أطلق الملتقى القطري للمؤلفين مبادرة جديدة تحت عنوان «النقاد وما يقاربون»، ليعزز الملتقى مشروعه النقدي بمبادرة جديدة يشرف عليها الدكتور عبد الحق بلعابد، الذي يستضيف نخبة من النقاد لمحاورتهم ومناقشتهم بهدف تعزيز الثقافة النقدية داخل المجتمع. واستضاف الملتقى في الجلسة الأولى الناقد الجزائري الدكتور عبد الغني بارة الذي قدم رؤية تحليلية حول الانتقال من السرديات إلى التأويليات، حيث ناقش قضية نقدية في غاية الأهمية وهي كيف خرجنا من السرديات البنيوية الكلاسيكية إلى السرديات التلفظية الجديدة التي تحاول إعادة قراءة المحكيات قراء جديدة منطلقة من افتتاح النص وتفاعله مع كل عناصره التواصلية (الكاتب، النص، القارئ)، وبهذا ناقش حديث النهايات، خاصة المقولة المشهورة عن موت المؤلف، التي لم تعد صالحة في خطاب ما بعد الحداثة الذي يحاول استعادة المؤلف في سياق حياة النص وتلقي القارئ له، وهنا دخل الضيف في المرحلة الثانية من مشروعه الذي كرسه لتأويل النصوص وفهمها من خلال المناهج التأويلية الحديثة من شلايرماخر إلى هايدغر باحثًا عما أسماه الهيرمنوطيقا التثاقفية التي تسمح بفتح حوار واعٍ مع الآخر بكل صوره وتنوعه الثقافي من خلال مقولات الغيرية التي تحترم الخصوصيات، والترجمة التي تعد جسرًا للتواصل بين الحضارات والثقافات، وبهذا خلص إلى أن التأويل يمكننا من فهم الآخر وبناء ما أصبح يعرف بفن التعايش في ظل كل هذه المتغيرات والتنوعات الثقافية والاجتماعية والبيئية.