استضاف الملتقى القطري للمؤلفين بالتعاون مع مركز أصدقاء البيئة الأستاذ أحمد حسين المطوع مساء الأحد ضمن رسالة مثقف لتقديم محاضرة بعنوان ” السياحة والبيئة” تم بثها عبر قناة يوتيوب الملتقى، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بيوم السياحة العالمي الموافق ل 27 سبتمبر من كل سنة.
وأكد الأستاذ احمد المطوع أهمية السياحة والبيئة في دولة قطر مشيرا إلى ترابطهما وتكاملهما، حيث ان الاهتمام بالبيئة ليس جديدا على المجتمع القطري حيث اهتم بها الأجداد والآباء ثم الجيل الحالي حيث أن البيئة تزخر بالتنوع البيولوجي الفريد حيث من الناظر ان تتطابق البيئة القطرية مع اي دولة أخرى، حيث ان لكل بيئة وبقعة جغرافية مميزات خاصة فهناك مناطق تتميز بالغابات واخرة تتميز بجمال صحاريها أو وديانها او شلالات او شواطئ، وتجمع البيئة القطرية بين البيئة الصحراوية البرية والبحرية في آن واحد حيث أن البيئة البرية تزخر في فصل الشتاء والبيئة البحرية في فصل الصيف، حيث أن قطر تتميز بوجود الرمال الذهبية المتميزة بمحاذاة الشاطئ وهذه الرمال فريدة من حيث نظافتها وكثافتها وبموقعها الاستراتيجي، كذلك وجود المهر العربي الذي تشتهر به قطر منذ الأزل ولم تقصر الدولة الرشيدة في الاهتمام به وحمايته وجعله شعارا من شعارات الدولة وشعارا للخطوط الجوية القطرية، حيث أن المها يثير فضول الزائرين الأجانب لرؤيته في بيئته الاصلية، وأشاد بجهود الجهات المختصة لاسيما وزارة البلدية والبيئة في حماية الحيوانات النادرة والمحميات الطبيعية
كما تزخر البيئة القطرية بالجزر والشواطئ والمياه النظيفة والضحلة الاستحمام والاستجمام والشعاب المرجانية التي تجذب الزائرين والمهتمين سواء للصيد او التمتع بالمناظر الخلابة، وكل الأنشطة المتعلقة بالبيئة المحلية أصبحت جزءا من التراث والثقافة للبلاد.
وأوضح أن البيئة مترابطة بشكل كبير مع السياحة حيث أصبحت السياحة أولوية وتعتبر اهم المصادر الرئيسية ليس فقط لكونه قطاعا داعما للاقتصاد فحسب بل هي وسيلة للتعريف بالتراث والثقافة المحلية، وقد زاد الاهتمام بالسياحة الداخلية خاصة بعد جائحة كورونا التي فرضت قيودا على السفر وجعلت معظم الأشخاص يتوجهون للمناطق السياحية البرية او البحرية في قطر، وهو ما يدعو إلى مزيد تعزيز هذا النوع من السياحة لاسيما مع توفر بنية تحتية قوية ومميزة، ودعا إلى مزيد الاهتمام بالمناطق الأثرية والمحميات والشواطئ لمزيد جذب السياح من داخل دولة قطر وخارجها، واعتبر المطوع أن الجائحة كان حافزا إضافيا لمزيد الاهتمام بالسياحة الداخلية.
وانطلاقا مما سبق ذكره حول أهمية البيئة والسياحة عمل المطوع على ترجمة أفكاره في كتاب بعنوان ” السياحة والبيئة”، حيث ارتكز هذا العمل بشكل أساسي على رؤية قطر 2020-2030 التي تحاول معالجة مجموعة من التحديات أهمها التنمية الاقتصادية والاجتماعية وحماية البيئة وتنميتها والتي اهتمت بها الدولة الرشيدة اهتماما كبيرا نظرا لضمان التوازن بينها دون الإخلال بها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.
كما يسلط هذا الكتاب الضوء على أهم المعالم السياحية وحركة السياحة في السنوات الأخيرة ويدعو إلى التركيز على السياحة الداخلية باعتبارها وسيلة ناجحة للترويح للحضارة والثقافة القطرية والتعريف بإنجازاتها، حيث أن هذه المجهودات تعاضد جهود الدولة وكافة الجهات المعنية لجعل قطر من أهم الوجهات السياحية العالمية لاسيما مع اقتراب كأس العالم. وأكد أنه لا يمكن الاهتمام بالسياحة دون حماية البيئة من التلوث لأن البيئة النظيفة والمتنوعة هي الأساس.
واضاف أنه في كل مشروع سياحي أو بيئي لابد من اعداد برامج يعتمد على ركائز محددة وخطوات واضحة لتأهيل الناس للاستمتاع بالمناطق مثل المطويات التي تحتوي المعلومات اللازمة وتحديد أسعار مناسبة والدعاية للمناطق السياحية بشكل مكثف ومزيد تركيز البنية التحتية في المناطق الشاطئية والأثرية، وحماية الحيوانات النادرة في المحميات.
السياحة وسيلة للتعريف بالتراث والثقافة المحلية
29 سبتمبر, 2020
