الفائزون: الجائزة تعيد الاعتبار للإبداع العربي

أعرب الفائزون بفئات الجائزة عن مدى سعادتهم الكبيرة بحصدهم لفئات الجائزة الثلاث في مجالات الكتابة الدرامية لكل من المسرح والتلفزيون والسينما، مؤكدين أن الدوحة تعزز بمكانتها بأن تأخذ على عاتقها مهمة الارتقاء بالكتابة الدرامية.
وقال الكاتب المغربي عمر قرطاح إن الجائزة تعيد الاعتبار للعملية الإبداعية والمتلقي العربي، عبر الفئات التي تنطلق منها الجائزة.


وفيما أكد الكاتب الجزائري بوري مصطفى أن الجائزة لكل المبدعين العرب بلا استثناء، فقد توجه الكاتب الأردني حلمي الأسمر إلى القائمين على الجائزة بالتحية لجهدهم المبذول تجاه الارتقاء بالكتابة الدرامية في العالم العربي.

وقد حملت مداخلات المتأهلين الخمسة عن كل فئة من فئات الجائزة نفس المعاني، مؤكدين أهمية الجائزة ودورها في تعزيز قيمة الدراما بالمجتمع العربي.