استضاف الملتقى القطري للمؤلفين مساء الاثنين الكاتبة والباحثة والمترجمة الدكتورة أسماء فرنان ضمن مبادرة اقرأني فأني هذا الكتاب التي يشرف عليها ويديرها الدكتور عبد الحق بلعابد أستاذ مناهج البحث والدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر، وتم بث الجلسة عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى
وأشادت المستشارة الثقافية لمعرض فرنسا للكتاب بهذه المبادرة التي اعتبرتها إثراء للساحة الثقافية القطرية والعربية اجمالا لما لها من أهمية سواء من ناحية التشجيع على النقد البناء أو من ناحية تسليط الضوء على العديد من الأعمال الأدبية التي تحتاج قراءة متأنية وعميقة ومتبصرة.
وأكدت أنها اختارت طرح موضوع الرواية القطرية بين صدقية التاريخي وتخييلية السردي نظرا لأهمية هذا الموضوع حيث أصبحت معظم الجوائز العالمية تنزع للتشجيع على الروايات التاريخية وتستنطقها سرديا.
معتبرة أن الرواية التاريخية اكتسبت أهميتها من أهمية الأحداث التي تتناولها باعتبار أن كل رواية تاريخية تسلط الضوء على جوانب خفية من أحداث التاريخ، وبذلك تصبح دائرة من المعارف التاريخية، تتفاعل فيما بينها ونتنج كتابات أدبية تحاول قراءة الواقع المعيش وتبحث في بعض الأحداث الغائبة عن المشهد العام وتغطي النقص في المكتبات العالمية وتميط اللثام عن بعض الأحداث الغامضة والمبهمة في تاريخ شبه الجزيرة العربية مشيرة إلى أن أكبر أرشيف للتاريخ العربي ولشبه الجزيرة العربية موجود في أرشيف المكتبات الأوروبية، على وجه التحديد ألمانيا وفرنسا.
وقالت إن الإشكالية التي تطرح لدى النقاد هي كيف يمكن التمييز بين الحقيقة التاريخية والنص السردي الذي يسعى لإرضاء قراءه من خلال الخيال من جهة وعرض الوقائع التاريخية والتحقيق في صدقيتها من جهة ثانية، مؤكدة أن الكاتب أنجح هذه المعادلة الصعبة حيث تحرر من وصاية المرجع الخام، وأعاد تشكيل الأحداث التاريخية وفق رؤية سردية جديدة، مستلهمًا بناءه المتوازي للأحداث من وقائع تاريخية صاغها في سرد متشابك، شيق وشائك، وبشكل درامي.
وأشادت المستشارة الثقافية لمعرض فرنسا للكتاب بهذه المبادرة التي اعتبرتها إثراء للساحة الثقافية القطرية والعربية اجمالا لما لها من أهمية سواء من ناحية التشجيع على النقد البناء أو من ناحية تسليط الضوء على العديد من الأعمال الأدبية التي تحتاج قراءة متأنية وعميقة ومتبصرة.
وأكدت أنها اختارت طرح موضوع الرواية القطرية بين صدقية التاريخي وتخييلية السردي نظرا لأهمية هذا الموضوع حيث أصبحت معظم الجوائز العالمية تنزع للتشجيع على الروايات التاريخية وتستنطقها سرديا.
معتبرة أن الرواية التاريخية اكتسبت أهميتها من أهمية الأحداث التي تتناولها باعتبار أن كل رواية تاريخية تسلط الضوء على جوانب خفية من أحداث التاريخ، وبذلك تصبح دائرة من المعارف التاريخية، تتفاعل فيما بينها ونتنج كتابات أدبية تحاول قراءة الواقع المعيش وتبحث في بعض الأحداث الغائبة عن المشهد العام وتغطي النقص في المكتبات العالمية وتميط اللثام عن بعض الأحداث الغامضة والمبهمة في تاريخ شبه الجزيرة العربية مشيرة إلى أن أكبر أرشيف للتاريخ العربي ولشبه الجزيرة العربية موجود في أرشيف المكتبات الأوروبية، على وجه التحديد ألمانيا وفرنسا.
وقالت إن الإشكالية التي تطرح لدى النقاد هي كيف يمكن التمييز بين الحقيقة التاريخية والنص السردي الذي يسعى لإرضاء قراءه من خلال الخيال من جهة وعرض الوقائع التاريخية والتحقيق في صدقيتها من جهة ثانية، مؤكدة أن الكاتب أنجح هذه المعادلة الصعبة حيث تحرر من وصاية المرجع الخام، وأعاد تشكيل الأحداث التاريخية وفق رؤية سردية جديدة، مستلهمًا بناءه المتوازي للأحداث من وقائع تاريخية صاغها في سرد متشابك، شيق وشائك، وبشكل درامي.
