يشكل ملتقى كتاب الدراما الذي انطلق أمس ويختتم اليوم أهمية كبيرة للمبدعين في قطر، ومن منطلق أهميته يأتي الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الثقافة والرياضة لهذه الفعالية التي تنظم تحت شعار «الدراما العربية بين التنظير والتطبيق.. أزمة التطلعات وواقع التحديات»، وتضم نخبة من الكتاب والنقاد والفنانين من قطر وعدد كبير من الدول العربية.
حول أهمية هذا الملتقى بالنسبة للمبدع القطري بشكل خاص وللساحة الثقافية والدرامية ولقطر بشكل عام قال الإعلامي والأديب حسن رشيد في تصريحات خاصة لـ«الوطن»: وزارة الثقافة والرياضة كانت حريصة على تنظيم هذا الملتقى المهم في ظل تداعيات فيروس كورونا، وكان القرار بتنظيم الملتقى قراراً مهماً وصائباً، ولذلك أتمنى أن تجني الساحة ثمار هذا القرار وأن يكون لمخرجات الملتقى ونتائجه أثرهما على المتلقي، وعلى الساحة بشكل عام.
وتابع رشيد: نشكر الوزارة على جهدها الكبير متمثلة في سعادة الوزير صلاح بن غانم العلي، وكذلك القائمين على الملتقى والفعاليات الثقافية بالوزارة أيضًا، موضحاً أن الوزارة حاولت قدر المستطاع أن تحرك المياة الراكدة، وتقدم شيئا للدراما في قطر من خلال استقطاب أسماء وخبرات من أجل النهوض بهذا الجانب المهم.
الدراما والواقع
وأضاف: بلا شك أن أي فعالية في اطار تحريك المياة الراكدة سواء في اطار المسرح أو الدراما والدراما الإذاعية تشكل خطوة حقيقية من أجل طرح كل ما يهم المتلقي، وأعتقد كذلك أن تأثير الدراما في الواقع المعاش تأُثير حقيقي ومهم، فالدراما تشكل في حقيقة الأمر صرخة في ضمير الانسان وقد تعري الواقع المزيف وقد تحمل رسالة حب وسلام، فمازلنا نعيش على تلك الأعمال التي شكلت وجدان الجميع مثل: افتح ياسمسم ودرب الزلق المسلسل الكويتي الشهير، ومازلنا نضحك على غزل البنات وشويكار وفؤاد المهندي وماري منيب وغيرهم ممن نستمع إليهم ونشاهدهم ونضحك ونتأثر بهم وبما يقدمونه لنا من أعمال تحمل قضايا وهموما ومشاكل شعوب مهما كانت تراجيدية أو كوميدية أو غيرها.
وفيما يتعلق بتنظيم الملتقى بشكل استثنائي «عن بعد»، فقال: مجبر أخاك لابطل، قد يكون تأثير هذا الأمر أقل من المأمول، ولكن لابد وألا تقف مكتوف الأيدي وتحاول قدر المستطاع أن تخلق نوعا من النشاط، فمن الطبيعي والمعروف أن التأثير لن يكون بنفس القدر من خلال تنظيم الملتقى عن بعد، ولكن إصرار الوزارة على تنظيم الملتقى رغم الظروف التي نعيشها ويعيشها العالم يجعلنا نتوجه بمزيد من الشكر إلى الوزارة على دعمها الكبير للمبدعين في قطر رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة.
فعاليات مميزة
وأشار إلى أن هناك أكثر من فعالية مميزة تقدمها الوزارة ومنها مهرجان الأغنية والذي يعد أحد أهم الفعاليات التي تستهدف شريحة المبدعين والفنانين الذين طالما بحثوا عن فعاليات ومهرجانات تحتوي إبداعهم، وفي النهاية كل هذا الإبداع يعود لقطر وجمهورها ويصنع جيلاً مهتما وواعياً بتراث هذا البلد وبفنه وابداعه، كما أنه يعمل على تغذية الذاكرة ويخلق تلاحما بين كافة الأجيال. وعن أهمية الدراما وما تقدمه للجمهور وتشكل به الوجدان للشعوب والأجيال، فلفت إلى أن الفن المصري ليس هناك من يوازيه من الدول الأخرى فيما يتعلق بالأعمال الدرامية والفنية بشكل عام، قائلاً: لا أعتقد أن هناك دولة أخرى توازي مصر في هذا الاطار لأننا عشنا على الدراما في المطلق من خلال الإبداع المصري، وفيما يتعلق بالخليج فأكد أن تأثير دولة الكويت في الإذاعة والدراما والمسرح كان كبيراً. وتابع: تأثرنا وتأثرت أجيال عديدة بما قدم من أعمال درامية وإذاعية ومسرحية شكلت جزءا كبيراً من وجداننا، فالدراما الحقيقية لا تموت وتظل في ذاكرة المتلقي أكبر فترة ممكنة.