واصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية خلال عيد الاضحى المبارك حيث استضاف على امتداد ثلاثة أيام عددا من المؤلفين والشخصيات الفاعلية فقي المجال الثقافي في “مجلس الكتاب” للحديث على مساهماتهم في تنشيط الحراك الثقافي في الآونة الأخيرة ومبادراتهم التي أطلقوها عن طريق الملتقى وتم بث الجلسات عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
خلال الجلسة الأولى التي تم بثها مساء الجمعة  والتي أدارتها الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى والأستاذ صالح غريب العبيدلي، حيث تم استضافة كل من الأستاذ  تيسير عبد الله الذي تحدث عن كتاباته في أدب الطفل والجائزة التي فاز بها في مسابقة مسرح الدمى التي نظمها الملتقى بالتعاون مركز الفنون المسرحية خلال شهر مارس الماضي والأستاذ إبراهيم البشري  الذي كان قد حل ضيفا على الملتقى منذ أسابيع في مبادرة أدب الطفل  التي تشرف عليها الكاتبة لينا العالي والخبير اللغوي  الدكتور أحمد الجنابي الذي قدم على امتداد الشهر الماضي فقرة العيادة اللغوية التي سلط من خلالها الضوء على الأخطاء اللغوية الشائعة لاسيما في زمن كورونا والأستاذ الكاتب الشاب محمد شريم  والروائية  مي النصف اللذان  تمت استضافتهما  في جلسة كاتب وكتاب الأسبوعية إضافة الى الإعلامية الأستاذة بثينة عبد الجليل التي تقدم مباردة آراء الكتاب في أسبوع والتي ترصد من خلالها أهم مقالات كتاب الراي في الصحف.
وتم خلال الجلسة تبادل التهاني والمعايدة بمناسبة العيد ومناقشة العديد ممن المواضيع المتعلقة بالاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية في العائلة وفي المجتمع القطري إجمالا.
وأكد الأستاذ تيسير عبد الله أن المسرح شهد تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة سواء على مستوى نوعية العروض أو المواضيع بفضل دعم سعادة وزير الثقافة والرياضة لهذا المجال واحتضانه للطاقات والمواهب وعبر عن أمله في عودة  أمجاد المسرح في قطر، في حين أوضح الأستاذ البشري أن مجال المسرح أو قراءة القصص للأطفال متقاربان ومتكاملان حيث أنه استغل موهبته و تخصصه الأكاديمي في المسرح ليتمكن من آداء الأصوات وتمثيل شخصيات القصص التي يرويها للأطفال ودعا إلى تقديم دورات وتدريبات للكتاب لتمكينهم من الآليات والتقنيات الخاصة بالكتابة للطفل .
وفي سياق مختلف تحدثت الأستاذة بثينة عبد الجليل على مبادرتها آراء الكتاب في أسبوع التي اعتبرتها نافذة تطل من خلالها على عقول الكتاب في مواضيع مختلفة ومتباعدة مؤكدة أنها لاحظت غياب المقالات التي تتناول مواضيع الطفل ودعت الى تكثيف الأعمال القطرية الموجهة للطفل سواء كتابات أو مسرح أو عروض ترفيهية، وفي السياق ذاته أشادت بمساحة الحرية الممنوحة للكتاب للتعبير عن آرائهم في الصحف اليومية.
من جهته تحدث الدكتور أحمد الجنابي عن مبادرة العيادة اللغوية التي يقدمها عبر حسابات الملتقى على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تنشر يوم الأحد مساء مؤكدا أن الغاية منها صون اللغة العربية وتصحيح الأخطاء اللغوية التي اعتبرها أقبح من الجدري على الوجه، كما تحدث عن أنشطته والدورات التي يقدمها في مجال الخطابة.
وقالت الأستاذة مي النصف أن الأوضاع الحالية التي فرضتها انتشار فيروس كورونا لم تمنع الناس من الاستمتاع بفرحة العيد وتبادل التهاني وأن أجواء هذه السنة كان لها طعم مختلف وخاص، وأكدت في سياق مختلف أنها حاولت الخوض في مجال أدب الطفل لكن محاولاتها لم تكلل بالنجاح لأنها تعتمد الأسلوب السردي العميق واعتبرت أن الكتابة للطفل صعبة ومسؤولية كبيرة سواء في اختيار المواضيع أو المفردات وهو ما جعل الكتابة للطفل نادرة في قطر.
وفي السياق ذاته قال محمد آل شريم أن الكتابة للطفل في غاية التحديد والتوجيه وهي السهل الممتنع مشيرا أن كتاباته في الأغلب موجهة للشباب لأنها كتبت بروح شبابية وفيها رسائل موجهة بالأساس للشباب لاسيما فيما يتعلق بالتنمية الذاتية وهو يسعى أن يتمكن في أعماله القادمة من أن يصل على عقول وقلوب الفئة الأصغر سنا من سنة 13 سنة سواء من خلال المفردات أو المواضيع.
