قدّم الملتقى القطري للمؤلفين ضمن حملة «أطلق فكرك بقلمك»، محاضرة جديدة بعنوان «تمكين المرأة للمناصب القيادية»، للدكتورة بثينة الأنصاري، حيث استهلت محاضرتها بلمحة تاريخية عن بداية المطالبة بتمكين المرأة، موضحة أن بداية الاهتمام بهذا المفهوم الجديد وبدور المرأة بدأ عالمياً في الربع الأخير من القرن العشرين، أما بالنسبة للدول العربية فبدأ طرح هذا الموضوع في العقدين الأخيرين بالتزامن مع التطورات التكنولوجية والتقنية، حيث بدأ الحديث عن دور المرأة في تنمية المجتمع من خلال مشاركتها في سوق العمل لاسيما أنه كان لها مشاركات في مجال التنمية المستدامة والمجالات الخيرية والتطوعية، وهو ما جعلها جاهزة لدخول معترك السياسة، مبينة أن لظهور النفط والغاز في الدول العربية دوراً كبيراً في مساندة طموح المرأة في المشاركة في الحياة العامة.
واعتبرت الأنصاري أن رؤية قطر 2030 كان لها دور كبير في ضمان تمكين المرأة القطرية، حيث قطعت شوطاً كبيراً في النهضة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتقلدت العديد من القطريات مناصب هامة في الصحة والخارجية ومجلس الشورى حتى إن نسبة مشاركتها في مختلف القطاعات وصلت 30% حسب التقارير الصادرة عن جهاز التخطيط والرصد لسنة 2019،مشيرة إلى هناك صفات خاصة بالمرأة تتميز بها عن الرجل وهي المرونة وإشراك مختلف الأطراف في اتخاذ القرار فهي ليست جامدة بل مبدعة ومجددة إضافة إلى تفهمها لفريق العمل، وأكّدت ضرورة تمكن المرأة القائدة من فن الخطابة والإقناع.
وعددت العوامل المساعدة على تقلد المرأة للمناصب القيادية أهمها وجود الوعي المجتمعي بضرورة تفعيل المرأة وتمكينها من تقلد المناصب القيادية وتوفر الدعم الاجتماعي من المدرسة والمجتمع، لاسيما العائلة لتكون شخصية قيادية قادرة على تقلد المناصب القيادية، وحددت المعوقات التي تحد من تمكين المرأة لتقلد المناصب حسب الدراسات التي أجريت سنة 2013 والتي أثبتت أن نسبة 65 % من المعوقات مرتبطة بالبيئة الاجتماعية، حيث إن صناع القرار لا يشجعون المرأة للوصول لبعض المناصب، كما أن بعض التشريعات في الدول لا تنصف المرأة و لا تساعدها على مشاركة الرجل في صنع القرار وأيضاً بعض المعتقدات الدينية، وهو ما بات يُعرف بالحاجز الزجاجي الذي تناوله العديد من البحوث والدراسات في هذا المجال.