يواصل الملتقى القطري للمؤلفين فعالياته التي ينظمها خلال شهر رمضان الكريم، بهدف تعزيز التواصل الثقافي والفكري مع أعضائه، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات واللقاءات مع الكتاب والباحثين في مختلف المجالات المعرفية.
وفي هذا الإطار، استضاف الملتقى القطري للمؤلفين عن بعد وعبر برنامج مايكروسوفت تيمز الإعلامية والكاتبة حصة السويدي التي قدمت الحلقة الأولى من سلسلة حلقاتها الأسبوعية من برنامج مبادرة ” اخترت لكم من مكتبتي”.
وقالت حصة السويدي إن فترة التباعد الاجتماعي التي تحتم علينا الجلوس في البيت تدعونا إلى إعادة التفكير في مفاهيم التواصل المتبادل بيننا وفي طبيعة أنماط العيش، إذ لا يمكننا التفكير في أنفسنا كجزيرة منعزلة عن العالم ، معتبرة أن هذه فرصة لتوسيع المدارك وطرائق التفكير، وذلك من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الجوهرية من قبيل: كيف نجعل سلوكياتنا في هذه الفترة وما بعدها لصالحنا وليس ضدنا، و كيف نحتوي المواقف الحياتية التي نمر بها بذكاء على صعيد أنفسنا و الآخرين من أفراد الأسرة وأصدقاء أو فريق العمل وغيرهم، وكيف لنا أن نتجاوز الذكاء المنطقي المتعارف عليه في التعامل مع مجريات الأمور.
واختارت حصة السويدي كتاب ” الذكاء العاطفي ” لدانييل جولمان للإجابة عن تلك الأسئلة المحورية ، مشيرة إلى أن الذكاء المنطقي قد تتحكم فيه حالاتنا النفسية وأمزجتنا و ميولنا و رغباتنا و غضبنا وخوفنا و فرحنا، باعتبار هذه الحالات محركات داخلية، تعتمد على قدرة الشخص في فهم شعوره و انفعالاته متجاوزا ذكاءه المنطقي إلى ذكاء أو ذكاءات أخرى، تعمق فيها علماء النفس حيث ربطوا بين الذكاء وبين التفكير المنطقي و إدراك العلاقات، مستشهدة بنظرية هاوارد غاردنر التي ترفض أحادية الذكاء، حيث قسم الذكاء إلى ثمانية ذكاءات ثم أضاف فيما يعد ذكاءين آخرين، وهذه الذكاءات هي الذكاء البصري ، الذكاء اللغوي، الذكاء المنطقي و الرياضي، الذكاء الحركي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الشخصي، الذكاء البيئي، الذكاء الوجداني و الذكاء العاطفي
وركزت السويدي من مجمل الذكاءات، على اهتمام الكاتب دانيال جولمان بالذكاء العاطفي الذي أصبح محط اهتمامه كفكرة جديدة بشأن مكونات النجاح في الحياة لذا اتخذه موضوع لكتابه في عام ١٩٩٥، فكان يرى مردوده على مختلف الشرائح من طلبة علم و مستشاري أعمال و أصبح مديرو الشركات يوصون بقراءة العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة، كما أصبحت الشركات على مستوى العالم تنظر بعين الذكاء العاطفي لانتقاء موظفيها و ترقيتهم و تنمية مهاراتهم والتي تحدد مدى تطبيق كفاءتهم العاطفية على مستوى قدراتهم و كفاءتهم في المجال العملي، حيث إن المردود الأكبر بالنسبة للمفكر دانيال جولمان هو إدراج الذكاء العاطفي ضمن برامج التعليم الاجتماعي والعاطفي و حرص المدارس على تلقين المهارات الاجتماعية و العاطفية، وذلك باعتبار أن المهارات تعلم الطالب كيف يتعرف عن مشاعره و يعبر عنها و يدرك تأثيرها بشكل دقيق ثم يدرس عن التعاطف الذي يجعله قادرا على تبين كل الإشارات غير اللفظية التي تكشف عن مشاعر الآخرين إلى أن يتدرج الطالب و يكتسب مهارات الإنصات و التحدث من خلال طرق تعمل على حسم الصراعات بدل من تصعيدها و التفاوض بغرض الوصول إلى الحلول المرضية.
واختتمت مقدمة برنامج” اخترت لكم من مكتبتي” الحلقة الأولى بتساؤلات مفتوحة ممهدة للتفاصيل القادمة من محتوى الكتاب والتي ستعرضها في الحلقة القادمة من المبادرة، و التي ستركز على رحلة اللحظات و المواقف الأكثر إثارة و حيرة في حياتنا و العالم المحيط بنا و ربطه بواقعنا.
الملتقى القطري للمؤلفين يناقش أهمية “الذكاء العاطفي” في الحياة العامة
30 أبريل, 2020
