أقام مركز الفنون البصرية، التابع لوزارة الثقافة والرياضة، أولى ملتقيات الفنون البصرية، والتي جاءت بعنوان”رحلتي مع الأزرق” باستضافة الفنانة التشكيلية منى البدر، والتي روت رحلتها الفنية مع هذا اللون، مع عرض مجموعة من أعمالها، فيما أدار الملتقى الإعلامي محمد العبادي، وحضره عدد كبير من الفنانين التشكيليين، ومنتسبي المركز.
من جانبه، قال الفنان التشكيلي سلمان المالك، مدير المركز، إن إقامة الملتقى يأتي تحقيقاً لرؤية الوزارة نحو زيادة التكاتف المجتمعي ودعم الحوار مع الآخر في المجتمع وخارجه، “وإيمانا منا بما تمثله الملتقيات الفنية الثقافية من أهمية”. ولفت إلى أن الملتقى يعد ملمحاً مهما وتظاهرة تساهم في تنشيط الحراك الفني الراكد، والعمل على تجديده حتى يلامس تطلعات الشباب في عصر الاعتماد الكلي على التقنيات الحديثة، مما يتطلب من الشرائح الفنية المثقفة ومؤسسات المجتمع الفنية والثقافية وغيرها من المهتمين بالشأن الفني دورا كبيرا وجهودا متواصلة من أجل الرقي والنهوض بالفنون البصرية للخروج برؤية أفضل لصناعة مستقبل مشرق.

وتابع: إن مثل هذه التظاهرات الفنية من شأنها أن تكون عاملاً مساعداً في اكتشاف المواهب وميولها بما يساعد على إبرازها على الساحة الفنية، وبما ستقدمه من إثراء فيما بعد، كما تعد الملتقيات على تنوعها فرصة لاستنهاض أبناء المجتمع بنحو موروثهم الثقافي والتاريخي. لافتاً إلى بدء ورش المركز التخصصية بساحات المركز منذ مطلع الشهر الجاري.
وفي هذا السياق، يقدم ورشة الخزف الفنان وصفي الحديدي، فيما تقدم ورشة الحفر الطباعي الفنانة وسام محمود رضوان، بينما يقدم ورشة الرسم والتلوين للشباب الفنان عيسى المالكي، فيما تقدم ورشة الرسم والتلوين للفتيات الفنانة فاطمة المناعي والفنانة موزة المقبالي.
وقد استهلت منى البدر مداخلتها بالحديث عن بداياتها الفنية، وذلك بالتحاقها بمراكز الفنون المختلفة، ومشاركتها في مسابقة الصالون الثقافي الثاني، ما حققت على إثره المركز الأول في التصوير الزيتي. لافتة إلى تشجيعها من قبل الفنانيين الرواد للاستمرار بهذا المجال.
وقالت إنها عملت على إنجاز سلسلة من الأفراح الشعبية المفعمة بالألوان الصاخبة والمعتمدة على حركة الفرشاة والإيقاع، وتقديمها من خلال اللون. لافتة إلى أنه بعد مرور 10 سنوات من هذه الانطلاقة واختزال خبرة هذه الفترة بدأت في تحدي نفسها، وذلك بخوض تجربة أخرى وهي استخدام اللون الموحد، “وشكل ذلك تحدياً في إخراج لوحة متكاملة باستخدام لون أحادي، حيث ركزت على استخدام اللون الأزرق وهو اللون الأصعب على مر العصور، فالأزرق هو لون الحياة والسماء والبحر، وهذه البيئة كانت هى المحيطة بأجدادنا في السابق، حيث كانوا يستخدمون الموسيقى والايقاع للترويح عن أنفسهم من تعب البحث عن لقمه العيش في البحر”.
وأعقبت هذه التجارب تناول تجربتها الحالية في مطافئ، وانخراطها في مشروع الإقامة الفنية، والمعرض الفني الذي سيتم إقامته خلال شهر يناير المقبل. واختتمت بالتأكيد على أن “دولة قطر بمختلف جهاتها الحكومية والخاصة داعمة لحركة الفن التشكيلي وللفنانين”، داعية أصحاب المواهب إلى استثمار ذلك وصولاً إلى حد الاحتراف.