قامت مبادرة الكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة التي يشرف عليها ويديرها الأستاذ مختار خواجه، باستضافة إكرامي أحمد لمناقشة «تقنيات الكتابة للمكفوفين».
في البداية قدم خواجة ضيفه إكرامي أحمد، موضحًا أنه أحد المثقفين والناشطين والتقنيين المكفوفين الذين جمعوا بين خبرة الحياة والتميز التقني والثقافة العالية إضافة إلى طلاقة اللسان والتمكن من اللغة العربية، وقال إكرامي خلال الجلسة التي تم بثها على اليوتيوب عبر قناة ملتقى المؤلفين إن من لا يقرأ بكثافة يخسر الكثير من المتعة والتشويق ويظل على الهامش مدى حياته مهما حاول أن يطور من نفسه، فالقراءة تمكننا من الغوص في عقول الآخرين والاستفادة من عصارة فكر وتجارب الكاتب، فالقراءة لا تمكن القارئ من اكتساب المعرفة والعلم فحسب بل تفتح خياله على عوالم أخرى وتغذي عقله بمجموعة من الأفكار والرؤى التي لم تكن تخطر بباله، مؤكدًا أن القراءة تجربة متجددة، ولا بد لكل شخص من إيجاد الوقت لتنمية مداركه وآفاقه. ودعا إكرامي إلى القراءة الناقدة والمتبصرة بعيدًا عن محاولة الاستعراض أمام الناس بكتاب وكوب من القهوة، وحول أكثر ما يجذبه من الكتب أكد أنها الكتب الأدبية، إلى جانب القراءة في المجال التقني الذي توجه إليه بعد إنهاء دراسته من كلية الألسن، مشيرًا إلى أنه شغوف بالاطلاع على كل ما يخص التقنية، ومتابع للمستجدات على الصعيدين العملي النظري وهو ما جعله يكتب في هذا المجال.
وأشار إلى أن ما يتبادر إلى ذهن أي شخص أن الكفيف هو شخص بعيد عن مجال الثقافة والقراءة فهو من يبحث عن الإرشاد ويمسك بالعصا البيضاء ويقرأ بالخط البارز، مؤكدًا أن هذا التصور لا يكون صحيحًا لأن الإعاقة البصرية تشمل العديد من الدرجات والأشخاص، حيث تختلف احتياجات الأشخاص للأدوات التقنية التي تساعدهم، حيث ينقسم المكفوفون إلى قسم كفيف كلي وقسم ضعيف بصر، وقال إن الكفيف الكلي هو من لا يستطيع الوصول إلى المادة المطبوعة حتى لو كان عنده بقايا إبصار وهو معاق قرائيًا، وهذا يمكنه الوصول إلى المعلومة من خلال العديد من الطرق من بينها الصوت أو اللمس البريل، والعديد من التقنيات الجديدة حيث أصبح بإمكان الكفيف الغوص في المعارف بمجرد الضغط على زر، لافتًا إلى أن الأمر عند ضعيف البصر أكثر سهولة حيث يمكنه القراءة من خلال المكبر الذي يضعه على عينيه، وفي هذا السياق أكد أن معظم المكفوفين لا يجيدون القراءة بطريفة بريل، وهنا يأتي دور المؤسسات التعليمية ذات الاختصاص لرفع الوعي بضرورة تعلم طريقة بريل، وتعزيز محو أمية المكفوفين الذين لا يستطيعون قراءة الكتب الورقية المطبوعة.