بث الملتقى القطري للمؤلفين مساء الأربعاء حلقة جديدة من سلسلة جلسات “اخترت لكم من مكتبتي” قدمها الأستاذ أحمد العلوي الذي اختار طرح كتاب “ساعات القدر في تاريخ البشرية” وذلك في تسجيل عبر قناة يوتيوب الخاصة بالملتقى.
واعتبر الأستاذ العلوي أن هذا الكتاب دسم ومهم لان صاحب الكتاب النمساوي ستيفان تسفايج اختار أن يؤرخ الأحداث ويكبتها في شكل أدبي وقد جاء بأشياء جديدة غير معتادة في الأدب.
واستعرض الكاتب مختلف مؤلفات هذا الكاتب الذي كان يهتم بعالم المبدعين وكان مولعا بالشخصيات الريادية والمشاهير من الأدباء فيكشف تفاصيل حياتهم بكل حيادية ويميط اللثام عن بعض الأسرار في حياتهم. عاش الكاتب النمساوي حياة مأساوية بين فرنسا والولايات المتحدة وحط رحاله في نهاية حياته في البرازيل ليكون فيها منتحرا بعد أن كتب 92 رسالة وداع لأصدقائه ولزوجته المقربين منه حتى أن حياته المليئة بالاضطرابات والصراعات أصبحت موضوع أحد الأفلام السينمائية الذي كشف عن السنوات الأخيرة من حياته.
ويكشف هذا الكتاب عن منظور الكاتب المميز والفريد في تشريح الطبيعة الإنسانية وخفاياها وإبراز تعقيداتها والسبب يعود الى حبه الكبير للأدب والأدباء.
يقول تسفايج عن التاريخ: ليس لدى التاريخ وقت ليكون عادلا وهذه الجملة تنظر للتاريخ بشكل واسع وكبير وتبرره وتبين أن النجاحات وحدها التي تبقى وأن التاريخ لا ينصف غير المنتصر ويمحي ذكرى الخاسر مهما كانت أفكاره او مبادئه او إنجازاته.
يحتوى هذا الكتاب الذي تناوله أستاذ حلوي بالتحليل على 14 قصة تاريخه يرصد فيها لحظات مفصلية تركت أثرا في تاريخ البشرية و غيرت مساره بأسلوب أدبي و تلميحات عميقة، و تميز الكتاب بتنوع الأحداث مثل فتح القسطنطينية ومعركة واترلو التي خسرها نابليون عام 1815م، و قصة إلدورادو ج.أ.سوتر و هي قصة جميلة و طريفة لكنها مؤلمة لان الرجل الذي اكتشف الذهب في الأرض التي يمتلكها، خسرها بعدما أنتشر خبر وجوده فيها، الكتاب تناول التاريخ من زاوية مهمة و هي اللحظة المهمة التي قد تغير كل شيء ان لم نحسن استغلالها وحسن التصرف فيها، من المواقف المهمة التي رصدها الكتاب في معركة واترلو كان نبليون محتاج المساعدة و كان القائد المارشيال غروشي قائد قواته يريد العودة بالجيش المكلف بمهمة منفصلة الى المعسكر لكنه في نفس الوقت أصر على تنفيذ التعليمات دون مراعاة المتغيرات و قاتل في ارض ثانية غير أرض المعركة و كانت لحظة مفصلية غيرت التاريخ.
من بين الفصول المهمة في هذا الكتاب فصل متعلق بالكاتب الروماني شيشرون الذي كان قد نفي الى منطقة بعيدة عندما تولى يوليوس قيصر الحكم ليبعد عن معترك السياسة وهي كانت مرحلة تجديد أفكار له و فرصة له لكتابة أهم مؤلفاته، لكن حين تم اغتيال يوليوس أعلمه الرسول بالخبر و هي تعتبر لحظة يحلم بها لأنها كسرت قيوده و حررته و عاد بعدها الى روما لينظم إلى مجلس الشيوخ وواجه تحديا كبيرا و امتحانا عسير في الحكم على قتلة القيصر هل يحكم عليهم أو يطلق سراحهم و بدأ التخوف وسط الرعية من انصار أطونيوس و هنا كانت ساعة القدر شاهدة في هذا الموقف المصيري و كان بإمكانه أن يعلن نفسه حاكما الى أن تستقر الأمر في روما وهو ما قد يغير وجه التاريخ لكنه لم يستغل الفرصة، وبعد أن عمت الفوضى اتفق معسكر لبروتوس وكاسيوس مع أنطونيوس الذي كان ينادي بقتلهم على اقتسام الإمبراطورية أمروا بقتل شيشرون ونجحوا في النهاية لأنه لم يحسن التصرف فخسر هو وسطر التاريخ بطريقة مختلفة .
وتحدث الكتاب عن فتح القسطنطينية الذي يعتبر من أهم الملاحم في التاريخ العربي الإسلامي حيث كانت ساعة القدر في هذه الملحمة الباب المنسي (كيركابورتا) في هذا الحصار.
الملتقى القطري للمؤلفين يناقش ساعات القدر في تاريخ البشرية
07 يونيو, 2020
