ضمن سلسلة الجلسات التي يعقدها الملتقى القطري للمؤلفين عن بعد بمناسبة العودة للمدارس في الظروف الاستثنائية، استضاف الملتقى مساء الاثنين كل من الأستاذة ظبية المقبالي الخبير الاجتماعي بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية  ومرشد نفسي  مجتمعي جمعية أصدقاء الصحة النفسية والكاتب والمستشار التربوي الأستاذ ياسر بهاء الدين لمناقشة” دور الأسرة في تعزيز الوعي لدى الطلبة بالإجراءات الاحترازية”، وأدارت الجلسة التي تم تسجيلها عبر برنامج زوم وبثت عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى الدكتورة أمينة الهيل.
وقالت ظبية  المقبالي إن الجميع أصبح قادرا على التعايش مع الأوضاع الحالية التي فرضت علينا بسبب انتشار فيروس كورونا وتعودوا على الالتزام بالإجراءات الاحترازية سواء في البيت أو الشارع  وحتى في المدارس وجهات العمل والمجتمعات التجارية، وأكدت أن الاخصائيين النفسيين والاجتماعيين يحرصون أن تكون التهيئة والالتزام متوفرا في النواة الأولى للمجتمع وهي الأسرة، فكلما كانت الأسرة أكثر عياً وإدراكا لأهمية إيصال رسائل واضحة إيجابية فيما يتعلق بالتعايش مع الجائحة كلما كان في صالح الأبناء  ليحصلوا على الاستقرار النفسي ويبتعدوا عن الخوف المبالغ فيه حيث أن الرسالة الأولى والركيزة الأساسية في التعاملات هي ضرورة الاطمئنان مع الالتزام بالحذر، لأن الطفل عندما يخرج من بيته للشارع مشحونا بالمشاعر السلبية والخوف سيكون خائفاً من التعامل مع الجميع وهنا دور ولي الأمر لجعله يشعر بالأمان، وأوضحت أنه  لتربية طفل متوازن نفسيا واجتماعيا يجب إعطاءه مساحة للإنصات ولإبداء الرأي  وللتعبير عن مخاوفه وقلقه، الشخصية المتوازنة والمستقرة نفسيا هي التي ستكون سلاح الطفل ليتمكن من مواجهة مختلف التحديات التي تواجهه في المجتمع.
وأشارت الدكتورة امينة الهيل أن دور الأولياء أن يزرعوا روح المسؤولية في أبنائهم بدل الخوف والقلق مؤكدة ضرورة التأكد من المعلومات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي وعدم الانسياق وراء الشائعات التي تزعزع الاستقرار وتعرقل جهود الدولة، لأنه يؤدي الى تذبذب الولي في اتخاذ القرار.
من جهته اوضخ الأستاذ ياسر  بهاء الدين ان الوالدين ليس لديهم الإجابة عن كل الأسئلة، لذلك يجب أن يقدموا المعلومات الصحيحة والموثوقة للأبناء من خلال البحث المشترك في المصادر الرسمية ومواقع وزارة الصحة ووزارة التعليم ومتابعة المؤتمرات الصحفية التي تعقدها لجنة إدارة الأزمات، مؤكدا أن هناك جدل حول التباعد الاجتماعي وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية تغير هذا المصطلح الى التباعد الجسدي لأن الفيروس لا ينتقل نتيجة التواصل الاجتماعي بل التواصل الجسدي مع مصدر العدوى، حيث أن التباعد الاجتماعي في معناها الشامل قد يتسبب في مشاكل نفسية كبيرة لدى الأطفال وتشكل شخصيات انطوائية منعزلة غير قادرة على التعامل مع المجتمع ، كما أوضح المستشار التربوي أن الاحتراز يجب أن يكون أسلوب حياة و ليس إجراءات مؤقتة تنتهي بانتهاء الفيروس.
ودعا الأولياء إلى الاقتراب من أبنائهم والاستماع اليهم وإلى مخاوفهم لاسيما مع انتشار ظاهرة التنمر التي يتعرض لهم المصابون بالفيروس و التواصل مع المدرسة لتنسيق الأدوار معها لتحقيق الهدف المشترك.