واصل الملتقى القطري للمؤلفين فعالياته عن بعد، وذلك في إطار فعالياته للأسبوع الثاني من شهر رمضان المبارك، حيث أقام محاضرة بعنوان “العلاقة بين المؤلف والتكنولوجيا”، قدمها الكاتب خالد العماري، المتخصص في تكنولوجيا المعلومات، وذلك عبر قناة الملتقى على “يوتيوب”.

وركز خالد العماري على محورين أساسيين، الأول هو أهمية تواجد الكاتب على “الانترنت”، والمحور الثاني يتعلق بكيفية تعامل الكاتب مع المعلومات التي تتيحها الشبكة العنكبوتية. كما تحدث عن الضريبة التي يمكن أن يجنيها الكاتب جراء المعلومات غير الموثقة، والمتاحة على “الإنترنت”.
ونوه العماري بأهمية التكنولوجيا بعدما أصبحت جزءاً من الحياة، وخاصة بعد فيروس كورونا، إذ لولا هذه التكنولوجيا لتوقفت الحياة، ولم يكن هناك تعليم عن بعد، أو عمل عن بعد، ولو عاد الزمن لنحو 20 عاماً مضت، في ظل عدم وجود التكنولوجيا، لكانت الحياة قد توقفت حالياً.
وشدد العماري على ضرورة حضور الكاتب عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، لسد الفجوة بينه وبين التكنولوجيا، وذلك لما تمثله من أهمية في تحقيق انتشاره، والتعريف بإصدارته، ونشر إبداعاته، ومن ثم تقديمها إلى جميع أنحاء العالم.
وقال الباحث في تكنولوجيا المعلومات: إن الإنترنت أصبح مصدراً من مصادر المعلومات الرئيسية، والتي من السهولة بمكان الحصول عليها عبر هذه الشبكة العنكبوتية، ولكن يبقى الأمر مرتبطاً بمصداقية المحتوى المقدم على الانترنت، وأهمية تمتعها بالمصداقية، لتكون معيناً للكاتب يبني عليها أفكاراً جديدة، ويسبغها بهويته، فضلاً عما يشكله الانترنت من وسيلة لبناء النقد الإيجابي.
ووصف العماري الإنترنت بأنه فرصة كبيرة لتحقيق تلاقح الأفكار، ما يجعله ملتقى لجميع الأفراد والشعوب، ومختلف الأفكار والمرجعيات، بدلاً من انعزال الكاتب عن العالم، فضلاً عن دوره في تسهيل الوصول إلى المعلومات، بعدما كان الوصول إليها عسيراً، وبشق الأنفس.
كما عرض لنماذج مواقع المعلومات على شبكة الانترنت، ومنها مواقع الـ “ويكي”، وأشهرها “ويكيبيديا”، والتي تعتبر موسوعة في حد ذاتها. داعياً إلى تكثيف حضور المؤلفين القطريين عبر هذه المواقع، وتغذيتها بكافة إبداعاتهم، وخاصة أن قطر تزخر بعدد كبير من المبدعين في مختلف المجالات الإبداعية.
وأضاف: إنه من الضروري على الكُتّاب التواجد عبر هذه المواقع والتسويق لأعمالهم، وإنشاء صفحات لهم عبر مختف المنصات الاجتماعية ، بالشكل الذي يسهم في نشر إبداعات المؤلفين القطريين، والتعريف بالثقافة القطرية ، التي تتسم بالثراء والتميز ، فضلاً عما تزخر به من إبداعات متفردة، وهو ما يحقق للمبدع القطري مساحات واسعة من الانتشار، مبررا دعوته لأهمية تواجد الكُتّاب على مواقع التواصل الاجتماعي،  إلى قوة هذه المواقع، بشكل يفوق أجهزة التلفزيونات، وهو ما يسهل بالتالي وصول المؤلفين إلى شرائح عديدة ومتنوعة من روادها.

وحذر خالد العماري من كيفية استخدام شبكة الإنترنت، خاصة مع كم المعلومات المتوفرة على هذه الشبكة، والتي قد تكون غير موثقة، أو لا تتسم بالمصداقية، الأمر الذي يحثم على المؤلفين الحذر منها، وعدم بناء استنتاجات أو تحليلات عليها، فضلاً عن ضرورة استثمار مهاراتهم في تتبع ما يتم بثه من معلومات للتأكد من مصداقيتها.
واستشهد العماري في هذا السياق، بالأخبار المتداولة عن أزمة كورونا، والتي ظهر منها كثير من الأخبار الخاطئة، وخاصة المتعلقة بعلاج ولقاح الفيروس. محذراً من خطورة استيقاء المعلومات بشكل عشوائي، دون تدقيق، والتأكد من مصداقيتها، وما تحظى به من وثوقيه، بحيث لا تؤثر على بناء تفكيرهم ومعلوماتهم، خاصة إذا كان الكاتب سيتولى الكتابة عنها أو تداولها أو الاستنتاج منها.
ولفت ضيف الملتقى إلى مواقع يمكنها أن تحقق لروادها صحة الخبر وإبراز مدى مصداقيتها، من خلال فريق عمل احترافي يعمل بها.
ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.