تجنّدت وزارة الثقافة والرياضة بكل ما أوتيت للانخراط في حملات التوعية بفيروس كورونا «كوفيد- 19»، للوقاية منه والتعريف بمخاطره وطرق الحيلولة دون الإصابة به. وفي هذا الصدد، أنجزت الوزارة عن طريق عدد من المراكز والأندية الشبابية التابعة لها، عدداً من الوصلات والمقاطع الدعائية التي كثر تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى عدد من المثقفين والفنانين التشكيليين والممثلين.

ولقيت هذه المبادرات إشادة واسعة داخل المجتمع، حيث نشطت حسابات المراكز الثقافية والشبابية، وأصبحت مقصداً لكثير من أبناء المجتمع من مواطنين ومقيمين، في ظل تدفق المعلومات من كل حدب وصوب، واختلاط الغثّ بالسمين.

وأنجزت وزارة الثقافة والرياضة عدداً من الوصلات، منها «المجلس»، والتي تم تداولها على نطاق واسع، حيث سهر طاقم موقع DOHA360 على إعدادها ونشرها على حساباته على النت، بالإضافة إلى وصلة أخرى تشبّه أفراد المجتمع بأعضاء فرقة الأوركسترا التي لا تكتمل إلا بكل عنصر من عناصرها، حيث إن كل فرد في المجتمع له دوره من أجل مواجهة التحديات، داعية إلى عدم الخوف من فيروس كورونا، بل فقط القيام بواجب الوقاية.

وتم إنجاز هذه الوصلة من طرف وزارة الثقافة والرياضة، وبدعم من صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية.

وبصوتها الشجي في أحد المقاطع، تدعو الإعلامية بدرية حسن إلى وجوب أخذ الحيطة والحذر والاهتمام بأفراد الأسرة من كبار السن والأطفال، والتحصن بالدعاء الصالح في الصباح والمساء وترك أماكن الازدحام، والمبادرة إلى السلام بالصوت دون التصافح.

ويقوم عدد من الأفراد خلال هذه الوصلة بما ينبغي فعله وتصحيحه في المجلس، سواء بإلقاء التحية عن بعد وعدم الملامسة، واتخاذ مسافة كافية بين كل جالس، وعدم مشاركة الأكواب والاكتفاء بأكواب القهوة ذات الاستعمال الواحد.

بدوره، أنجز مركز شؤون الموسيقى، مقطعاً توعوياً عبارة عن أغنية مطلعها: «ملتزمين ومتفاهمين.. صحة كل واحد تهمنا»، وتحث على التزام البيوت وعدم الخروج منها إلا للضرورة، وذلك عن طريق رسوم كرتونية متحركة شيقة.

من جهته، انخرط مركز شؤون المسرح في الحملة التوعوية للوقاية من فيروس كورونا «كوفيد- 19»، حيث أنتج وصلة لفائدة الفئات العمرية الصغيرة عن طريق الدمى توعّي بالطرق السليمة لزيادة المناعة، منها الابتعاد عن كثرة النوم والقيام بالتمارين الرياضية.

كما انخرط نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي في الحملة، ببث مقاطع على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال السيد إبراهيم الجيدة رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي، إن ما يمر به العالم في هذه الأيام ما هو إلا رسالة واضحة للنهوض بمجتمعاتنا نحو المدنية والثقافة السامية، والمضي في مشاريع نهضوية من شأنها تعزيز المسؤولية عند الفرد، مما سينعكس على الفكر الجمعي لهذه البلاد.
وأضاف الجيدة: ما يسمى بـ «كوفيد-19» أو كورونا ليس أول ولا آخر مرض سيمر على العالم الذي ننتمي إليه، معتبراً إياه منعطفاً خطيراً بشكل أو بآخر، يحتّم علينا ترميم الفجوات داخل مجتمعاتنا، وهي فجوات تتعلق بكيفية التعاطي مع هذه الأحداث، وكيفية إدارتها بشكل يضمن لنا حالة من المناعة في المستقبل الذي سيرسمه شبابنا، مؤكداً أنه من هنا يبرز دور المجتمع المدني المتحضر المثقف، والذي ينحاز دوماً للفعل الثقافي كوسيلة وحيدة للخروج بحلول ناجعة لهذه الأزمات، وبناء شخصية الفرد القادر على التعاطي جيداً مع هذه المستجدات، لتكون تجارب في حياته تساعده على تجاوز غيرها.

وأكد أن نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي يمد يده كجزء من مفردات هذه الدولة وتاريخها، لتقديم كل ما باستطاعته من إمكانيات تثقيفية وبكل كوارده، للمساهمة في التغلب على هذه الجائحة التي حلت بالعالم.
وأنجز النادي مقطع فيديو عن الوقاية من هذا الفيروس الذي حيّر العلماء وغزا معظم دول العالم، مؤكداً في نهايته أن كورونا ليس مرضاً، وإنما حرب علينا الانتصار فيها، فضلاً عن توزيعه لـ «بروشور» توعوي من أربع صفحات.

وكان نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي أول نادٍ ينخرط في الحملات التوعية، وذلك باستضافته للدكتور عبداللطيف الخال في مجلسه الذي أطلقه في التاسع عشر من الشهر الماضي.
أما المؤسسة القطرية للإعلام، فكان حضورها لافتاً في الجانب التوعوي وبث وسائط تحث على الأخذ بالاحتياطات الواجبة وتدابير الوقاية، والتي يتم بثها سواء على تلفزيون قطر أو قنوات ومحطات إذاعية أخرى، فضلاً عن تداولها على أوسع نطاق بين العموم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، يبثّ تلفزيون قطر عدداً من المقاطع المرئية والأفلام القصيرة التوعوية، تتضمن كل ما يجب معرفته عن فيروس كورونا، والإرشادات الواجب اتباعها للوقاية منه، ويتم بثّها بمختلف اللغات منها: العربية والإنجليزية والهندية والفرنسية.

كما أنتجت المؤسسة القطرية للإعلام أيضاً، فيلماً قصيراً حول كيفية انتشار الفيروس وطرق الوقاية منه تحت عنوان «درهم وقاية خير من قنطار علاج».

ويأتي بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها المؤسسة من خلال المحطات التلفزيونية والإذاعية عبر البرامج المختلفة للتوعية، والتحذير من المرض، وتعريف الجمهور بكيفية الوقاية منه، الحلقة الخاصة التي أطلقها تلفزيون قطر مساء الجمعة الماضي، لتحقيق هذا الغرض.