ضمن فقرة رسالة مثقف التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين بداية يوليو بالتزامن مع حملة أطلق فكرك بقلمك، قدم الدكتور محمد العنزي اختصاصي في علم النفس مساء الأحد محاضرة بعنوان ” التفكير في المستقبل” عبر قناة يوتيوب وحسابات الملتقى على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبر الدكتور العنزي أن التفكير في المستقبل فطرة في طبيعة البشر، حيث أن الانسان العاقل والواعي والناضج يعمل على تأمين مستقبله سواء على المستوى المالي أو الاجتماعي والعائلي وتطوير الذات إضافة الى الاهتمام  بالناحية الروحية والصحية، مؤكدا  أن التفكير في المستقبل ضروري لكن لا يجب أن يكون على حساب الحاضر ومستلزمات الحياة الحالية، بل يجب أن تحقيق  التوازن بينهما فلا بأس بالاستمتاع  باللحظات الجميلة  والرفقة المسلية و التخطيط في نفس الوقت للمستقبل فذلك يساعد على تجاوز القلق والتفكير المفرط الذي يعكر الحاضر ويشوش على المستقبل.
وأوضح الدكتور ان اللحظة الحالية ولحظات المتعة التي يعيشها الانسان هي التي تحدد ملامح المستقبل، فلحظات الطمأنينة والسعادة التي يعيشها الشخص مع المجتمع المحيط وتوطيد العلاقات الاجتماعية والعائلية وحتى مناقشة المواضيع الأنية والثقافية قد تؤثر إيجابا على المستقبل وتساعده على تصفية ذهنه للتفكير بعقلانية.
وحدد  الاختصاصي النفسي  نوعان من  التفكير في المستقبل حيث أن هناك نوع بناء ونوع هدام من التفكير، النوع الأول هو الذي يجعل الانسان يتعامل بإيجابية مع المستقبل ويخطط بطريقة واضحة لتجنب المشاكل والمصاعب التي قد تواجهه أما الطريقة الثانية فهي سلبية تجعل الشخص مشتتا وخائفا ويفقد تركيزه بسبب الصدمة التي تعرض لها في مرحلة معينة من حياته فتعيق تفكيره وتشوش رؤيته، مؤكدا أن الدين الاسلامي الحنيف دعانا الى التفكير بالمستقبل إذ  أن الإنسان مدعو إلى العمل الصالح والتفاني في  العمل والاتزان في التصرفات وكل هذا لا يمكن تحقيقه سوى  من خلال  النظر بإيجابية لما قدمته ولما تقدمه للغد.
وطرح الدكتور العنزي في نهاية المحاضرة مجموعة من الحلول لمساعدة الأشخاص على التفكير الإيجابي بالمستقبل أهمها العمل على تحسين الأداء في المستقبل من خلال الاطلاع على المستجدات العالمية ومواكبة التطورات وتطوير الذات من خلال التدريبات وتثقيف النفس، والابتعاد عن السلوكيات السلبية والخوف والقلق الزائد، والابتعاد عن التعميم والأحكام المسبقة وتعظيم المصاعب والتحلي بالمرونة والحرص على المحافظة على الطاقة النفسية والعلاقات الصحية والإيجابية مع العائلة والأصدقاء.
ويشار إلى أن فقرة رسالة مثقف تسعى الى إيصال أصوات المثقفين ورسائلهم للمجتمع قصد تنمية  تطوير المجتمع من خلال الفكر البناء والهام الشباب وتشجيعهم على تطوير الذات من خلال الثقافة والوعي.