ضمن المبادرة النقدية «قراءة نقدية في القصة القطرية في ضوء نظرية التلقي» التي تقدمها نسرين عبد الله قفة، مساعد تدريس بجامعة قطر، أسبوعيًا على مدار شهر، بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء الاثنين الجلسة الثانية من المبادرة تحت عنوان «الاستراتيجيات النصية في القصة القصيرة القطرية». حيث أشارت المحاضرة إلى أن الذخيرة النصية التي يوظفها الكاتب في نصوصه تحتاج إلى استراتيجيات معينة تعمل على تنظيم مادة النص و تحقق الديناميكية، و الحركة داخل النص و تربط الذخيرة التي انتقاها الكاتب و هي ليست هدفًا بحد ذاتها و إنما قناة معينة يوظفها الكاتب من أجل تحويل المألوف إلى غير مألوف «عملية التغريب»، وذلك بالاستراتيجيات النصية تكتسب أهمية بالغة في العمل الأدبي ليتمكن المتلقي من القيام بدوره الفاعل في عملية بناء و إنتاج المعنى، و تتضح هذه العملية التنظيمية في اللحظة التي يتم الاستغناء عنها أي عندما نقوم بفصل الاستراتيجيات عن الخطاطة النصية تظهر لنا قصة دلالية ظاهرة وليست دلالية ضمنية أي نص مباشر. وأوضحت أنه يمكن تلمس الاستراتيجيات النصية من خلال التقنيات السردية المعتمدة في النص، فيجب على الكاتب أن يقدم احتمالات وخيارات الفهم ليتمكن من الوصول إلى التغريب، وتكمن مواطن الاستراتيجيات النصية في بنية الواجهة الأمامية والواجهة الخلفية للذخيرة النصية وفي بنية التيمة والأفق، فالنص الواحد يحمل رؤى كثيرة متعددة يجمعها أفق واحد، لذلك تقوم الاستراتيجية النصية بتنظيم هذه الرؤى المتعددة والمتباعدة، من خلال الأفق المشترك.