عقد الملتقى القطري للمؤلفين مساء الاثنين جلسة جديدة من جلسات “اقرأني فإني هذا الكتاب ” التي تندرج في إطار مشروع تعزيز النقد والتي بدأ في بثها عبر برنامج «ميكروسوفت تيمز مع بداية شهر رمضان والتي تسعى إلى نشر ثقافة النقد بين الكتّاب والأدباء والمهتمين. واستضافت المبادرة التي يشرف عليها ويديرها الدكتور عبدالحق بلعابد أستاذ قضايا الأدب ومناهج الدراسات النقدية والمقارنة بجامعة قطر، الأكاديمي والباحث المهتمّ بالأدب العربي الحديث الدكتور أحمد الجوة.
جامعة صفاقس-تونس
حيث انطلق د. الجوة في بحثه من تصنيف أجناسي للأقصوصة بما هي شكل وجيز مثل النادرة والخبر والمقامة والقصة المثلية وغيرها من الأشكال في أدبنا وفي أدب الآخرين وقدم ما تتحدد به مختلف الأشكال.
وقد تناول بالتحليل والنقد المجموعة القصصية بائع الجرائد للكاتبة نورة آل السعد. فقدمها بإيجاز ثم تناول لغة القص فيها فميز بين مستويات الكلام من فصيح إلى دارج لمزيد الاقناع بانفتاح القص على عالم الناس.
وركز الأكاديمي التونسي على النماذج البشرية التي تنزل الأقاصيص في عالم يبدو واقعيا بالتسمية والفضاءات والصفات، مبرزا أن عالم المهمشين يحتل حيزا واسعا في الأقاصيص. مشيرا إلى أن التطور الأجناسي برز بشكل ملحوظ في أقاصيص نورة محمد فرج (مراجم) سواء على مستوى الزمن أو المكان أو الشخصيات أو اللغة السردية.
مشيرا إلى التحول من الانشغال الواقعي الى ما يشبه التحليل النفسي لعدد من الشخصيات النازعة الى تصوير ما تعيشه الشخصية من توتر والى الإيحاء بما يعتمل داخلها من مشاعر القلق والتوزع النفسي. إذ تقدم المجموعتين تصاويرا للحياة المادية والنفسية فتفلح في إنجاز كتابة سردية متنوعة.
و قد قسم الدكتور الجوة بحثه إلى محورين أساسيين، المحور الأول يخص القص الواقعي في المجموعة وتمثيل المهمين (لغة القص – مستويات الكلام بي الفصيح والدارج- النماذج البشرية الواقعية، أما المحور الثاني فقد اهتم بالقص النفسي وطريقة رسم الشخصية الأقصوصية (مشاعر القلق –التوتر- القهر….التحيّز الاجتماعية…الموقف من الآخر)
من جهته أكد الدكتور بلعابد  أن المبادرة تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة في ظل الحجر المنزلي، فلا نكتفي بقراءة النصوص الأدبية، ولكن معرفة كيفية تغيير عاداتنا في قراءتها ونقدها، ولهذا سوف تعقد سلسلة من الجلسات  في الفترة القادمة  ويشارك فيها نقاد متخصصون من الوطن العربي وخارجه، من  أوكرانيا وإيطاليا باريس والسويد والهند وتركيا وإيران لتحليل نصوص أدبية وسردية قطرية خاصة، وعربية عامة، لمعرفة كيف يتلقى الناقد العربي، ويحلل ما ينتجه المؤلف القطري من نصوص إبداعية.
كما تمكن هذه الجلسات النقدية القارئ من وضع خطة استراتيجية لاختيار الكتب وقراءتها، على ضوء آليات نقدية واضحة تمكّنه من التمييز بين النصوص، وتحديد جماليتها الفنية والسردية.