بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء الثلاثاء جلسة جديدة من جلسات كاتب وكتاب التي تعقد أسبوعيا عبر برنامج ميكروسوفت تيمز للتعريف بالكتاب ومناقشة مؤلفاتهم حيث استضافت الجلسة الكاتب القطري الشاب محمد أحمد آل شريم وحاوره الأستاذ صالح غريب مدير البرامج في الملتقى.
حيث طرح الكاتب مجموعته القصصية “ثلث ساعة انتظار” الصادرة عن دار روزا سنة 2018 والتي تقع في 96 صفحة مقسمة ل 13 قصة قصيرة في مواضيع مختلفة ومتنوعة تصب في مجملها في أهمية الوقت وتشترك في ثلاث عناصر أساسية وهي الوقت والمكان وطغيان المشاعر.
واعتبر صاحب “ثلث ساعة انتظار” أن مجموعته القصصية بسيطة في طرحها وعميقة في معانيها وتأويلاتها، حيث وضع فيها جزءا من روحه وتجربته في الحياة وضمن فيها بعض الابعاد الفلسفية للحياة وسعى أن تكون القصص تفاعلية واختار الكلمات بعناية لتكون حمالة معان.
فكان في كل قصة يحاول أن يخاطب القارئ ويقترب منه ويحضنه من خلال كلماته والأحداث التي رغم تحديد الزمان والمكان فيها ألا أنها تتجاوز الحدود لتعانق المشاعر البشرية في بعدها الواسع والعام.
القصة الأولى في المجموعة القصصية كانت بعنوان “شمال.. جنوب” حول تعلق الأهالي بدوار الصدفة الموجود في مدينة الوكرة وأهميته بالنسبة لسكان المدينة ومستعملي الطريق الذين ربطتهم به علاقة وطيدة وصار جزءا من يومهم ومن حياتهم وكونوا معه علاقة عاطفية متينة، ورغم بساطة القصة الا أنها تعمل معان عميقة أهمها أن للحب معان وتجليات وأوجه كثيرة وليس مقتصرا على حب الأشخاص.
ومن بين القصص القصيرة قصة “سري الجميل” التي كتبها بينما كان في مجلس شبابي مع أصدقائه حيث ربط اللقاء بالسر الجميل باعتبار أن لكل شخص سر جميل يخفيه عن الجميع قد يفكر فيه وسط الجميع لكنه يظل شيئا خاصا يحتجزه في فكره.
أما قصة موعد الرحيل فقد اعتبرها الكاتب قصة يعيشها الجميع ويتشاركها الأشخاص في مختلف أصقاع العالم فمن لم يجرب ألم فراق حبيب او مكان عزيز على قلبه، وقد طرح الكاتب هذا الموضوع في شكل تساؤلات عن موعد الرحيل بعد أن استحالت الحياة مع الشريك.
أما قصة “اشتقت لك جدا” التي بدأ في كتابتها منذ 2015 فقد جمعت ثلاثة قصص كتبها في أزمنة وأمكنة مختلفة وهي تعبر عن تجارب الشباب وعلاقة الصداقة التي تربطهم من البحر الذي أصبح ليس مجرد مكان بل هو ملجأ وقت الضيق ويمكن مخاطبته وكشف خبايا النفس أمامه كما لا تقدر أن تفعل أمام شخص.
من بين القصص التي جاءت في هذه المجموعة قصة “هناك” التي كتبها في الأردن على جرف جبل واستلهمها من المكان ورغم تحديد مكان الأحداث بدقة إلا أن الكاتب حاول أن يجعل هذه القصة تتعدى المكان والزمان وتلامس مشاعر القارئ أينما كان فمجرد أن يغير المكان يشعر أن القصة تنطبق عليه وتتحدث عنه حيث أن موضوعها يحاكي المشاعر والروح.
كل هذه القصص تخاطف المشاعر الدفينة والمتقلبة في كل شخص لهذا طلب الكاتب من قراءه أن يقرؤونها أكثر من مرة وفي حالات نفسية وعاطفية مختلفة ليجدوا أجزاء من تجاربهم وشخصياتهم واحداث حياتهم بين سطور كل قصة وقد سعى الكاتب أن تكون علاقته بقراءة تفاعلية ومستمرة حتى إن الإهداء في عتبات القصة وجه للقارئ الذي أصبح جزء من حياة الكاتب وقريبا منه بمجرد تصفح الكتاب الذي يكشف خبايا روحه وعقله.
وذكر الكاتب الشاب أنه غير عنوان المجموعة القصصية أربع مرات ليرجع في النهاية ويستقر على العنوان الأول الذي يجمع العناوين الفرعية حيث وجد أنه الأكثر تعبيرا عن مواضيع القصص التي جاء بعضها في شكل تساؤلات أو خواطر لكنها تصب كلها في النهاية في مجال تطوير الذات، حتى أنه في خاتمة المجموعة القصصية وجه كلمه للقارئ قائلا” أحب أن تكون هذه الكلمات قريبة مني ومنكم”.
وبخصوص مشاريعه المستقبلية قال آل شريم إنه يستعد لإصدار رواية جديدة متكونة من قصص قصيرة في مجال تطوير الذات وهي تجربة جديدة لذلك يركز في المرحلة الحالية على تكثيف قراءاته في مجالات مختلفة لتوسيع الافاق وتطوير كتاباته مشيرا إلى أنه يرحب بالنقد البناء البعيد عن التجريح.