في الجلسة الثانية التي أدراها كل من الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى والأستاذ صالح مدير البرامج حضر كل من الدكتور حسن رشيد والأستاذة منى بابتي صاحبة مبادرة كلمات التي تم اطلاقها مؤخرا والأستاذة عائشة الخلفي والأستاذ أحمد الراشد الذي كان قد قدم مؤخرا محاضرة ضمن فقرة رسالة مثقف والأستاذ مختار خواجه الذي قدم مبادرة الكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة والأستاذة لينا العالي التي تقدم مبادرة أدب الطفل.
حيث دعا الأستاذ صالح غريب في بداية الجلسة إلى مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية مع العودة التدريجية للحياة الطبيعية والوعي بخصوصية المرحلة قبل العودة الكاملة.
وقال الدكتور حسن رشيد أن تغير طبيعة الحياة أدى إلى تغير بعض العادات الخاصة بالعيد حيث أن بعض أوجه الاحتفال قد اختفت وحلت مكانها طرق جديدة للاحتفال حيث فلم نعد نسمع الأهازيج والأغاني والتلاحم والتواصل المباشر بين الأهالي وصار التواصل في معظم الأحيان عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أن نسق الحياة السريع والطفرة الاقتصادية جعل الحياة تتغير بسرعة وصار بعض الأشخاص عبيدا للأجهزة الرقمية.
وتحدثت الأستاذة منى بابتي عن أجواء العيد في بلدها لبنان، قالت إن رائحة العيد تفوح في الشوارع قبل شهر من أوانه وتبدأ الاستعدادات له مبكرا وتتزين البلد استعداد لهذا اليوم الذي ينسيهم ما تعيشهم بلادهم من حروب وأزمات وخيبات، حيث أن اللبنانيين مازالوا يحافظون على عادتهم ورونق العيد لكن فقدت بعض البصمات بسبب انتشار التكنولوجيا حيث أنه يتم توزيع المعمول والبقلاوة في الشوارع ومازال الناس يرقصون على وقع الدبكة اللبنانية ويحتفلون به بشكل جماعي.
وقال الأستاذ مختار خواجه صاحب مبادرة الكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة أنه قدم هذه المبادرة نظرا لقربه من مجال ذوي الاحتياجات الخاصة واعجابه بإنجازات وقدرات بعض المكفوفين لاسيما الأستاذ حسين خليل نظر الذي تربطه به علاقة صداقة إضافة الى فضوله للتعرف على طريقة إدراكهم للعالم، حيث أن هذه الفئة محتاجة أكر للتفاعل مع العالم ومختلف الجهات الفاعلة في المجتمع وأكد أهمية الكلمة في إيصال الصور لهذه الفئات ومراعات احتياجاتهم، وفي اطار حديثه عن أجواء العيد في مسقط رأسه السودان قال إن السودانيين مازالوا يحافظون على بعض العادات ولاسيما الاجتماع في بيت كبير العائلة وانتظار عودة الحجيج ومعايدتهم.
وفي السياق ذاته أشادت الأستاذة مريم ياسين الحمادي بجهود الدولة والجهات المختصة في توفير الإحاطة اللازمة لهذه الفئات مؤكدة انهم يتمتعون بقدرات كبيرة ومواهب كثيرة وأن الكتاب والمثقفين يجب أن يقوموا بدورهم وواجبهم في إيصال المعلومة والكلمة بالطريقة المناسبة لهم.
كما كان هذا اللقاء فرصة للأستاذة لينا العالي للحديث عن كواليس مبادرتها أدب الطفل حيث قالت أنها تجربة جديدة بالنسبة لها لأنها كانت فرصة لها لتتعلم إعداد الأسئلة ومحاورة الضيوف المختلفين، وأكدت أنها تنوي الاستمرار في مبادرة أدب الطفل وتسعى لإقامة ملتقى أدب الطفل، مؤكدة أن أجواء العيد تذكرها بأحبابها التي فقدتهم واللذين ظلت أماكنهم فارغة.
في حين أكدت الكاتبة الشابة عائشة الخليفي أن الظروف الحالية لم تمنعهم من الاستمتاع بالعيد، وتحدثت عن أخر أعمالها الأدبية روايتها لغاية آخر نفس وهي رواية اجتماعية تسعى لكسر الصمت الأنثوي في المجتمع الذكوري، وهي رواية مبنية بالأساس على حوار بين شخصين يتفرع عنه السرد ليقص أحداث الرواية.
وأكد الأستاذ أحمد الراشد من جهته ضرورة تحقيق التوازن بين دور المرأة ودور الرجل في البيت، مؤكدا أن في النهاية الخطوط الفاصلة بين الحقوق والواجبات والمشروع والمحظور هي القناعات التي تنتج عن خصوصية المجتمع والتوجه العام موضحا أن مواقف وكلمات الأهل داخل المنزل هي التي تحدد قناعات وفكر الأبناء.
