كشف مركز شؤون الموسيقى عن تركيز جهوده لرعاية المواهب عبر عدة طرق من خلال تقديم كافة أشكال الدعم والرعاية لمن يمتلك ما يقدمه للساحة الموسيقية في الدولة، وفي هذا الإطار أكد سعيه الدائم لاكتشاف تلك المواهب وتسليط الضوء عليها فنيًا وإعلاميًا من أجل مواصلة مشواره في صنع روافد إبداعية تنهل منها الحركة الفنية في قطر، مع الاستمرارية في تعزيز الثقافة الموسيقية والترويج لها في المجتمع وذلك بالتواصل مع كل من يمتلك الموهبة في أي من المجالات الموسيقية، وعلى ذلك أعلن المركز عن تقديمه الرعاية والدعم المعنوي لصناع الآلات الموسيقية الذين من شأنهم تكوين بنية تحتية قوامها مدّ هواة الموسيقى ومحترفيها بالأدوات اللازمة لممارسة إبداعهم، ومن ضمن هؤلاء يتجلى أحد الصناع البارعين في مجال صناعة العود، وهو مالك الإسماعيل الذي لا يدخر جهدًا في تقديم جهوده في هذا المجال، حيث يقوم بصناعة عدد من الأعواد الموسيقية المدون عليها عبارة «صنع في قطر» ضمن قلائل يعملون في هذا الحقل.
من جانبه أعرب مالك الإسماعيل عن سعادته بالجهود التي يقوم بها مركز شؤون الموسيقى في رعاية الموهوبين، وكل من يقدمون النفع للحركة الموسيقية والغنائية في دولة قطر، مشيرًا إلى أن صانع آلة العود هو بطل مجهول للكثيرين، حيث استطاع أن يقف الكثيرون من صناع تلك الآلة خلف نهضة موسيقية عربية، حين أبدع في حرفته من يستحقون بالفعل لقب «فنانون مبدعون» وعن جدارة، وقال: تكون دائمًا نقطة البداية من عند صانع العود الذي يساهم في صنع العمل الفني بصورة غير مباشرة مع الملحن والعازف والمطرب بإتقانه في صنع الآلة التي تمكن مستخدمها من تقديم الجيد، وعلى ذلك ينبغي للمهتمين بالموسيقى العربية إبراز دور صُنّاع آلة العود وإنصافهم معنويًا على الأقل بعدم تجاهلهم، ومن أجل حماية هذه الحرفة العريقة من الاندثار، وأضاف: لم يتوقف شغفي كعازف على العود عند هذا الحد بل أقدمت على صناعتها وصيانتها خاصة أنني تعلمت دراسة العود منذ عمر 12 عامًا، بينما مكنني احترافي العمل لفترة طويلة في فنون زخرفة الخشب من الجمع ما بين الفنين في بوتقة صناعة تلك الآلة الشرقية المهمة. وأشار مالك إلى أن مجال صناعة العود بدأ يشهد خلال الخمس سنوات الأخيرة رواجًا كبيرًا بإقبال الشباب القطريين على اقتنائه وتعلم العزف عليه، مبينًا أن من يعملون في تلك الصناعة ما زال عددهم قليلًا للغاية وهو الأمر الذي كان من شأنه الحاجة لتقديم الدعم والتعريف بصناع آلة العود، ولفت إلى أن ما يقوم هو بصناعته داخل ورشته الصغيرة يعد ذا جودة تفوق جودة المستورد، كما أنه يعد أرخص ثمنًا منه، وأشار إلى أنه يمتهن ذلك العمل منذ ما يقرب من 5 أعوام ما جعله يلاحظ احتياج الساحة لشيوع تلك الصناعة، علمًا بأنه يقوم بإنجاز عدد قليل من الأعواد نتيجة قيامه بتنفيذها وحده وبصورة يدوية، كما يقدم خدمات الصيانة أيضًا بمفرده، حيث يعالج مشاكل العود المتمثلة في تقوس الزند والرطوبة والكسور، وهو الأمر الذي تحتاج إليه الساحة الموسيقية بشكل كبير، لافتًا إلى أنه يقوم بإنجاز أعواد ذات جودة مختلفة حسب الرغبة، حيث يستهدف الهواة المقبلين على تعلم الآلة والمحترفين الذين ينشدون أفضل الخامات، قائلًا: في كل الظروف أعمد إلى صناعة عود يليق بعبارة «صنع في قطر» التي يتم وضعها عليه، وبما يصنع جسرًا قوامه الصدق بيني وبين من أتعامل معهم في بيع أعوادي.