ضمن فعالياته في شهر رمضان المبارك، بث الملتقى القطري للمؤلفين، الحلقة الثالثة من مبادرة “اخترت لكم من مكتبتي” التي تقدمها الإعلامية والكاتبة حصة السويدي كل يوم أربعاء على قناة الملتقى باليوتيوب.
واختارت حصة السويدي في هذه الحلقة كتاب ” دليل العظمة” لروبين شارما، حيث بدأت بطرح مجموعة من الأسئلة من قبيل: ماالذي نعمل بكل هذا الوقت الذي نعيشه في زمن الحجر المنزلي وماذا سوف نجني منه؟ وهل كل هذا الوقت إن طال سيذهب سدىً أم نستغله في أعمال مفيدة؟
وإجابة عن هذه الأسئلة، أوردت حصة السويدي فكرة روبين شارما التي تؤكد أن “أيامك تحدد حياتك” داعية إلى ضرورة الوعي بأن أيامنا نسخة مصورة من حياتنا، وأن ما نفعله اليوم هو ما يؤسس مستقبلنا ويصوره لنا بالكلمات التي نقولها وبالأفكار التي ترد في ذهننا والطعام الذي نأكله، حيث يقول شارما – في هذا الصدد – إن كل منا مؤهل إلى العظمة والرفعة وبداخل كل منا قوة هائلة وطاقة جبارة يستطيع من خلالها أن يؤثر في نفسه وفي من حوله بشكل مذهل.
وأوضحت المتحدثة أن الناس يستغرقون في أداء الجانب الإجرائي من الأشياء فيقضون أفضل ساعات أيامهم منهمكين في العمل…. و في ذلك يخبره أحد عملائه مؤخرا: أحيانا أجدني مشغولا جدا لدرجة أنني لا أعرف حتى فيما كان هذا الانشغال، ولكن ( يأتي التساؤل ) ماذا لو أنه مشغول بالأشياء التي تستحق الانشغال؟
فيصل المؤلف روبين شارما إلى نتيجة أن التفكير المتعمق وبطريقة استيراتيجة هو أولى خطواتك على طريق الرفعة، وكما يقول في احدى صفحاته إن “الوضوح يسبق النجاح” فالاستغراق بالتفكير يقلل من سرعة تأثرك بالأحداث واستجابتك للمثيرات وستصبح قادرا على اتخاذ خيارات بمزيد من الحكمة والتعقل.
َفي صفحة أخرى تحدث شارما
عن فكرة النقاط المرجعية التي تقودك نحو طريقة جديدة لرؤية الأشياء وتعرفك على مجموعة جديدة من الاحتمالات وممكن أن تفتح أمامك أبوابا لم تكن تعرف بوجودها، فمثلا يعتبر شارما لانس ارمنسترونغ لاعب دراجات أمريكي وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز …نقطة عظيمة في الإصرار والمثابرة وخصوصا بعدما أصيب بمرض السرطان واعتزل وبعد ذلك عاد وتابع خوض السباقات.
و في موضوع آخر يروي  المؤلف قصته مع أمه  في تعزيز الإصغاء  إليه والاهتمام بما سيقوله، مقدما قصة  مفادها أنه عندما تجلس بجوار أحد الأشخاص في الطائرة في رحلة تستمر ٣ ساعات ويبدأ هذا الشخص في الكلام ويظل يتكلم إلى أن تهبط الطائرة بدون  أن يسألك هذا الشخص عن اسمك أو موطنك أو عملك ،فيقول شارما إن هذا  التصرف من  هؤلاء الأشخاص يخبرني إنهم عانوا في طفولتهم من عدم الاصغاء إليهم بالشكل الكافي .و وقف هنا روبين شارما على حقيقة  واقعية عن الأصغاء هي أن معظم الناس يقضون الوقت الذي يتكلم فيه الطرف  الاخر في تحضير  إجاباتهم  فقط فذكر  عبارة تعجبه  و هي  لا تتكلم عندما يمكنك أن تومئ برأسك فقط و  ينهي  هذا  الموضوع  بقوله  إن  نجاحك كرجل أعمال و كفرد في أسرتك و كإنسان عموما يتحسن إذا نفذت هذه النصيحة بشكلها  الصحيح استمع ضعف ما تتكلم  ، كن  مستمع  من الطراز الأول اظهر اهتماما بالغا بما يود الاخرون قوله لك وراقب طريقة استجاباتهم معك ستلقى القبول بسرعة
وقدمت السويدي سؤالا جوهريا للمؤلف: مالذي تفعله للمساعدة في خلق عالم جديد وأفضل؟؟ ثم يتابع لا تلقِ باللوم على الساسة أو من حولك أو والديك فالقيام بذلك أنت تلعب دور الضحية – والعالم مليئ بمن يلعبون بهذا الدور بينما هم قادرون على التميز والتألق وعلى إحداث فارق هائل… فجاء بمثال للأم تيرزا عن هذه الفكرة تقول: لو أن كلا منا كنس أمام عتبة بابه، لآصبح العالم بأكمله نظيفا.
ويستعرض روبين شارما سبعة أشكال للثروة.. فهو يرى في اعتقاده إن الثروة ليست مقصورة على جمع المال… فهناك سبعة عناصر يجب أن ترتقي بها إلى مستوى التميز. وهذه العناصر تتمثل في:
-الثروة الروحية – الثروة البدنية (الصحة ثروة)- الثروة الأسرية و الاجتماعية – الثروة المهنية – الثروة الاقتصادية – ثروة التجارب المثيرة – ثروة التأثير و إحداث الأثر الطيب في الحياة.
وابرزت أن قليلين من الناس من يخصصون الوقت لتصميم حياتهم بنفس الطريقة، متسائلة إذا لم تكن تعرف الوجهة التي تقصدها، فكيف إذن ستعرف أنك قد وصلت لهناك؟؟ وكيف يمكنك أن تصيب هدفا لا يمكنك أن تراه.
وأضافت ان المؤلف يذكرنا بأثير الارتداد ويقصد به الشيء الذي ترغب أن ترى المزيد منه في حياتك هو نفس الشيء الذي يجب عليك أن تمنحه للآخرين
متوجهة للفرد: هل ترغب في أن تحظى بقدر أكبر من التقدير لكل ما تفعله ولما أنت عليه شخصيا؟ وبناء على هذا فكن الشخص الذي يمنح التقدير للآخرين و ينسب لهم الفضل، انشر التقدير بقلب كبير امنح الآخرين ما تريد منهم أكثر من أي شي آخر هذا من شأنه سيفسح في عقول وقلوب كل من حولك مجالا لإعطاء مزيد من التقدير،، إذن امنح المزيد من  الحب فلا تكن  عدوا  لنفسك و طبق ما اطلق عليه اسم  تأثير الارتداد
و في هذا السياق يقول شارما في كتابه   ” دليل العظمة” في جزئه الأول ،، اغرس وتدا في الأرض لتتميز مكانك تحت الشمس ، توقف على  أن تكون  سجينا لماضيك لتصبح بدلا من ذلك صانعا لمستقبلك و  تذكر  أنه  لا  يفوت  الأوان  آبدا لكي تكون الشخص الذي طالما حلمت أن  تكونه.