اختارت مجلة الدوحة الصادرة عن وزارة الثقافة والرياضة في عددها رقم 149 لشهر مارس الحالي، تسليط الضوء على قضية تاريخية تتعلق بموضوع «الموريسكيين» في الدراسات العربية الحديثة، لإبراز المأساة التي تعرض لها المسلمون الأندلسيون، وطردهم من وطنهم الأندلس. وقالت المجلة إن قضية «الموريسكيين» لم تحظ بالاهتمام اللازم الذي تستحقه بين الأوساط الأكاديمية العربية، كما لم تكن موضوع استحضار لائق من قبل المبدعين العرب وأيضاً المسلمين، باعتبارها لحظة تاريخية مأساوية ما زالت تحتفظ بحضورها القوي بالرغم من مرور 400 سنة على وقوعها، حيث اتسم طرد أحفاد المسلمين في الأندلس من وطنهم بطابع تراجيدي ما زالت مأساويته قادرة إلى يومنا على الدفع إلى الاستذكار والتأمل وأخذ العبرة، خاصة أننا اليوم نعيش تراجيديا شبيهة هي المأساة الفلسطينية.

وتضمن هذا الملف عدداً من الموضوعات، منها دراستان للدكتور محمد المرابط الأولى بعنوان (أسبنة الموريسكيين) حول تناقضات المؤرخ غوثالبث بوستو، وهو مؤرخ إسباني تخصص في دراسة الموريسكيين في المغرب، وكيف وقع في أخطاء ربما دون وعي تحمل الآخرين قسطاً من تبعات مأساة من أكبر مآسي التاريخ، أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان (التمهيد للطرد النهائي) وفيها يتناول سلسلة قوانين المنع التي دأبت الدولة الإسبانية على إصدارها تباعاً، وصدور لوائح تمنعهم من أن يحتفظوا بنمط عيشهم.

كما كتب في الملف ذاته الكاتب رشيد الأشقر دراسة بعنوان (قطيعة فجائية لتعايش تاريخي.. الموريسكيون في دراسات المؤرخين والمستعربين الإسبان)، فيما ترجم خالد الريسوني موضوعاً بعنوان (طرد الحرناتشيين.. المشكلة الموريسكية في إسبانيا في القرن السابع عشر).

وجاءت افتتاحية المجلة حول دور مجلة الدوحة الثقافي في محيطها العربي والإسلامي وإتاحتها الفرصة للمبدعين من كل الأقطار ومن مختلف التوجهات الثقافية، كما طرحت مجموعة من القضايا الفكرية والثقافية في مقالات كتابها.

واحتفى عدد مارس من مجلة الدوحة بالشاعر والروائي السوري الكردي سليم بركات بعنوان (تحيات إلى سليم بركات)، حيث استعرض الملف لغته الشعرية والروائية واهتمامه باللغة العربية وثقافته الموسوعية النابعة من تكوينه الثقافي، وعوالمه الغرائبية، وعن بركات والجوائز الأدبية وهل عدم حصوله على جائزة ما يبخسه حقه، أم أن قامته هي التي ترفع من شأن الجائزة، وغيرها من محاور تتناول شخصيته الأدبية والفكرية.

كما ناقشت المجلة في هذا العدد عدداً من القضايا منها صفقة القرن في بعدها الثقافي، والجوائز الأدبية وتراجع مصداقية جائزة «غونكور» كبرى الجوائز الأدبية الفرنسية بعد العديد من المشكلات بسبب محكمي الجائزة، وحاورت عدداً من المبدعين العرب والأجانب منهم المصري عزت قمحاوي حول إصداره الجديد في الرحلة والسفر، والصيني يانغ ليان وغيرهما، فضلاً عن نشر عدد من الأعمال الإبداعية في مجال القصة القصيرة.

وقد أهدت المجلة لقرائها كتاب مرح القراءة.. في البحث عن المعنى للكاتب والناقد المغربي خالد بلقاسم.