ناقش الملتقى القطري للمؤلفين مساء الثلاثاء رواية “سجناء الصمت” للكاتبة القطرية ميثة سلطان وذلك ضمن جلسة كاتب وكتاب الأسبوعية التي يديرها الأستاذ صالح غريب مدير البرامج بالملتقى، وتم عرض الجلسة في بث مباشر عبر قناة يوتيوب.
وقالت ميثة سلطان إن الرواية تسعى لشرح مرحلة الحزن بشكل عميق وقد حاولت قدر المستطاع استبطان شخصيات روايتها لجعلها عميقة ومعبرة وجعل الأحداث مشفرة فتحدثت فيها بلسان القلوب الصامتة المهمشين العاجزين عن التعبير، فكانت الرواية عبارة عن مجموعة من الرسائل المشفرة الموجهة لمن آثروا الصمت بعد أن خانتهم الكلمات فحاولت من خلال مؤلفها تضميد جراحهم حتى لا يتحول صمتهم الى جنون.
وأوضحت الكاتبة أنها وضعت جزءا من روحها في هذه الرواية فكشفت أحداث الرواية وحتى التعابير المستخدمة حالة الصراع والصدام والضياع التي تعيشها، مشيرة إلى أنها لم تترك المجال للصدفة لاختيار أسماء الشخصيات فكل شخصيتها اختارت لها اسم يتلاءم مع طبيعتها ومجريات الأحداث فنورسين يعني نور القمر حيث قامت ببحث قبل اختيارها.
كما  طرحت من خلال الرواية بعض الأسئلة الفلسفية والوجودية من بينها متى يكون الصمت ملاذا ومتى يصبح البوح جريمة، حيث أن الصمت قد يجر صاحبه لمنطقة السواد ويقوقع صاحبه ويعزله عن العالم في جسده ويجعله حبيس الفكر المشوش، وأوضحت انها سعت ان تكون الرواية عاطفية نفسية فقامت بقراءة العديد من الكتب في التنمية الذاتية وعلم النفس  كما قرأت العديد من الروايات العربية التي ساعدتها في تحسين أسلوبها  السردي ليخدم غايتها الأساسية من هذا العمل  حيث انها سعت أن تكون هذه الرواية مفيدة وملهمة أكثر من كونها مسلية، فسعت أن تكون الرواية قارب نجاة للغارقين في الصمت لإيجاد القوة الداخلية والبحث عن بصيص النور حتى في أحلك  الأوقات.
وقالت ميثة انها تأثرت بشخصيات روايتها حتى أنه بطلة الرواية سكنتها حتى بعد الانتهاء من كتابة الرواية وأثرت على حياتها فشعرت بألمها وحزنها ومعاناتها وبقيت على ذلك الحال حتى معرض الدوحة الدولي للكتاب.
كما عبرت عن حرصها في كسر الحواجز بينها وبين القراء الاستفادة من ملاحظاتهم التي ستأخذها بعين الاعتبار في الأعمال القادمة بداية من العمل التي تعكف عليه حاليا
وقالت إنها اختارت بداية مشوارها في الكتابة بالرواية رغم صعوبة هذا الجنس الأدبي حيث اعتبرته تحدي أرادت من خلاله إثبات نفسها في مجال الكتابة كما أنها وجدت انه الأقرب إلى قلمها وأسلوبها وشخصيتها.
وأكدت أنها تعمدت أن تجعل المكان والزمان مبهما في الرواية لتجعلها قريبة من جميع القراء لتكون رسالة كل سجين صمت خانته الكلمة ولم يسعفه صوته
ووجهت الكاتبة رسالة للقراء بان لا يستسلموا للصمت وان يتحلوا بالعزيمة والإصرار لتجاوز جميع الصعوبات مؤكدة أن التعبير عن المشاعر المكبوتة يكون في الكثير من الأحيان دواء الجراح
ويشار إلى أنه تم نشر الطبعة الثالثة من هذه الرواية مؤخرا بعد لاقت إقبالا كبيرا من القراء سواء في معرض الدوحة الدولي للكتاب او معرض الكويت، وهي رواية صادرة عن دار روزا نهاية سنة 2019.