بمناسبة يوم الشباب الدولي الموافق ل 12 أغسطس عقد الملتقى القطري للمؤلفين الجلسة الخاصة الثانية بعنوان “قصص النجاح ” استضاف خلالها ثلة مجموعة جديدة الفاعلين والمؤثرين في المجال الثقافي، وتم بث الجلسة التي أدارها الأستاذ صالح غريب يوم الثلاثاء 18 أغسطس عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
وشارك في هذه الجلسة كل من الأستاذة خديجة أحمد حليقة والكاتب ناصر يوسف والأستاذة منيرة المعاضيد والشابة القطرية سارا خالد اليعقوب الفائزة في مسابقة الأديب للشباب التي نظمها الملتقى للحديث عن قصص نجاحهم.
وقالت الأستاذة خديجة أن نجاحها هو انعكاس لنجاح دولة قطر التي وفرت لها البيئة والظروف الملائمة للنجاح مؤكدة أن النجاح لا يأتي بالصدفة وليس بين ليلة وضحاها بل هو نتيجة تخطيط ومثابرة وإصرار وأنها بدأت في رسم طريقها منذ سن 16 عاما حيث كانت عائلتها داعمة لها  وهيئتها لتكون شخصية قيادية وفاعلة من خلال هامش الحرية الذي منحته لها  ولأخوتها وطورت فيهم الحس المجتمعي وحس المسؤولية وهو ما نضج مع بداية مشاركتها في العمل التطوعي، ومع دخولها للجامعة  في دولة الامارات في السنة الأولى ترشحت للانتخابات وفازت في المجلس الطلابي في سن 18 سنة وهو ما كان مصدر الهام للعديد من الشباب وعند انتهاء دراستها في الامارات انتقلت للدراسة في الولايات المتحدة الامريكية وبعد ذلك اتيحت لها الفرصة للقاء سمو الأمير الوالد وسمو الشيخة موزا بنت ناصر وعبرت  خلال هذا اللقاء عن أملها في التدريب في السفارة  وهو ما حصل فعلا، وكانت هذه نافذة لبداية تحقيق طموحها، وعند عودتها إلى الدوحة ووجدت اعلان في الجريدة للترشح لرواد العمل الشبابي ولم تتردد في الترشح وتم اختيار 40 شخص لتدريبهم في ريادة الأعمال وفازت بالمركز الأول، فاقترحت على وزارة الثقافة انشاء لجنة شبابية لتعبر عن احتياجات وطموحات الشباب ، ورحب الوزير بالمقترح وتم تعيين لجنة تأسيس وكانت من بين أعضاء هذه اللجنة وتم تأسيس اللجنة الأولى ومن ثم اللجان الموالية.
ونصحت الشابة القطرية أترابها بسرعة البديهة واقتناص الفرص المناسبة لتحقيق أحلامهم مؤكدة أن فرص النجاح متوفرة للشباب في قطر لكن لابد من الوعي والتخطيط للحياة وتحديد الأهداف.
من جهته أكد ناصر يوسف أنه كان يعتبر نفسه فاشلا لفترة من الزمن حيث تعرض للعراقيل في بداية مسيرته الدراسية وهو ما اضطره للعودة من الصفر ولكنه لم يستسلم وقرر جعله صورة مشرفة لنجاح الشباب القطري ، وقرر استثمار موهبته في الكتابة وألف روايته الأولى ” آخر قراري” سنة 2012 لكن رفضت دور النشر نشرها وهو ما جعله يشعر بالإحباط لكنه قرر الكتابة والمحاولة من جديد وتأليف رواية” قلوب لا تعرف الرحمة” التي كانت نقطة انطلاقه في مجال الكتابة ومنها تتالت الكتابات والنجاحات في هذا المجال، ودعا الشباب القطري الى تقديم المبادرات والمساهمة الفاعلية في تطوير مجتمعهم لاسيما أن الدولة لم تقصر في تقديم الدعم وتقديم الفرص وما يلزم للنجاح ونصحهم باستثمار مواهبهم وطاقاتهم للإبداع.
أما منيرة المعاضيد فقد اكدت انها منذ طفولتها كانت شخصية نشيطة ومثابرة ولديها حب الاطلاع وتحب الاستكشاف وهو ما جعلها تخوض تجارب متعددة ساهمت في بناء خبرتها الثرية، وقد لخصت تجربتها في النجاح في كتابها الأخير ” التزامن مع النجاح” الذي دشنته خلال معرض الدوحة الدولي للكتاب الأخير” والذي قدمت فيها عصارة تجربتها ومجموعة من النصائح للشباب في طريق النجاح، وعددت مقومات النجاح أولها تحديد الأهداف وتوسيع المدارك والاحتمالات ونصحت بمخاطبة الذات في كل مرحلة من مراحل الحياة وطرح التساؤلات عن الخطوات القادمة وتشجيع الأطفال على التساؤل وليس مطالبته بالأجوبة.
وقالت الطالبة سارا خالد اليعقوب التي فازت في مسابقة الأديب للشباب التي أطلقها الملتقى خلال شهر مارس الماضي أنها تعتبر نجاحها بالمركز الأولى إنجازا وهو حفزها على مواصلة التقدم في مجال الكتابة حتى تصل اعمالها الى العالم العربي وتشارك في المحافل الدولية وتكون نموذجا مشرفا للشباب القطري.
وقالت إنها تحاول تكثيف تجاربها في مجالات مختلفة حتى تتوسع الرؤية بالنسبة لها لتتمكن من تحديد توجها مستقبلا وهو ما جعلها لا تفوت فرصة للمشاركة في الأعمال التطوعية داخل المدرسة أو خارجها، مؤكدة أنه لا يوجد تناقض بين العمل التطوعي والكتابة فكلها تصب في نفس الغاية وهي تطوير شخصيتها لتكون فردا فاعلا في المجتمع.
وأكدت أن الشباب القطري يحظى بعديد الامتيازات وهو ما سهل له طريق النجاح فالدولة توفر لهم سبل النجاح كما انها تحظى بالدعم والمساندة من العائلة وأن التحدي الوحيد الذي يواجه الشباب هو حسن إدارة الوقت وتنظيم الأولويات وتحقيق التوازن بين التخطيط للمستقبل والترفيه.