إن ّ سلامة المجتمع من سلامة الأسرة. لذلك فإن أي تهديد يطرأ على حياة الأسرة يؤثر على تماسك المجتمع. وقد يعتقد البعض خطأً أن أولئك الذين يتعاطون المخدرات يفتقرون إلى المبادئ الأخلاقية أو قوة الإرادة. ولكنهم قد يتفاجؤون بأن أكثر من 90% من الانحراف السلوكي يعود إلى التفكك الأسري. وانطلاقا من هذا التشخيص اتخذت اللجنة الفرعية للوقاية من المخدرات شعار “أسرتي تحميني” لهذا العام.  صدق من قال أن “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.. والوقاية من الانحراف تشترط التماسك الأسري لأنه العروة الوثقى التي تحقق للفرد حاضنة بناء ذاته وتعزيز ثقته في نفسه.
يتحقق “أسرتي تحميني” من خلال فتح قنوات تواصل بين أعضاء الأسرة الواحدة.. فالتواصل الجيد بين الوالدين وأبنائهم يساعد على تمتين الحوار واكتشاف المشكلات مبكراً ودعم السلوك الإيجابي ومتابعة ما يحدث في حياة أبنائهم وبناتهم والتعرف على أصدقائهم وكيف وأين يقضون أوقاتهم معهم.
يتحقق “أسرتي تحميني” من خلال إيجاد طرق لحل النزاعات العاطفية بصورة تعاونية مع الأبناء والبنات.. وتعليمهم كيفية التركيز على الحلول بدلاً من المشاكل.. والتفكير في النتائج المحتملة للسلوك.. وتطوير مهارات الاتصال.
يتحقق “أسرتي تحميني” من خلال تشجيع السلوكيات الإيجابية لدى الأبناء والبنات بشكل مستمر. التشجيع هو مفتاح بناء الثقة حيث يمنح شعورا قويّا بالذات ويساعد الشباب على الشعور بالرضا عن أنفسهم واحترام الذات ويمنحهم القدرة على الإنجاز. كل ذلك أدعى لوقاية الفرد من التبعية لضغوط أي كان ومنهم الأصدقاء، بتحقق استقلالية الشخصية.
يتحقق “أسرتي تحميني” من خلال إكساب الأسرة أبناءها قيم العمل والطموح والنجاح وتبني المواقف النفسية الإيجابية تجاه الحياة والغير وتعزز الثقة بالنفس.. وفي صورة غياب هذه المقوّمات يتعرّض الفرد لفقدان الغاية في الحياة ممّا يؤدي إلى التخبط في القرارات وضياع البوصلة واللجوء إلى تجريب أو تعاطي المخدرات باعتباره قرارا خاطئا وضارّا.
يتحقق “أسرتي تحميني” من خلال تعزيز الأسرة للمهارات القيادية والاجتماعية والحياتية لدى الأفراد ورفع وعيهم بالمخاطر المحيطة بسلامتهم والمعيقة لنجاحهم.. كل ذلك يلعب دورا مهما في وقاية الفرد من الانجراف لتأثير الآخرين أو اتخاذه مجازفات فردية.
يتحقق “أسرتي تحميني” من خلال تنمية الوازع الديني والأخلاقي لدى الأبناء وتعزيز القيم الدينية والثقافية بالقدوة الحسنة والكلمة الطيبة.
نسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من الانحراف السلوكي وشرور المخدرات وأن يوفقنا في الإحاطة بهم ليكونوا فاعلين في مجتمعهم وبناةً للمستقبل.