قال السيد جاسم المعاضيد رئيس قسم الأنشطة في مركز نوماس: إن المركز يجري استعدادات حالياً للرحلة البرية الأولى التي ستقام في محمية الجنوب البرية خلال فترة إجازة منتصف العام الأكاديمي الحالي، موضحاً أنها ستكون لمدة 3 أيام، تشمل مجموعة من دورات التراث.
وأضاف المعاضيد أن مركز نوماس يقيم 3 رحلات برية كل عام، خاصة في موسمي الخريف والشتاء، وهي تعد بمثابة تدريب ميداني للأشبال المنتسبين لدورة “الصقارة” في المركز.
وأوضح أن السبب وراء اختيار محمية الجنوب يعود إلى أنها توفر صقارة الحبارى والكروان، مؤكداً أن تلك الرحلة تتم بتنسيق كامل مع إدارة المحمية التي تتعاون مع المركز بشكل كبير في منح منتسبي المركز الفرصة للتعرّف على جمال البيئة القطرية، وكذلك عيش أجواء المقناص.
وأكد أن “هذه الرحلة تأتي ضمن خطة المركز، التي تهدف إلى تعليم النشء الحفاظ على البيئة سواء كانت الطيور أو البيئة البرية في دولتنا“.
وأشار المعاضيد إلى أن دورة الصقارة من ضمن الدورات المعتمدة والمتجددة في مركز نوماس، وتلقى إقبالاً كبيراً من قبل النشء، خاصة لارتباط الطيور بالتراث والثقافة في الدولة.
وذكر أن الدورة تعمل على تعليم الصغار أساسيات التعامل مع الطيور وتربيتها، حيث تعزز عدة قيم لدى المنتسبين، منها تعزيز الهوية الوطنية والولاء والانتماء والرفق والرحمة، وحماية الثروات الطبيعية من حيوان وطائر ونبات وتعليم الشجاعة، وتحمل المسؤولية والتركيز والتعاون والصبر وروح التنافس، والمحافظة على الحياة الفطرية والثروات الطبيعية التي تتمتع بها البيئة في قطر.
ووفق رئيس قسم الأنشطة بالمركز، فإن دورة قائمة على تعليم الصغار أجزاء ومسميات الطير وأدوات العناية بالطير وتطبيق عملي على الطير، وتعريفهم بكيفية العناية بالطيور والأمراض التي تصيبهم، وإكساب المتدربين مهارات التعامل مع الطيور والحيوانات والبيئة التي يعيشون فيها، مضيفاً أن المسؤول عن الدورة يدرب النشء على توطيد العلاقة مع الطير وكيفية ممارسة الطير للطيران.
وقال المعاضيد إن المتدربين الذين يحصلون على تقدير امتياز في دورة الصقارة يتم اختيارهم للمشاركة في الرحلة البرية إلى محمية الجنوب نظراً لتفوقهم.
وتتمتع محمية الجنوب الطبيعية -التي تقع جنوب قطر- بمساحات واسعة مختلفة التضاريس رملية وصخرية ومتنوعة في غطائها النباتي، مما يميّز هذه المحمية، ويجعلها من المناطق المفضلة لدى أهل القنص والرحلات البرية، وهي منذ القدم تعتبر من المناطق التي تحتوي على وفرة الصيد وتنوّع طرائده.
وتوفر المحمية بيئة آمنة متكاملة بكل مواردها التي يمارس بها محبو المقناص والرحلات هوايتهم المفضلة، وتعزيز هواية المقناص لدى الشباب باعتبار هواية المقناص والرحلات جزءاً من الهويّة القطرية، ومن أهم هوايات أهل قطر .
كما أن المحمية تسعى إلى الحفاظ على الحياة الفطرية، حيث تقوم بإطلاق طرائد صيد يتم إنتاجها من مزارع قطرية ومرقمة تحت معاينة إدارة المحمية، ويأتي ذلك تعويضاً عن الطرائد الطبيعية لندرتها في البيئة القطرية وحفاظاً عليها وإتاحة المجال لتزايدها، ويمنع في المحمية استخدام المركبات الخاصة، وعلى ضوء ذلك خصصت سيارات صديقة للبيئة حفاظاً على طبيعة المحمية.