أُسدل الستار على مبادرة “اقرأني فإني هذا الكتاب” التي استمرت طوال خمسة أشهر، وأشرف عليها د. عبد الحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب والدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر والتي تندرج ضمن مشروع تعزيز النقد عبر قناة يوتيوب، وأقيمت الجلسة الأخيرة بعنوان “المنجز السردي القطري في عيون الشرق والغرب” وحضرها أغلب المشاركين في الجلسات النقدية، مع حضور الأستاذة مريم ياسين الحمادي المدير العام للملتقى، ومدير البرامج الأستاذ صالح غريب. وأكد المشاركون أن الأدب القطري تجاوز المحلية إلى العالمية.
وأكدت الأستاذة مريم ياسين الحمادي أن الحراك الثقافي المحلي شهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة وبالذات مع جائحة كورونا، مشددة على ضرورة توازي الإنتاج الأدبي مع النقد بغاية تجويد وتحسين الإصدارات الأدبية والتركيز على مكامن الجمال وحتى الفشل والقصور في بعضها. وقالت إن المؤلفين المواطنين رحبوا بالجلسات النقدية التي نقدت إصداراتهم وكان لهذه المبادرة صدى طيب في الوسط الثقافي المحلي الذي أصبح أكثر انفتاحا وتقبلا للنقد، وأوضحت أن هذه المبادرة تمكنت من فتح جسور التواصل الثقافي بين الشعوب.
وقال د. بلعابد إنه منذ انطلاق المبادرة خلال أبريل إلى نهاية شهر أغسطس الماضيين، شارك العديد من النقاد، لتخرج الجلسات النقدية من الطابع العربي إلى الطابع الدولي، ووصل عدد المشاركين 16 مشاركا من 11 بلدا منها 6 بلدان عربية.
وأوضح أن الدراسات النقدية غطت كل المراحل التي مرت بها القصة والرواية المحلية، ووصل عدد النصوص الأدبية المدروسة أكثر من 12 مجموعة قصصية وأكثر من 17 رواية تم تحليلها حسب مقاربات ومناهج مختلفة. وقال: بلغت نسبة المشاهدات للجلسات 600 مشاهدة ولا تقل عن 100 مشاهد للجلسة الواحدة.
وقالت د. نجلا كلش أن المبادرة مثلت فرصة مهمة لانتشار الأدب القطري عالميا. وأوضحت د. فاطمة برجكاني من إيران أن الأدب القطري في طريقه إلى كسب موقع مميز بالعالم العربي.
وأوضحت د. يولاندا غواردي أن المبادرة مفيدة لأنها سمحت بالتعريف بأعمال أدبية مهمة وكانت فرصة للتعارف بين النقاد ومناقشة أفكارهم وتصوراتهم حول الادب العربي عموما والأدب القطري خصوصا.
واعتبرت الباحثة الأوكرانية إنا سابوتا المبادرة تمثل جسرا ثقافيا بين النقاد والباحثين حول العالم حيث مثلت فضاء لتبادل الآراء والأفكار. وقال د. محمد عابد من الهند أن اقرأني فإني هذا الكتاب نجحت بأن تكون فعالية نقدية عالمية.
وأوضح د. العيد جلولي من الجزائر أننا في حاجة إلى مثل هذه اللقاءات بين الشرق والغرب لتتلاقح الأفكار وتتشارك الرؤى. وأوضح د. عبد العالي بالطيب من المغرب أن المبادرة جاءت في وقتها المناسب مع بداية الحجر المنزلي، ولكسر الجمود الثقافي.
وأوضح د. حسين مناصرة من فلسطين أنه هذه المبادرة رغم أنها قطرية المنشأ إلا أنها اتخذت بعدا عربيا. وقال د. علي نسر من لبنان أنه من الطبيعي أن تنعكس الأزمات في الأدب فهو نوع من أنواع مقاومة الأزمات. وأضاف د. محمد تحريشي أن نجاح المبادرة جاء بفضل توفر الإرادة من قبل القائمين عليها. واعتبر د. محمد زروق أن نجاح المبادرة يدل على الجهود التي بذلها القائمون عليها.
وأوضحت د. أسماء كوار من فرنسا أن قطر تعزز وتثمن الإنتاج القطري واعتبرت المبادرة نموذجا ابداعيا ساهم في كسر الكثير القيود التي فرضها فيروس كورونا.
وقال د. اليامين بن تومي إن المبادرة حاولت أن تستنطق النص باعتباره نصا جماليا وفنيا يطرح العديد من القضايا التاريخية والاجتماعية، مشيرا الى أن المبادرة أكدت أن قطر دائما ما تجمع البلدان العربية.