واصل الملتقى القطري للمؤلفين فعالياته الرمضانية بتقديم الحلقة الثالثة من مبادرة الأجندة النفسية للدكتور خالد عبد الجبار، وذلك عبر برنامج مايكروسفت تيمز، حيث تناول موضوع بعنوان “اضطراب الاكتئاب الجسيم وأزمة كورونا المستجد”، وقام بشرح أسباب وتأثيرات ذلك النوع من الاكتئاب وقدم مجموعة من الحلول والنصائح لتجاوزه.
أستهل د. خالد عبد الجبار الجلسة بالحديث بشكل عام عن الاكتئاب وصوره وانواعه، موضحاً أن الاضطرابات الاكتئابية حسب التصنيف الجديد والذي يعد مرجع المعايير التشخيصية في الاضطرابات النفسية ينقسم إلى: اضطراب المزاج المقلب المشوش، الاضطراب الاكتئابي الجسيم (موضوع الحلقة)، الاضطراب الإكتئابي المستمر، واضطراب سوء المزاج ما قبل الطمث، والاضطراب الاكتئابي المحدث بمادة دوائية، إلى جانب اضطراب اكتئابي بسبب حالة طبية أخرى، أو اضطراب اكتئابي محدد آخر، واضطراب اكتئابي غير محدد.
وأوضح الفروقات بين كل تلك الأنواع مؤكداً على أنه ليس كل من يشعر بالكآبة يعاني بالضرورة من الاكتئاب، علماً بأن هناك الكثير من المعايير وسبل التقييم للوصول إلى التشخيص الصحيح، كما قام بعرض نسب من خلال بعض شرائح الفيديو موضحاً أن السيدات هن الأكثر عرضة للاكتئاب من الرجال بمعدل 2 إلى 1، كما قام برصد ثلاثة أعمار تزداد فيهم حالات الاكتئاب: الأولى من عمر 15 إلى 19 عام، والثانية من 25 إلى 29 عام، الثالثة خلال مرحلة الاربعينيات.
واستعرض د. خالد عبد الجبار الاعراض التي تتواجد في مريض اضطراب الاكتئاب الجسيم موضحاً أنها عبارة عن 9 أعراض يجب أن تتوفر 5 منهم في المريض لكي يتم التشخيص بصورة سليمة، على ان يكون ذلك التشخيص بعد مرور أسبوعين من توفرها، وأن لا تكون تلك الأعراض نتيجة أمراض أخرى أو تناول أدوية، وحدد تلك الاعراض في التالي: فرط النوم، فقد الطاقة والاحساس بالتعب، زيادة الشهية والوزن أو نقصانها، الشعور بالذنب، الهياج النفسي الحركي أو الخمول، التركيز المنخفض، وانخفاض الاهتمام أو الاستمتاع بالأنشطة. كما تطرق خلال حديثه إلى الحالات التي يمكن أن تعاني من الأفكار الانتحارية منوهاً إلى أن تلك الحالات تعاني في الغالب من مزاج منخفض وعدم الاهتمام بالأنشطة.
وعن النتائج التي يمكن ان تحدث نتيجة المرور بتلك الأزمة أكد ان الشخص الذي يعاني من “اضطراب الاكتئاب الجسيم” يعاني من خلل في الوظائف الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، وكذلك عدم القدرة على القيام بأي أنشطة كان قد اعتاد على القيام بها فيما سبق. مؤكداً على أن الاكتئاب لا يعني أبداً مجرد الشعور بالكآبة والضيق، وحدد أسباب الاكتئاب في: المحور الديني الأخلاقي وعلاجه تعزيز القيم، والأسرة المفككة والخلافات الزوجية وهو الامر الذي يحتاج إلى المبادرات الاجتماعية، وكذلك الضغوط النفسية وتحتاج إلى العلاج النفسي، والمحور العضوي البيولوجي الوراثي، علماً بان كل منهم قد يكون له تأثير على الآخر، وأكد على أنه لا يمكن استخدام الأدوية إلا في حالة المحور العضوي، وفي نهاية حديثه قدم د. خالد عبد الجبار مجموعة من النصائح للمعالجين النفسيين متطرقاً إلى طرق العلاج المعرفي والسلوكي، مشدداً على ضرورة التعرف على المهارات المعرفية والمهارات السلوكية واستخدام جدول للأنشطة أثناء مرحلة العلاج، كما ضرب أمثلة توضح كل ما تحدث عنه.