بث الملتقى القطري للمؤلفين جلسة كاتب وكتاب عبر برنامج ميكروسوفت تيمز استضاف خلالها الكاتب الدكتور خالد عبد الجبار لمناقشة كتابه “الدليل الميسر للطب النفسي” الصادر باللغة الانجليزية والذي كان قد دشنه في معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته الأخيرة.   و قال الدكتور عبد الجبار  إن هذا  الكتاب العلمي في تخصص الطب النفسي‫، هو مرجع مبسط لكل ما يخص الطب النفسي بتسلسل منطقي، بدء من المعايير التشخيصية للاضطرابات النفسية ، مرورا  بالمصطلحات الخاصة بعلم النفس المرضي، وصولا إلى  الفحوصات المخبرية والإشعاعية وتوقعات سير المرض، ثم طرق العلاج المختلفة، النفسية والدوائية وغيرها   و قد تم تقسيم الكتاب إلى 20 فصلا و تم إدراج فصول خاصة بالأدوية النفسية، عُرضت فيها بتفصيل أكثر من حيث الجرعات ودواعي الاستعمال، والتأثيرات الجانبية وغيرها مما يهم الدارس او الممارس. وبين الدكتور عبد الجبار ان الكتاب يحتوي على أكثر من 300 صورة “تم تصميمها بطرق ابداعية” ووسائل استذكار أخرى، سهلة ومبتكرة لتسهيل الحفظ وتذكر المعلومات ما يجعل الكتاب ذو فائدة كبيرة لفئات مستهدفة واسعة كالأطباء المقيمين، وأختصاصي الطب النفسي، وللأطباء من الاختصاصات الأخرى وكذلك الممرضين والعاملين في الصحة العقلية من أخصائيين نفسيين واجتماعيين وطلبة كلية الطب وكلية التمريض، وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرهم. حيث أن هذا البحث الأكاديمي تمكن من تبسيط مفاهيم قد تكون مبهمة للمبتدئين في الطب النفسي، كما أنه تناول بعض الأمراض والاضطرابات النفسية في شكل قصة على غرار نوبة الهلع والهوس، وطرح معظم المعلومات في شكل أسئلة وأجوبة لمزيد التبسيط
وقال الدكتور عبد الجبار إنه خير كتابة هذا البحث باللغة الانجليزية باعتبارها اللغة العلمية الحاضرة ولتقديم إسهامات تتجاوز المساحة الجغرافية وتكون مفيدة للمهتمين في كل مكان من أنحاء العالم، لكنه يعمل حاليا على ترجمته إلى اللغة العربية لتعم الفائدة على جميع الشرائح.
وتحدث الكاتب عن رحلة الكتابة مبينا المجهود الذي بذله، باعتبار هذا الكتاب حصيلة عمل متواصل لأكثر من سبع سنوات، بهدف جعل الباحث او الدارس والممارس في رحلة من الفائدة والإمتاع، كما أن تصميم الصور وعملية البحث والتنقيح أخرت ظهوره.
وأكد الدكتور أهمية التشخيص السليم للحالة المرضية لتقديم العلاج المناسب مشيرا إلى أنه في بعض حالات الاضطرابات النفسية يلعب العلاج المعرفي السلوكي دورا هاما.
وحول مشاريعه المستقبلية قال الدكتور إنه بصدد العمل على مبادرة لتشكيل فريق الدعم الاجتماعي النفسي لفئة معينة قد تحتاج المساعدة، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تحتاج إلى مبادرات هادفة ومفيدة كل في مجال اختصاصه، إضافة إلى وضع آلية مناسبة وعملية للتنفيذ لكي لا تظل المبادرات حبرا على ورق. و قدم الدكتور عبد الجبار مجموعة من النصائح للآباء في التعامل مع أبنائهم في المرحلة الحالية لكي لا يتسببوا لهم في اضطرابات نفسية تستمر حتى بعد أن تنتهي الأزمة التي تسبب بها فيروس كورونا منبها إلى ضرورة المحافظة على  التوازن وعدم المبالغة في إظهار الخوف و الفزع، بل يجب على الآباء امتصاص الفزع و أن يكونوا قدوة صالحة لأبنائهم، مبينا أن الإنجاز الحقيقي الذي يمكن أن نخرج به من هذه الأزمة هو جعل الطفل يتحمل المسؤولية و يتعلم القيم الأخلاقية المرتبطة بالبلاء، مبينا أنه لا بد من الخروج من دائرة الصدمة إلى دائرة التقبل.
من جهتها تحدثت الأستاذة مريم ياسين الحمادي مدير عام الملتقى والتي أدارت الجلسة عن أهمية استغلال هذه الأزمة لإعادة التوازن داخل العائلة والمجتمع وحسن إدارة الوقت واستثماره لإخراج أفضل ما لدينا من إبداعات وأفكار خلاقة، داعية إلى ضرورة تحويل الأزمات إلى إنجازات وهو ليس بالأمر الجديد على الشعب القطري الذي أثبت قدرته على تجاوز الصعاب وتجاوز العقبات بوعيه وتكاتفه.
ويواصل الملتقى القطري للمؤلفين أنشطته الثقافية باعتباره هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة والرياضة تعنى بالاهتمام بالمؤلفين، ويهدف الملتقى إلى الاهتمام بالمؤلفين وبخاصة في الارتقاء بالمستوى الثقافي للمؤلفين وفق قرار وزير الثقافة والرياضة رقم (91) لسنة 2018 بتأسيس الملتقى القطري للمؤلفين واعتماد عقد تأسيسه ونظامه الأساسي.