وقال الدكتور حسن رشيد أن دولة قطر كانت سباقة في تمكين المرأة وتقليدها مناصب قيادية حيث ان الدولة وثقت في قدراتها على القيادة بداية من تعيين الراحلة شيخة المحمود وزيرة للتعليم، حتى أصبحت المرأة اليوم فاعلة في المجتمع وتقف مع الرجل على قدم المساواة في خدمة الوطن، ودعا الى أن تكون هذه الحرية واعية وتراعي خصوصية وتقاليد ودين المجتمع القطري.
وعرجت الأستاذة مريم ياسين الحمادي على هذا الموضوع قائلة إن سمو الشيخة موزا حفظها الله خير نموذج على المرأة القائدة الناجحة والفاعلة والأم المراعية والمهتمة بأبنائها وأحفادها حيث أنها لا يوجد تضارب بين النجاح في المجتمع والقيام بمهام الأم وربة المنزل.
في الجلسة الأخيرة التي تم بثها في اليوم الثالث من عيد الاضحى تم استضافة التربوي الأستاذ علي المحمود الذي كان قد شارك في الجلسة الخاصة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإدمان والذي عبر عن سعادته بتجاوز مرحلة الذروة من انتشار الفيروس بفضل جهود الدولة ووعي المواطنين والمقيمين والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
كما حضر الإعلامي الهندي عبيد الرحمن الذي تحدث عن أجواء العيد الذي عادة ما يقضيه بالعمل داخل الاستوديو يشارك الناس فرحتهم و إهداءاتهم عبر الأثير، وتحدث عن الأجواء العيد في مسقط رأسه كشمير في الهند حيث قال أن أهالي هذه المنطقة مازالوا يحافظون على العادات المتوارثة ويستعدون من خلال لبس الثياب الجديدة المزركشة والخروج والرقص بعفوية، كما أنهم يربون الأضاحي بأنفسهم ويتوجهون للجوامع في مجموعات ويتبادلون التهاني ويقدمون العيدية للأطفال رغم الأوضاع السياسية والإنسانية الصعبة، كما تحدث عن تجربته في ترجمة الأعمال الأدبية القطرية للغة الاوردو والهندية من بينها رواية ماء الورد للكاتبة نورة فرج والمجموعة القصصية للشاعرة سميرة عبيد بعنوان “وشم هارب من الطين” و تم تدشينها في معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة.
ومن ألمانيا شارك الأستاذ علاء الدين الرشي في هذه الجلسة وتحدث عن حالة الاحتراز الصحي التي تعيشها ألمانيا والتي ساهمت في تجاوز الأزمة، وأكد أن نسيج العلاقات في هذه الدولة غير متماسك وبعيد عن العلاقات الدافئة والمتماسكة في البلدان العربية، كما تحدث عن مؤلفاته واصداراته ودراساته المتخصصة في الأسر، لذا أكد على أهمية رعاية الاسرة بالحب لتعزيز الاسر المتماسكة.
كما عبرت الأستاذة يارا الشيخ عن اعجابها بالفعاليات الموجهة للطفل في دولة قطر ولاسيما في كتارا والتي تدخل البهجة والسرور على قلوب الأطفال، ونقلت أجواء الاحتفال بالعيد في الدولة الهاشمية الأردنية   حيث قالت إن الشوارع والأسواق تكتظ قبل العيد بأسبوعين ويبدأ التجهيزات سواء من خبز الحلويات أو شراء الملابس الجديدة ويتم يوم العيد زيارة المقاو من ثم الالتقاء لتناول فطور الصباح بشكل جماعي.
كما شارك الأستاذ حسين خليل نظر الذي كان قد حل ضيفا على الملتقى في مبادرة الكتابة لذوي الاحتياجات الخاصة التي يشرف عليها الأستاذ مختار خواجه، الذي تحدث عن نشاطاته ومبادراته في مجال حقوق ذوي الإعاقة وعن دور العائلة في مساعدة الكفيف في توسيع ثقافة وصقل مهارات الكفيف ليكون فردا فاعلا ونشيطا في المجتمع.
ويواصل الملتقى فعالياته وأنشطته اليومية التي تبث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقناة يوتيوب حيث يستأنف أنشطته يوم الأحد القادم من خلال بث  فقرة العيادة اللغوية ورسالة مثقف ويوم الاثنين سيكون له موعد مع الجلسة النقدية اقرأني فإني هذا الكتاب مع الدكتور عبد الحق بلعابد وضيفته د.فاطمة برجكاني من  جامعة الخوارزمي -إيران لمناقشة  الرواية القطرية المعاصرة: دراسة من منظور النقد الاجتماعي، في حين تستضيف جلسة كاتب وكتاب يوم الثلاثاء الكاتبة الشابة عائشة الخليفي لتسليط الضوء على روايتها لغاية أخر نفس أما يوم الأربعاء سيتجدد اللقاء مع الإعلامية بثينة عبد الجليل لتقدم جولة جديدة في الصحف القطرية من خلال فقرة “آراء الكتاب في أسبوع” والخميس ستبث الحلقة الثالثة من مبادرة كلمات مع الكاتبة منى بابتي التي ستمد الجسور هذه المرة نحو تركيا مع الإعلامية خديجة سكا والكاتب هشام جوناي.