ضمن حملة تعزيز الهوية الوطنية القطرية التي أطلقها الملتقى القطري للمؤلفين منذ شهر مارس الماضي، قدمت الدكتورة بثينة الأنصاري خبيرة تطوير استراتيجي وموارد بشرية مساء الخميس محاضرة بعنوان ” تعزيز الهوية الوطنية من خلال التخطيط الاستراتيجي وبناء المبادرات” عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
وعرضت دكتورة الانصاري في مستهل محاضرتها محاور وعناصر الهوية الوطنية وأهم التحديات التي تواجه الهوية ودور التخطيط الاستراتيجي في حمايتها وتعزيزها .
وعرفت الهوية بكونها مجموعة من الصفات والسمات التي يتحلى بها شخص أو مجموعة وتصبح سلوكه مشيرة إلى أنه لكل أمة خصائص وسمات تتميز بها عن غيرها وتخسر الأمم كل معاني وجودها واستمرارها في حال خسرت هويتها.
 وذكرت أن أهم عناصر الهوية الوطنية التي تساعد على التخطيط الاستراتيجي هي الموقع الجغرافي حيث تشترك الأمة في حدود جغرافية واحدة وأرض واحدة، والتاريخ المشترك على مر العصور والأيام إضافة الى اشتراكهم في نظام مالي واحد كالعملة المستخدمة والعلم باعتباره الرمز الذي يجمع أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة، والحقوق المشتركة مثل حق التعليم حق التعبير عن الرأي وحق الحياة بكرامة وعزة على أرضهم وحق الملكية وحق العمل وغيرها من الحقوق التي تجسد معاني الهوية الوطنية. وأيضا الواجبات الفردية والجماعية. الواجبات الفردية التي يقوم بها كل فرد في مجال عمله وتخصص، أما الواجبات الجماعية فهي التي يتعين على المؤسسات القيام بها نحو مواطنيها كمؤسسات التعليم والصحة والبيئة والسلطة الحاكمة بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذية .
وتحدثت د. الأنصاري عن أهمية٠ التخطيط الاستراتيجي الذي يضمن استمرار الهوية الوطنية للأجيال القامة من خلال المبادرات، وتبدأ هذه العملية من خلال تقييم البيئة الداخلية المتمثلة في نقاط القوة و نقاط الضعف البيئة الخارجية وهي الفرص والتحديات .
ومن ثم يتم تحديد الأهداف بطريقة دقيقة فلا بد أن تتوفر في الأحداث مجموعة من الصفات وهي أن تكون قابلة للقياس وتكون مناسبة للعصر وتكون أيضا قابلة للتنفيذ وتحدد بفترة زمنية معينة لا يجب تجاوزها لتحقيق الهدف.
كما ذكرت خبيرة التطوير الاستراتيجي جملة من المؤشرات لقياس الأداء منها مؤشرات كمية وهي الإحصاءات والبيانات الرقمية المختلفة وأخرى تطبيقية تتعامل مع عمليات الإدارة الموجودة ومؤشرات توجيهية توضح إن كانت الإدارة تتحسن وتتقدم أو العكس ومؤشرات كفاءة فيما يتعلق بالموارد المالية والطبيعية والبشرية والزمنية إضافة الى مؤشرات الفعالية في تحقيق المتطلبات وفق المواصفات ومؤشرات إنجاز العمل ومؤشرات تشغيلية عملية.
و عددت د.بثينة مجموعة  من التحديات التي تواجه الهوية الوطنية القطرية  من بينها كثرة استعمال اللغات الأجنبية بدل اللغة العربية  في المعاملات اليومية و خاصة في فئة الشباب و دعت إلى اطلاق العديد من المبادرات لتعزيز اللغة العربية التي تعتبر عنصرا مهما و أساسيا للهوية القطرية  لاسيما  أن المجتمع القطري يتميز بكثرة الجنسيات المقيمة و تنوع العادات و اللغات و هوما قد يؤثر على الهوية   .
واعتبرت أن الدور الأساسي لتعزيز الهوية الوطنية يقع على عاتق قطاع التعليم في الدولة التي يجب التي تهتم بركائز الهوية بالتعاون مع العائلة لحماية الهوية لكيلا يتأثر بالعوامل الخارجية مثل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام وغيرها.
كما دعت العائلة القطرية إلى زرع المبادئ والقيم الأخلاقية الأصيلة للشعب القطري في الناشئة لكي تحافظ على الهوية الأخلاقية التي وارثها عن الأجيال السابقة.
واستشهدت بالتجربة الفلسطينية في المحافظة على الهوية الوطنية واعتبرتها نموذجا متميزا في القدرة على المحافظة على الهوية رغم الاحتلال حيث انهم استمدوا ثقافتهم من الأدب والفنون ولاسيما الشعر حتى انهم تمكنوا من التعريف بهويتهم للعالم بطريقة راقية وتعلق في الأذهان وهي تجربة لابد الاستفادة منها.
مشيرة الى ان الظروف الاستثنائية تساهم في تعزيز الهوية الوطنية وهو ما حصل مع قطر في بداية الحصار حيث ظهرت الروح الوطنية وانتماء ووفاء الشعب القطري لبلاده وحكومته واتحاده ليكون صوتا واحدا وموقفا موحدا وأكد أن وحدته وحبه لوطنه واعتزازه به جزء من هويته.