وأوضحت أن اهتمام الرواية بالتاريخ ليس جديدًا، ولكن وبالنظر إلى انتشار هذا النوع من الأدب والأحداث التوثيقية التي تأخذ مسارا مغايرا نوعا ما عن المسار الواقعي، فإنه من الضروري أن نفتح نافذة نقدية متجددة نحو هذا المتن السردي، مبينة أن التاريخ شكل هاجسا بالنسبة للكثير من كتاب الرواية سواء في العالم العربي أو الغربي فاستندوا عليه في أعمالهم باعتبار أن التاريخ يمكن من قراءة الحاضر و استشراف المستقبل، حتى أن بعض الكتاب المعاصرين قاموا بإسقاط الأحداث التاريخية على كتاباتهم على غرار فريد أبو حديد وجورجي زيدان مشيرة الى أن ارتباط التاريخ بالرواية ليس جديدا لكنه انتشر بكثرة في الفترة الأخيرة لاسيما مع الحاجة المتزايدة لفهم و توثيق التاريخ، كما سلطت الضوء على ثنائية الواقعي التخييلي في روايتي الشراع المقدس والقرصان حيث استدعى صاحبهما أرشيفا تاريخيا من مصادر مختلفة: سير ذاتية، كتب تاريخ، ونشرات، وخطابات، وخطب، ومجموعات الحكايات أو التراث الشعبي الشفوي المحكي، وما يدل على ذلك أنه ضمّن روايته حكاية تراثية مشهورة تناقلتها الألسن، ثم دوّنت في المخطوطات، فيحبكها بمهارة مع بقية عناصر الرواية، وينشئ الخطوط الدرامية لها كي تتقاطع مع بقية الأحداث وهي قصة غرير ابن رحّال الذي كان وزيرا في بلاط السلطان الجبوري حاكم العقير مقرن بن زامل الجبري وقد تزوج ابن رحال من ابنة وزير مملكة هرمز الخواجة عطار، بعد أن كانت حليمة أجمل نساء المملكة، فحكيت لابن رحال مؤامرة كي يتخلص منه قريب السلطان الجبوري، الأمير ناصر الجبري، ويخطف منه زوجته حليمة، فيرسله في مهمة حربية، ليبعده عن زوجته حليمة.
وهنا يتحول سرد آل محمود ويرتفع منسوب الرومانسية والحب والغدر والخيانة، وتبدأ فصول الانتقام ومحاولة استرداد الحق فيقتل ابن رحال بعد أن عاد للانتقام، على يد الأمير ناصر.
فقد تمكن آل محمود في روايته القرصان من الإحاطة بجميع جوانب تلك الفترة التاريخية سواء من حيث الخصائص الاجتماعية أو المبادئ السائدة التي تتجلى من خلال تصرفات الشخصيات والأحداث حيث استعان الكاتب بالأرشيف التاريخي، فحفر بإتقان في صياغة الأحداث بالتفاصيل المحكمة، فجعل من عنصر الواقعة التاريخية في نصه عنصرا فنيا، مقرونا بالحدث والمكان والزمان، وضمن مساحة جغرافية واسعة تمتد من الخليج العربي إلى أوروبا وشمال أفريقيا، وعلى ضفاف البحر المتوسط والبحر الأحمر جال آل محمود بقرائه تاريخا ومكانا وزمانا وعمقا. فأبدع في بناء مشهد درامي بامتياز، ينقل حيثيات الصراع على الشرق، ويرسم تداخل السفن والأشرعة ويحرك شخصياته ذهابا وإيابا بين التاريخي والسردي.
وهنا يتحول سرد آل محمود ويرتفع منسوب الرومانسية والحب والغدر والخيانة، وتبدأ فصول الانتقام ومحاولة استرداد الحق فيقتل ابن رحال بعد أن عاد للانتقام، على يد الأمير ناصر.
فقد تمكن آل محمود في روايته القرصان من الإحاطة بجميع جوانب تلك الفترة التاريخية سواء من حيث الخصائص الاجتماعية أو المبادئ السائدة التي تتجلى من خلال تصرفات الشخصيات والأحداث حيث استعان الكاتب بالأرشيف التاريخي، فحفر بإتقان في صياغة الأحداث بالتفاصيل المحكمة، فجعل من عنصر الواقعة التاريخية في نصه عنصرا فنيا، مقرونا بالحدث والمكان والزمان، وضمن مساحة جغرافية واسعة تمتد من الخليج العربي إلى أوروبا وشمال أفريقيا، وعلى ضفاف البحر المتوسط والبحر الأحمر جال آل محمود بقرائه تاريخا ومكانا وزمانا وعمقا. فأبدع في بناء مشهد درامي بامتياز، ينقل حيثيات الصراع على الشرق، ويرسم تداخل السفن والأشرعة ويحرك شخصياته ذهابا وإيابا بين التاريخي والسردي.