شارك الملتقى القطري للمؤلفين في الحملة التوعوية التي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة لمكافحة الإدمان وذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة استخدام المخدرات والاتجار غير المشروع بها يوم 26 يونيو من كل سنة.
حيث تم إطلاق حملة توعوية تتضمن العديد من الفعاليات والأنشطة   والمنشورات تحت شعار “أسرتي تحميني ” حيث انطلقت الحملة يوم 25 يونيو الجاري ومن المقرر أن تستمر الى بداية يوليو.
وتركز الحملة على ابراز دور الأسرة في توجيه الأبناء وحمايتهم من الانزلاق للإدمان، وتم افتتاحها بجلسة خاصة بهذه المناسبة بتاريخ 26 يونيو بعنوان ” الأسرة المتماسكة ودورها في حماية المجتمع” قدمها مجموعة من الباحثين والمختصين في التربية والعلاج النفسي.
حيث اعتبرت الكاتبة  والمعالجة النفسية  د. شريفة العمادي أن هذا اليوم فرصة للتذكير بهذه الآفة، حيث قالت أنها لاحظت أن معظم الحالات التي عالجتها من المدمنين انزلقوا إلى الإدمان بسبب المشاكل الأسرية لذلك فإن تماسك الأسرة  يحمي الأبناء من الإدمان، مؤكدة أن بداية السقوط في هذه الهاوية هي التجربة وأصدقاء السوء، مشيرة إلى أن بعض الأبناء ينجحون في تجاوز التجربة في حين بعض الأبناء يواصلون الاستهلاك إلى أن يصلوا إلى مرحلة الإدمان، وعدد الدكتورة مجموعة من صفات الشاب المعرض للسقوط في آفة الإدمان وهي  ضعف تقدير الذات ، العيش في أسرة مفككة  وغياب القدوة الإيجابية والتلميحات السلبية التي تقولها الأسرة للأبناء خاصة في مرحلة الطفولة  والشعور بالدونية بسبب تفضيل طفل على آخر والاستهزاء على أفعاله وغياب مهارات المواجهة وأكدت أن  الدلال الزائد وعدم القدرة  على التواصل بكفاءة مع الأخرين بسبب العنف أو عدم اشراكه في النشاطات المشتركة أو الخجل الاجتماعي وغياب الثقة وهشاشة النفسية  تدفعه لمحاولة إثبات نفسه أو الانتقام  من عائلته من خلال الإدمان، و ذكرت الدكتورة بعد المؤثرات الخارجية الإيجابية التي قد تحمي الشاب من الإدمان  حتى في ظل تفكك الاسرة وهي البيئة الإيجابية في المدرسة أو الجامع أو المجالس التي لها دور مهم في حل المشكلات النفسية والاجتماعية للشاب ، لذلك يجب إكساب الطفل مهارات تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس ومواجهة الضغوطات لتقوية شخصية وليكتسب مهارات التواصل الفعالة، وكما أكد ضرورة فتح قنوات التواصل مع الأبناء والاستماع إلى مشاغلهم  وتحديد مجموعة من القواعد والأسس في التعامل والحوار والنقاش ومراقبة الأنشطة ووسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالأبناء ومشاركتهم في أنشطته الخاصة  حيث أثبتت الاحصائيات التي أجريت على فئة الشباب أن حوالي 58% من الأطفال يقضون أقل من 10 ساعات أسبوعيا وهي ظاهرة غير صحية .
وقدمت المعالجة النفسية د. موزة المالكي مداخلة بعنوان “الجانب النفسي للأسرة ، الوالدين، الشباب والعلاقة مع المجتمع و آثار ذلك”، حيث قالت إن معرفة أسباب أي ظاهرة سلبية ومعالجتها تبدأ من الاسرة التي فيها الداء و الدواء، لذلك يجب الحفاظ على عائلة متماسكة إذ أن  المراهق يحتاج العيش بين أهله، مشيرة الى أن ظاهرة  ادمان المخدرات منتشرة  في فئة المراهقين ولحسن الحظ أنها ليست منتشرة بشكل كبير في المجتمع القطري ، لذلك يجب على الأسرة أن تعي أهمية المحافظة على التماسك وتشكيل قدوة حسنة للأبناء وتطوير مهارات الأسرة لمواجهة  المشاكل الاجتماعية وحددت مجموعة من الأنشطة والحلول للتصدي لها وهي ممارسة الرياضة وخاصة مع أفراد العائلة والالتزام  بالغذاء الصحي اختيار أسلوب حياة صحي بداية من الآباء الذين ينقلون هذا الأسلوب لأبنائهم، ودعت الوالدين إلى إبعاد مشاكلهم الشخصية عن الأبناء لأنهم يتأثرون كثيرا باعتبار أن الاسرة هي البذرة الأولى لنمو مجتمع متماسك لذلك يجب أن تكون مستقرة و ثابتة ومترابطة، وأكدت أن أصدقاء السوء هم الذين يجرون الأبناء للإدمان لذلك لابد من اللجوء الى الأقارب في هذه الحالة  والسعي لاختيار أصدقاء مناسبين للأبناء وعدم تسليم حياة ومستقبل والمحيطين بالأبناء  للعشوائية والصدف.