احتفل مركز قطر الاجتماعي والثقافي للمكفوفين باليوم العالمي للعصا البيضاء بتنظيم لقاء توعوي حول التوعية بالعصا البيضاء وأساليب حركة وتوجه المكفوفين، لمناقشة أهمية العصا البيضاء للكفيف وأساليب التنقل بها، ودور التقنية الحديثة في مساعدة ذوي الإعاقة البصرية في هذا المجال، بالإضافة إلى استعراض تجربة شخصية مع العصا البيضاء، حاضر في اللقاء الذي تم بثه عبر برنامج zoom للاجتماعات عن بُعد أ.هدى حسين -اخصائية حركة وتوجه للمكفوفين، وأ.إكرامي أحمد مشرف البرامج بمركز قطر للمكفوفين، وأ.حسين خليل نظر – مدير عام مؤسسة أصدقاء ذوي الإعاقة البصرية.
وبين السيد فيصل الكوهجي – رئيس مجلس إدارة المركز أن المركز يسعى من خلال احتفاله باليوم العالمي للعصا البيضاء في منتصف شهر أكتوبر من كل عام التأكيد على حق الكفيف في الحركة خارج نطاق منزله باستخدام عصاه البيضاء، وتشجيع ذوي الإعاقة البصرية بأهمية استخدامها لما تحققه من استقلاليه واعتماد على النفس، وأشار الى أن المركز قد اعتاد سنويا على الاحتفال بهذا اليوم من خلال تنظيم مسيرة في الأماكن العامة لتعريف المجتمع بالكفيف وكيفية استخدامه للعصا، إلا انه ووفقا للظروف الراهنة، وبعد انتشار جائحة كورونا، تم تنظيم الاحتفالية عن ُبعد عبر برنامج zoom، كما اطلق المركز حملة توعوية تعريفية بالعصا البيضاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، وتستمر لمدة اسبوع يسعى من خلالها إلى التعريف بالعصا البيضاء وتشجيع المنتسبين ّعلى أهمية استخدامها.

حيث أكدت أ. هدى حسين -مدربة حركة وتوجه التي تحدثت عن علم الحركة والتنقل من خلال ابعاد وزوايا مختلفة، وأبرز الاستراتيجيات المستخدمة في عملية التدريب على استخدام العصا البيضاء، وذلك ضمن عملها في هذا المجال وتدريبها للمكفوفين على استخدام العصا، اكدت على أهمية توعية المجتمع وأهل الطفل الكفيف تحديدا على ضرورة استخدام العصا والاعتياد عليها منذ الصغر، وأنها بمثابة العين التي يرى بها ويدرك من خلالها العالم الخارجي، وأنها سبب لاستقلاليته وعامل لتقوية شخصيته، واعتماده على ذاته، وبينت على أهمية تمهيد الطرق والتي تسهل استخدام العصا، وأشارت الى أن كثيرا من المباني تستخدم علامات بارزة يتم وضعها على الأرض، كما تحدثت عن تصنيف المدربين في مجال الحركة والتوجه، والعوامل التي قد تعوق الكفيف عند حركته باستخدام العصا.
وأشار إكرامي أحمد الذي تحدث عن دور التقنيات الحديثة في حركة المكفوفين، أن التقنية والتكنولوجيا المساعدة ساعدت الكفيف بشكل كبير، وحققت استقلاليته خاصة في مجال الحركة، وذكر أنواع العصا المستخدمة ومميزاتها وعيوبها، وبعض الأجهزة الأخرى التي تساعد الكفيف على الحركة كالنظارات وغيرها، والتي تساعد بطريقة ما على اختصار الطرق وفهم الاتجاهات، لكن بين ان منها ما يحتاج لتطوير أكبر، حيث ان بعضها أكد عدم نجاحه بشكل كلي عند استخدام الكفيف له، وطالب خلال حديثه مطوري هذه الأجهزة الاهتمام بالفئات المستهدفة فعليا واستخداماتهم لها، فكل كفيف له حالته الخاصة التي يجب تقييمها فرديا، وأضاف أنه عند تصميم مثل هذه التقنيات يجب مراعاة عدة امور منها ترجمة الحواس، ونوعية المعلومات التي يتم توصيلها خلال هذا الجهاز، وآلية عمل الجهاز والشكل العام له.
وعن تجربته الشخصية مع العصا البيضاء بين أ. حسين نظر أهمية استخدام العصا في الحياة اليومية لتحقيق الاستقلالية والاعتماد على الذات وإثبات النفس للمجتمع، وقد أصبحت العصا جزءا لا يتجزأ منه، كما تحدث على تجربته في تكييف الحواس الأخرى والاعتماد عليها، وأهمية رسم خريطة ذهنية للأماكن التي سبق زيارتها، وبين أن من ضمن العوائق التي قد تعوق سهولة الاستخدام أن بعض الأماكن قد تكون غير مهيأة للعصا، وشجع خلال حديثه كل كفيف على ألا يخجل من استخدام عصاه البيضاء، وكل التقنيات الحديثة التي قد تساهم بشكل أو بآخر على استقلالية الكفيف بشكل كامل.
كما تم خلال اللقاء وضمن التعاون بين المركز ومركز شؤون الموسيقى تقديم عمل موسيقي من انتاج مركز شؤون الموسيقى، ومن كلمات الشاعر القطري خليفة جمعان السويدي تم خلاله شكر جميع من وقف بجانب الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية، وكل من ساهم بمساعدة المكفوفين، وهدف العمل إلى مخاطبة العقول وتحريك الوجدان بالوقت ذاته.